انتخابات النواب 2025.. الحصر العددي للأصوات بدائرة قليوب والقناطر في جولة الإعادة    حمدى رزق يكتب:«زغرودة» فى كنيسة ميلاد المسيح    البلطى بكام النهاردة؟.. أسعار وأنواع الأسماك فى أسواق الإسكندرية    رئيس القومي للبحوث يستقبل وفدًا من جامعة ويست فرجينيا الأمريكية    صبرى غنيم يكتب:النبت الأخضر فى مصر للطيران    وزير «الخارجية» يبحث تعزيز التعاون الاستثماري والتبادل التجارى بين مصر و زيمبابوى    علي ناصر محمد يروي تفاصيل الترتيبات المتعلقة بالوحدة اليمنية: خروجي من صنعاء كان شرطا    الباحث الفرنسي لونارد لومباردي: أيدلوجية الإخوان أخطر من داعش وأمريكا أدركت ذلك| حوار    السعودية ترحب بقرار الولايات المتحدة الأمريكية إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا    الجبلاية تنفي التعاقد مع مدير فني اجنبي لاتحاد الكرة    حبس 3 متهمات بممارسة الأعمال المنافية للآداب في الإسكندرية    الوطنية للإعلام توضح موقف خروج مصر من اتحاد إذاعات الدول العربية: عضويتنا كاملة وفاعلة ولم تتأثر    ياسر عبد الله يستعيد أرشيف السينما المنسية بمهرجان القاهرة للفيلم القصير    "اللي يضايق يضايق".. أحمد العوضي يعلن ارتباطه رسميًا بشكل مفاجئ    كيفية التخلص من الوزن الزائد بشكل صحيح وآمن    أول "نعش مستور" في الإسلام.. كريمة يكشف عن وصية السيدة فاطمة الزهراء قبل موتها    وزير الخارجية الأمريكي: واثقون من مشاركة دول في قوة الاستقرار الدولية ب غزة    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بالسوق السوداء بقيمة 4 ملايين جنيه    لافروف: المحادثات الأمريكية الروسية لا تحتاج إلى مساعدة أوروبا    انخفاض درجات الحرارة وشبورة كثيفة على الطرق.. "الأرصاد" تُحذر من طقس الساعات المقبلة    رئيس هيئة الرعاية الصحية يشهد ختام مشروع منحة FEXTE الفرنسية لتعزيز منظومة التأمين الصحي الشامل    جوارديولا يحسم الجدل حول مستقبله مع مانشستر سيتي    اليوم.. ريم بسيوني تكشف أسرار تحويل التاريخ إلى أدب في جيزويت الإسكندرية    الداخلية تضبط 3 سيدات بالإسكندرية للإعلان عن أعمال منافية للآداب    شراكة استراتيجية بين طلعت مصطفى وماجد الفطيم لافتتاح أحدث فروع كارفور في سيليا    الداخلية تنظم ندوة حول الدور التكاملي لمؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث    حقيقة انتشار الأوبئة في المدارس؟.. مستشار الرئيس يُجيب    الصحة: إرسال قافلة طبية في التخصصات النادرة وكميات من الأدوية والمستلزمات للأشقاء بالسودان    شاب من مركز "قوص بقنا" يُعلن اعتناقه الإسلام: "قراري نابع من قناعة تامة وأشعر براحة لم أعرفها من قبل"    محافظ المنيا يعلن افتتاح 4 مساجد في 4 مراكز ضمن خطة وزارة الأوقاف لتطوير بيوت الله    تحرش لفظي بإعلامية يتسبب في وقوع حادث تصادم بالطريق الصحراوي في الجيزة    لقاء السحاب بين أم كلثوم وعبد الوهاب فى الأوبرا    تحذيرات أمريكية من شبكة تطرف على الإنترنت تستغل المراهقين    10 يناير موعد الإعلان عن نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025    المهندس أشرف الجزايرلي: 12 مليار دولار صادرات أغذية متوقعة بنهاية 2025    وائل كفوري يمر بلحظات رعب