كتبت- بوسي عبد الجواد "السينما قوة ناعمة بناءة وليست هدامة" لم تكن هذه المقولة مجرد شعارات رنانة، للتباهي والتفاخر بصناعة السينما المصرية بين شعوب العالم، فهناك حجج وأدلة تؤكد ذلك، إذ أبحرت السينما في النماذج السينمائية، لتكون بطلة السينما المصرية يوما ما، دون أن تخشى من الأمواج العاتية، إذ تعتبر السينما المصرية الوحيدة التي عرضت نضال "جميلة بوحيرد" وجعل منها يوسف السباعي ونجيب محفوظ أسطورة يعشقها الملايين من مختلف أنحاء العالم، ونموذجا استثنائيا للمرأة المناضلة. بأدائها العالي الذي تفوقت فيه على نفسها أثبتت الفنانة "ماجدة الصباحي" أنه لا توجد ممثلة تُصلح لتجسيد هذه الشخصية مثلما جسدتها هي بإحساسها وتعبيرات وجهها وإيماءاتها التي جاءت مقنعة بشكل كبير. جميع صُناع فيلم "جميلة بوحيرد" تفوقوا على أنفسهم، فكتب المخرج يوسف شاهين لنفسه شهادة ميلاد جديدة في هذا الفيلم، الذي وضعه في مصاف المخرجين الكبار، فقدم مشاهد التعذيب التي تعرضت لها جميلة في الفيلم في سياق لا تخطئه العين. كان من الممكن أن يظل نضال "جميلة بوحيرد" مجرد ذكرى تمر على خاطرك إذ أطلعت على كتب التاريخ، لكن أبى الثلاثي "السباعي ومحفوظ وشاهين" أن يجعلوا منها ذكرى من الممكن أن يطويها النسيان في زخم الحياة، فبقيت جميلة في ذاكرة الناس ، يتحدث عن نضالها الكبار والصغار، في فيلم "جميلة بوحيرد"، الذي ظهر فيه شاهين قوتها وشجاعتها وكيف قاومت الإحتلال الفرنسي للجزائر، حيث ترى تعذيب و مقتل زميلتها "أمينة" بالمدرسة والتي كانت ضمن منظمة لمقاومة الإحتلال. تدور قصة الفيلم حول "جميلة" التي جسدتها "ماجدة" فتاة جزائرية تعيش مع شقيقها وعمها في حي القصبة أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر، تستيظ روحها الوطنية عند رؤيتها الظلم والجبروت والقسوة الذي يتعامل به الجنود الفرنسيين مع أبناء وطنها، خاصة عندما ترى تعذيب ومقتل زميلتها أمينة بالمدرسة فقد كانت ضمن منظمة لمقاومة الاحتلال، وتنضم جميلة إلى الفدائي يوسف، وتقرر هي أيضاً مقاومة الاحتلال مع الفدائيين وتقوم مع زميلتها بو عزة ، بعملية فدائية يتم فيها القيض على بو غزه ثم يتم قتل عمها أيضاً رمياً بالرصاص، فتستمر جميلة في عملياتها الفدائية ولكن من خلال إحدي تلك العمليات يتم القبض على جميلة ، ووتعرض لتعذيب على يد الكولونيل بيجار وذلك من أجل أن تعترف على أسماء جميع الفدائيين الذين يعملون معها، وتقاوم جميلة شتى أنواع التعذيب، ويتطوع المحامي الفرنسي جاك فيرجيس للدفاع عنها ولكن تحكم المحكمة عليها بالإعدام وينتهي الفيلم على هذا الحكم، ولكن جميلة في الواقع يتم تبرئتها بعد ذلك لأن الجزائر حصلت على الاستقلال. تقاسم ماجدة الصباحي في بطولة الفيلم، أحمد مظهر، رشدى أباظة، محمود المليجي، فاخر فاخر، صلاح ذو الفقار، زهرة العلا.