أجرت الحوار : فكرية أحمد رفضت جائزة الدولة عام 76 مقابل إنشاء نقابة الإعلاميين وبعد 41 عاماً حققت الحلم ارتديت الزى العسكرى بالاستديو حتى تبدع «وردة» فى أغنية «حلوة بلادى» انسحبت من «الوطنى» اعتراضاً على مخطط التوريث وهيمنة المصالح فغضبوا علىَّ! عندما تستمع إليه.. لا يمكن لأذنك أن تنصرف عنه، صوته العميق الواثق ينطلق كقيثارة نغم أصيل ومتفرد، صوت يأخذك بعيداً.. بعيداً إلى آفاق راقية وحالمة، ويعود بك فى اللحظة نفسها إلى أرض الواقع، صوت له صدى لا ينسى على مر العقود منذ انطلق مع حرب الكرامة 73؛ لأنه جاء محملاً بمعايشة النصر فى حرب لعبور من الهزيمة إلى النصر، فارتبط صوته ب«صوت المعركة»، وهو اسم البرنامج الذى كان من إعداده وتقديمه الجبهة، حيث اختار العمل الأصعب والأخطر ك«مراسل عسكرى» للإذاعة المصرية، متخلياً عن الهدوء والأمن باستديوهات ماسبيرو، ليقف بين أبناء قواتنا المسلحة الباسلة، مقدماً حياته فداءً للوطن، نطق الشهادة وهو يحمل معدات الإذاعة، ويعبر معهم القناة، ونقل لحظة بلحظة كل ما يدور، سجل للتاريخ أصوات أبطال قبل أن يصبحوا شهداء، وأبطال لا يزالون على تلك الحقبة شهداء، وما بين هذا الزمن حتى وقت قريب، ظل الإعلامى الكبير والإذاعى المتميز، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق حمدى الكنيسى، يحلم ويسعى لإطلاق نقابة للإعلاميين، نقابة تحمى حقوقهم، وتعيد ضبط الإيقاع الإعلامى وإنقاذه من حالة الفوضى، وهو الحلم الذى من أجله رفض تكريم وزير الإعلام الأسبق جمال العطيفى عام 1976، وناشده تحويل التكريم لنقابة للإعلاميين، وأخيراً تحقق الحلم، وأصبح «الكنيسى» أول نقيب للإعلاميين. حول نشأته.. عمله.. وقفات حياته.. أحلامه وطموحاته وآرائه فى أوضاع مصر والفوضى الإعلامية وقضايا أخرى.. كان الحوار سؤال بديهى حول بداياته أوجهه إليه فيقول: - لحسن حظى نشأت فى أسرة مهتمة بالثقافة، والدى «رحمه الله» كان عاشقاً للقراءة، وكان بالبيت 3 مكتبات، قرأت منها أمهات الكتب والروايات و«مجلدات» مجلة الرواية، وهو ما زرع لدىَّ عشق القراءة بدورى، حتى كتبت أول مقال سياسى وعمرى 11 عاماً، أرسلته إلى جريدة الجمهورية، وكان بائع الصحف يضعها لنا أسفل باب البيت، ولم أصدق عينى وأنا أطالع صفحات جريدة الجمهورية، وأرى مقالتى وقد كتب عليها «بقلم حمدى الكنيسى» كان الوقت لا يزال باكراً، أمسكت الجريدة وأنا أهلل وأوقظ كل من بالبيت، وكانت احتفالية، وشجعنى والدى كثيراً على الاستمرار فى الكتابة، وفى ذات يوم كان أبى جالساً فى «صومعته» بالحديقة الملحقة بدارنا فى مركز طنطا، وقفت بالقرب منه متردداً لئلا أقطع قراءاته، ولمحنى فى ترددى، وأنا ممسك ببضع أوراق، فنادانى، وسألنى حاجتى، فقلت إنى كتبت قصة، وتلقفها والدى وقرأها وبابتسامة عريضة ربت على كتفى وقال «هايلة بس أنت تقدر تكتب أحسن منها لما تقرأ كتير»، وطلب منى قراءة مجلدات الرواية والقصص الأخرى التى بمكتبات البيت، وبالفعل نفذت، وكانت رحلتى مع القراءة والكتابة. رغم عشقك للكتابة والأدب اخترت كلية الآداب قسم إنجليزى؟ - كان والدى مدرساً للغة العربية، ومعظم من بالعائلة خريجو دار علوم، بمن فيهم شقيقى الأكبر، لذا أردت أن أغير من هذا التقليد، فاخترت آداب إنجليزى، ولم أتخل فى الوقت نفسه عن القراءة والكتابة، ونشرت أول قصة قصيرة لى وأنا فى أول سنة بالجامعة. كيف كان طريقك للإذاعة؟ - فى الجامعة كان كل من حولى يلمحون بأن لى صوتاً متميزاً يصلح للإذاعة، وعملت عقب التخرج لفترة قصيرة مدرس إنجليزى بمدرسة فى بسيون بالغربية، ولم أنقطع عن عشقى للأدب، ولاحت لى الفرصة عندما أعلنت الإذاعة عن حاجتها لخريجين آداب إنجليزى، لم يكن لدى أى وساطة، كنا 8 آلاف متقدم للعمل، ومن بيننا شاب هو نجل أحد كبار المذيعين فى حينه، ونجح من بيننا 18 فقط، كنت أنا الأول مكرر، كانت الاختبارات فى اللغتين العربية والإنجليزية، وفى قراءة النشرة أمام الميكرفون، وأذكر هذا السؤال من عضو اللجنة د. مهدى علام، أستاذ اللغة العربية، حين سألنى ماذا تعرف عن الدخان الأسود؟، فأجبته: أتقصد الدخان الأسود الملوث للهواء أم رواية الدخان الأسود للأديب السويدى «دورينمات»، عندها أبدت اللجنة إعجابها، وأشار لى د. «علام» بأن أتنحى جانباً؛ لأنى من أوائل من سيتم اختيارهم للوظيفة، وبدأت بإذاعة البرنامج العام كمذيع تنفيذ، وعمل فقرات الربط. ما أغرب القرارات التى اتخذتها وغيرت مجرى حياتك العملية؟ - اتخذت قرارات، ولم أندم عليها، الأول عندما قررت ترك قسم التنفيذ بالإذاعة؛ سعياً للإبداع الفنى، والانتقال إلى مراقبة البرامج الثقافية، واعترض الأستاذ جلال معوض، كبير المذيعين وقتها على رغبتى، ورأى من الخسارة انتقالى، لكنى أصررت، وكان الثانى عندما قررت ترك البرنامج العام، والانتقال إلى صوت العرب، ومثَّل هذا صدمة للأستاذتين سامية صادق وصفية المهندس، وكان إعجابى وقتها بالأستاذ سعد زغلول نصار، رئيس صوت العرب، كبيراً لشعورى بالانتماء للقومية العربية، وإيمانى بنداءات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أما القرار الثالث فهو طلبى السفر إلى الجبهة للعمل كمراسل حربى، رغم تحذيرات كل من حولى بالمخاطر التى سألقاها، لكنى كنت مؤمناً بهذا الدور العام للإذاعة من الجبهة، وعندها أطلقت برنامجى الشهر «صوت المعركة» فى حرب 73 من إعدادى وتقديمى، وكنت أول وآخر مذيع تذاع برامجه على إذاعتين، صوت المعركة على البرنامج العام، ويوميات مراسل على صوت العرب. ما الدور الذى لعبته الإذاعة فى تجاوز نكسة 67 وتحقيق انتصار 73؟ - كان للإذاعة دور كبير فى الحشد الشعبى والتعبئة العامة؛ استعداداً للمعركة، وتأثير الإذاعة لم يكن على المصريين فقط، بل على العالم العربى ككل، وكان لبرنامج «صوت المعركة» أصداء هائلة، حتى إن إسرائيل كانت تستمع للبرنامج من خلال متحدثى العربية وتترجمه، وكانوا يحذرون من تأثير البرنامج على التعبئة والحشد المصرى، وكذلك كان هناك دور للأغانى الوطنية التى أسهمت فى شحذ عزيمة الشعب، ولا أنسى أغنية الفنانة وردة الجزائرية «حلوة بلادى السمرا بلادى»، حيث طلب منى الموسيقار بليغ حمدى، وهو يسجل الأغنية فى استوديو 36 أن أذهب للإذاعة مرتدياً ملابس العسكرى؛ حتى أعطى ل«وردة» إحساس الحرب، وفعلاً أبدعت «وردة»، وحققت الأغنية نجاحاً ساحقاً. خرجت من عملك كمراسل حربى بذكريات لا تنسى فما هى؟ - كان كل يوم يحمل إلى ذكرى وتاريخ لا ينسى، كنت أسجل مع أفراد قواتنا المسلحة، ولا أنسى أنى سجلت يوماً مع ضابط وجندى على الجبهة، وبعدها بساعات جاءنى نبأ استشهادهما، وأنا نفسى تعرض للموت، عندما قررت مع أحد المراسلين العبور فى قارب مطاطى، دون خبرة فى التجديف، وكدنا نغرق لولا أن أنقذنا أحد جنود الصاعقة، ورسم لنا خارطة للسير فى الساتر الترابى، وكانت قواتنا قد سبقت الجنود، واحتلت نقطة حصينة وطلب منا توخى الحذر فى أثناء سيرنا؛ حتى نبتعد عن حقول الألغام، فاتخذنا طريقاً آخر أصعب، وكان شعورى بالخطر وبإمكانية استشهادى فى أى لحظة لا يفارقنى، كانت المدفعية بقاذفاتها حولنا من كل مكان، رغم هذا لم أكن خائفاً، فقد كان هناك هدف أمامى أسمى من الموت، وهو العبور للبر الشرقى وعبور الساتر الترابى. لماذا طلب الرئيس الراحل أنور السادات مقابلته؟ - فى الواقع كان طلبه لمقابلتى مفاجأة كبيرة، وكنت أعتقد أن هناك أمراً ما يريد إبلاغى به مباشرة، لكنى وجدته يشكرنى على برنامج «صوت المعركة» ويثمن دور البرنامج جماهيرياً، وقال لى إنه كان عائداً من إثيوبيا قل شهرين، واستمع للبرنامج، وأمر بأن يبلغونى للذهاب لمقابلته، لكنَّ المسئولين نسوا الأمر، وهو أيضاً لانشغالات أخرى، وكان لقائى معه فى المعمورة، وسعدت كثيراً بتقدير رئيس الجمهورية لى وأنا ما زلت شاباً صغيراً. مع ظهور التليفزيون، هل أغرتك الشاشة الفضية بترك الإذاعة؟ - مطلقاً، فأنا عاشق للإذاعة، وسجلت نجاحاً فى عملى وقدمت برامج كان لها جمهورها العريض من المستمعين على غرار صوت المعركة، ورجال صنعوا التاريخ عن أبطال أكتوبر، وقدمت إسهامات إذاعية كبيرة من خلال عملى كمذيع أو كرئيس للإذاعة، لذلك لم أضعف أمام الشاشة الفضية، كما لم تغرنى، أيضاً، أى تجربة للسفر خارج مصر بعقد عمل، رغم ذلك أنشأت قناة المحور. تقلص دور الإذاعة كثيراً بظهور التليفزيون والآن بوجود الإنترنت كيف ترى ذلك؟ - أختلف مع هذه الجملة التى تثار كثيراً، فأنا أرى أن جمهور الإذاعة لم ينته، ودليل ذلك إقبال رجال الأعمال على إطلاق إذاعات خاصة، وهذا الإذاعات لها إعلاناتها، التى تتصاعد مع ارتفاع معدلات الاستماع، وهذه الإذاعات لا تخسر وإلا تم الغاؤها من أصحابها، وقد تكون مفاجأة حين أؤكد أن إعلانات الإذاعة أكثر أثراً من إعلانات الفضائيات الخاصة. كإذاعى كبير ورجل إعلام.. لماذا دخلت لعبة السياسة؟ - كانت لى ميول سياسية منذ الصغر، وكتبت أول مقال سياسى وعمرى 11 عاماً، ومن خلال عملى الإذاعى ارتبطت بحياة ومشاكل أهل بلدتى بدائرة برما مركز طنطا، وهم من طلبوا منى الترشح لمجلس الشعب، فقد كنت ملتصقاً بهم، وأسعى من خلال عملى الإذاعى على مساعدتهم لحل مشاكلهم، واكتشفت أن دورى فى البرلمان هو تسهيل أمور الناس وخدمتهم وتذليل العقبات أمامهم، بل إن أبناء الدوائر المجاورة كنوا يقصدوننى لخدمتهم، فصرت لا أرى زوجتى وبناتى الثلاث، وابتعدت عن الإذاعة ولم أحب ذلك، وكان عزائى تقديمى الخدمات لأهالى دائرتى بلا مقابل، فأرادوا بالتالى إقناعى بالترشح لانتخابات 2010. ولكن حدث أن أوامر عليا صدرت بألا أرشح نفسى، لاعتراضى على سلبيات كثيرة بالبرلمان والحزب الوطنى الذى كنت أنتمى إليه، ولرفضى مخطط التوريث، ورأيت الحزب الوطنى ينهار، وتسوده المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، فانسحبت من دورى الحزبى، وغضبوا علىَّ، وطلبوا منى عدم الترشح، بل أخبرونى مسبقاً باسم من سينجح فى دائرتى قبل إجراء الانتخابات، فقررت الانسحاب من الحزب وعدم الترشح وصدمت بواقع سياسى كان غائباً عنى. حاربت طويلاً من أجل خروج نقابة الإعلاميين للنور حتى انتصرت.. فما الحكاية؟ - منذ السبعينيات وأنا أحلم بنقابة للإعلاميين، تحمى حقوقهم وتدافع عنهم، وتحمى هذه المهنة المحترمة من الطفيليات التى شوهتها، ولتضبط الإيقاع الأخلاقى، خاصة مع زخم الفضائيات التى صارت تشهد فوضى وتلاسناً وتراشقاً على الهواء، وفى عام 76 رفضت تكريم وزير الإعلام جمال العطيفى لى ولدورى كمراسل حربى، مناشداً إياه تحويل التكريم لنقابة إعلاميين، وللأسف ترك الوزارة قبل أن يفى بوعده، وظللت منذ هذا التاريخ أصارع لإنشاء النقابة، وأخيراً بعد واحد وأربعين عاماً حققت الحلم، وصارت لنا نقابة تشكلت لجنتها التأسيسية من قبل مجلس الوزراء، وأعدت النقابة ميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى، وفقاً لأحكام القانون 93 لسنة 2016 الخاص، نشر بالجريدة الرسمية فى عددها رقم «287» الصادر بتاريخ 20 ديسمبر لسنة 2017، وأصبح الميثاق ملزماً لجميع الإعلاميين وبالتبعية الوسائل الإعلامية منذ هذا التاريخ، هذا الميثاق خارطة طريق لتصحيح مسار الإعلام المصرى فى المرحلة المقبلة. وما الخطوات الحالية التى يقوم بها المجلس التأسيسى برئاستكم؟ - جارٍ الانتهاء من إعداد استمارة العضوية بالنقابة، ونعقد اجتماعات مكثفة، وهناك دور اللجان النوعية، ونعمل على بلورة ميثاق الشرف الإعلامى واختيار مرشحى النقابة لعضوية الهيئات الإعلامية، وقد اجتمعت مع السيد وزير المالية د. عمرو عبدالعزيز الجارحى، وناقشنا موازنة النقابة، ونظراً إلى ظروف الدولة، نواصل المباحثات للخروج بموازنة تلبى احتياجات النقابة، وعضوية النقابة لمن ينتمون لهذه المهنة، المذيع، المخرج، المعد، المراسل، المحرر والمترجم. كيف ترى أوضاع مصر الآن، وهل حققت ثورة 25 يناير مطالبها؟ - الثورة حققت إزاحة النظام، ونظراً إلى أن مصر تواجه مؤامرات داخلية وخارجية تحاول النيل منها، تأخر تحقيق الأهداف كاملة، غير أن ثورة 30 يونيو ودور الجيش ودعمه ومن ثم مجىء الرئيس عبدالفتاح السيسى أدى لإعادة الثورة لمسارها الصحيح، ورغم المشاكل الكبرى المتراكمة سياسياً على مستوى الداخل والخارج وفى الاقتصاد، فقد نجت مصر من الإخوان ومن مخطط الشرق الأوسط الجديد، وأطلقنا مشروعات اقتصادية كبرى، بدأت ثمارها تظهر مثل اكتشاف حقل الغاز، وقناة السويس الجديدة، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، وكلها مشروعات مبشرة، وستضع مصر فى مصاف أقوى 30 دولة اقتصادياً، ومن هنا أضم صوتى لأصوات المنادين بتأييد ترشح الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية، وأرى أن «السيسى» لديه رؤية واضحة وصريحة لكل ما تحتاجه مصر، بجانب الشفافية والتجرد من أى غرض شخصى، نحن فى مرحلة حرب لا تقل خطورة عن حرب أكتوبر، وسنعبرها كما عبرنا، فشخصية المصرى التى رأيتها وعايشتها فى حرب اكتوبر، لديها القدرة على تجاوز صعوبات المرحلة الحالية، فالمصرى يقبل التحدى، ويواجه أشد الأخطار، ولديه طاقات هائلة وقدرات غير عادية على التخطيط والعمل والتنفيذ والشجاعة والاستعداد للتضحية من أجل الوطن، وهى مقومات النجاح والتقدم لأى وطن، فالمرحلة الحالية من أخطر المراحل فى تاريخنا الحديث. كيف ترى شباب الإعلاميين الآن؟ - يجب أن يتم اختيار الإعلاميين بدقة، وأن يعاد النظر فى اختبارات اختيارهم، أيام جيلنا كانت الاختبارات صعبة، وتشمل اختبارات شفوية وتحريرية فى اللغتين العربية والإنجليزية والترجمة ومخارج الصوت والمعلومات العامة، وهذا لا ينفى وجود شباب متميزين من الإعلاميين ويتمتعون بالموهبة، وهؤلاء يجب منحهم الفرصة للإبداع، وصقلهم من خلال معهد تدريب الإذاعة والتليفزيون، فالتدريب سيعيد التوازن. ما أسعد أوقاتك؟ - أسعد اوقاتى العملية، وأنا أعد وأؤسس لنقابة الإعلامين هذا الحلم الذى تحقق بعد طول صراع ومطالبات، وأسعد أوقاتى الخاصة أقضيها مع بناتى الثلاث وأحفادى، بناتى أجمل هدية من زوجتى الحبيبة الراحلة ليلى الطحان، الكبرى مها خريجة آداب إنجليزى، وتعمل فى قناة المعلومات دون أى تدخل منى، وانتقلت للعمل فى قناة أخرى شهيرة، ولبنى خريجة إنجليزى، أيضاً، وهى مدرس مساعد، وعبير تمردت على آداب إنجليزى وهى مهندسة معمارية، والثلاث يتفقن على عشقهن للقراءة. ماذا تقول لشباب مصر؟ هذه فرصتكم، فالدولة تتبنى كل ما يهمهكم، المشروعات معظمها لكم، وهناك الفرص الواسعة لإعداد القادة منكم، وهذا كلام أوجهه، أيضاً، للمرأة، فاعملوا ولا تترددوا أو تتكاسلوا، مصر لن تنهض إلا بكم، والقادم أجمل أنا متفائل جداً من أرض الواقع. حمدى الكنيسى من مواليد 19 مارس 1941م بقرية شبرا النملة مركز طنطا، حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة عام 1961 ودرس الترجمة الفورية بالجامعة الأمريكية عام 1966، تم تعيينه فى الإذاعة المصرية 31 أكتوبر 1963، وأصبح رئيساً للإذاعة المصرية من 10 يناير 1997 حتى 18 مارس 2001. شارك فى إنشاء مراقبة البرامج الثقافية والخاصة عام 1966 انتقل لإذاعة صوت العرب. عمل مديراً عاماً لإذاعة الشباب والرياضة، ورئيساً لشبكة صوت العرب بدرجة وكيل وزارة، ورئيساً لمجلس إدارة مجلة الإذاعة والتليفزيون، وخبيراً دولياً فى الإعلام لدى اليونسكو من عام 1975 وحتى عام 1977، ومستشاراً إعلامياً لمصر فى لندن ونيودلهى من عام 1980 وحتى عام 1984، رئيس تحرير أول مسموعة أصدرتها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات فى ديسمبر 1995، وأميناً عاماً لمهرجان الإذاعة والتليفزيون فى جميع دورات. من أهم البرامج التى قدمها: «قصاقيص، المجلة الثقافية، صوت المعركة، ويوميات مراسل حربى، تليفون وميكرفون و200 مليون»، ألّف العديد من الكتب منها: «الحرب طريق السلام، عاشر العشرة، يوميات مذيع فى جبهة القتال، وغيرها»، وحصل على درع التفوق من وزير الإعلام تقديراً لتطوعه كمراسل حربى للإذاعة أثناء حرب أكتوبر، وعلى وسام الجمهورية تقديراً لأدائه كمستشار إعلامى لمصر فى لندن ونيودلهى عام 1982، وجائزة التفوق فى الأداء عام 1985 نال كتابه الحرب طريق السلام جائزة أفضل كتاب لعام 1997.