بعد عطل مفاجى في طائرته    بعد توجيه الشكر لعلاء نبيل.. كيروش الأقرب لمنصب المدير الفني لاتحاد الكرة    جامعة عين شمس تواصل دعم الصناعة الوطنية من خلال معرض الشركات المصرية    انطلاق مبادرة لياقة بدنية في مراكز شباب دمياط    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابه    حملات أمنية مكبرة تضبط 340 قضية مخدرات وتنفذ قرابة 60 ألف حكم خلال 24 ساعة    «سيدات يد الأهلي» يواجه الجزيرة في الدوري    تعرف على مسرحيات مبادرة "100 ليلة عرض" في الإسكندرية    وزير الزراعة يعلن خفض المفوضية الأوروبية فحوصات الموالح المصرية إلى 10% بدلا من 20%    للقبض على 20 شخصًا عقب مشاجرة بين أنصار مرشحين بالقنطرة غرب بالإسماعيلية بعد إعلان نتائج الفرز    زراعة سوهاج: حملة إزالة فورية للمخلفات الزراعية بقرية الطليحات لمركز جهينة    أطعمة تقوي المناعة.. كيف يساعد الغذاء الجسم على مواجهة الإنفلونزا؟    كأس عاصمة مصر.. الإسماعيلي يتحدى بتروجت بحثًا عن الفوز الأول    ثقافة ديروط بأسيوط تواصل فعاليات قوافل التنوير والإبداع لاكتشاف الموهوبين بالمدارس    الدفاع الروسية: قواتنا سيطرت على 4 بلدات أوكرانية خلال الأيام الماضية    مصرع عامل وإصابة شاب فى حادثين بالجيزة    موعد مباريات المجموعة الأولى بأمم أفريقيا 2025.. والقنوات الناقلة    جامعة السوربون تكرم الدكتور الخشت بعد محاضرة تعيد فتح سؤال العقل والعلم    وزيرتا التخطيط والتنمية المحلية ومحافظ قنا يشهدون احتفالية بقصر الثقافة    أبو الغيط يرحب بانتخاب برهم صالح مفوضًا ساميًا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة    المنتخب يخوض أولى تدريباته بمدينة أكادير المغربية استعدادا لأمم إفريقيا    فضل الخروج المبكر للمسجد يوم الجمعة – أجر وبركة وفضل عظيم    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلامي حمدي الكنيسي‏:‏ أداء ماسبيرو لم يتغير‏!‏

هو قامة إعلامية لها خبراتها الواسعة‏..‏ تجربته في العمل بالإذاعة والتليفزيون اتسمت بالثراء بفضل تنوع المواقع الإعلامية التي تولي مسئوليتها‏,‏ فمن صوت العرب والشباب والرياضة‏.‏ وكذلك فترة عمله كخبير إعلامي في اليونسكو والهند وانجلترا‏. وكانت تجربته كمراسل حربي علي خط القنال علامة بارزة في مشواره الإذاعي, نال عنها وسام الجمهورية ودرع التفوق. ولم تكن تجربته السياسية أقل ثراء عندما قرر خوض الانتخابات البرلمانية علي قوائم الحزب الوطني. لكن تجربته تحت قبة البرلمان كانت قصيرة نسبيا, لأنه لم يجد قواعد اللعبة السياسية مع حزب كان يريد من أتبعاه التحلي بالنفاق وتنفيذ سياسسات الحزب والموافقة علي قراراته داخل المجلس علي طريقة فتحي سرور موافقون.. موافقة حتي لو كانت تلك القرارات باطلة... وكان اعتراضه علي عدد من قرارات الحزب داخل البرلمان كافيا لوضع اسمه في القائمة السوداء ودفع الثمن كاش بخسارة الانتخابات في الدروة التالية.. وقرر أن يطلق السياسة نهائيا, حتي عندما حاول جمال مبارك الاتصال به عبر أحد كبار المسئولين في الحزب كي يكون جزءا من مشروع التوريث, فإنه رفض العودة إلي الحزب مرة اخري ورفض أن يكون مجرد حجر في مشروع التوريث, وقرر أن تظل كلمته حرة من خلال عمله كإعلامي.
حمدي الكنيسي قامة إعلامية تنتمي إلي جيل العمالقة حين كانت الإجادة
إذا طلبت منك أن تحدثني عن اللقطات الأولي التي شكلت وجدانك.. فمن أين تبدأ ؟
من حسن حظي أني ولدت في أسرة لها اهتمامات ثقافية, وأذكر أنني عندما كنت في سن العاشرة كتبت قصة قصيرة وعرضتها علي أخي الأكبر فلم يظهر أي استحسان, فذهبت إلي والدي واخترقت خلوته في حديقة منزلنا بعدتردد إلا أنه أزال الرهبة من نفسي بإشارة منه. ولما قرأ القصة نصحني بالمزيد من القراءة ووجهني إلي نوعية الكتب التي ينبغي علي قراءتها, وكانت في بيتنا أكثر من مكتبة. وكان أول ما نصحني بقراءته مجلد مجلة الرواية ثم مجلة الرسالة. وكان والدي منظما للغاية في احتفاظه بأعداد تلك المجلات وفهرستها في مجلدات. وهكذا أدخلني والدي عالم القراءة بعمق حتي أنني نشرت أول مقال لي وأنا في الرابعة عشرة من عمري في جريدة الجمهورية وكانت فرصة هائلة لي وفرحتي يومها لا تضاهي فرحتي بكل ما نشر لي فيما بعد. والتحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة, وهناك اشتركت في مسابقات القصة القصيرة, حتي انني فزت في إحدي المرات بالمراكز الثلاثة الأولي مما أسعد أستاذي الدكتور رشاد رشدي رئيس قسم اللغة الانجليزية الذي اعتبر فوزي انتصارا علي قسم اللغة العربية بالكلية وكلية دار العلوم. وقرر احتضان موهبتي, وفي الوقت نفسه تعرفت علي الأديب الكبير محمد عبد الحليم عبد الله وترددت عليه كثيرا في مكتبه بمجمع اللغة العربية ونادي القصة, حيث قرأت إحدي قصصي أمام نجيب محفوظ ويوسف إدريس.
وما الذي تركته في نفسك نشأتك في الريف وحياتك الأولي في قريتك شبرا النملة في طنطا ؟
حياة الريف والعلاقات الاجتماعية بين الناس أثرت في كثيرا واستقرت في وجداني القيم العظيمة التي كانت سائدة والتي اختفت الآن, حتي أذكر أن أحد كبار السن في قريتنا قال لي البلد ما بقاش فيها خير ده بيبعوا الملوخية لأن الناس كانوا يتبادلونها, وهو تعبير بسيط عن التغير الذي لحق بالريف.
لقد أصبحت صورة الريف المصري كالمسخ ومن المؤكد أنك لمست مشاكله أثناء وجودك كنائب في المجلس ؟
بالطبع هناك هجوم من الأسمنت وارتفاع للمباني أفقد الريف جزءا كبيرا من طابعه, حتي الفلاح الذي كان يستيقظ فجرا أصبح يسهر امام الدش ويبدأ يومه بعد الظهر.
تجربة عملك كمراسل حربي للإذاعة من المؤكد أنها تجربة ثرية تعرفت من خلالها علي العديد من جوانب الشخصية المصرية التي حققت المعادلة الصعبة وحققت المستحيل ؟
كنت علي الجبهة أيام حرب الاستنزاف, وتعرفت علي رموز المقاومة الشعبية من الكابتن غزالي والشيخ حافظ سلامة وظللت علي خط النار حتي حرب أكتوبر وأحمد الله انني وفقت إلي هذا الدور, لأنه أتاح لي فرصة ذهبية كي أري الإنسان المصري وهو في أعظم حالاته من حيث البراعة في التخطيط والتنفيذ والشجاعة والتضحية. وفي تلك الفترة كونت علاقات عديدة مع الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون داخل إسرائيل وكانوا يرسلون لي المعلومات وأسرار انهيار جنرالات إسرائيل وكنت أقوم بإذاعتها من خلال برنامجي صوت المعركة الذي كان له تأثير كبير في الجبهتين الداخلية والخارجية حتي داخل إسرائيل نفسها, فعندما شكلت الحكومة الإسرائيلية لجنة أجرانات لبحث اسباب الهزيمة كان من لجانها الفرعية بحث أسباب انتشار البرنامج المصري صوت المعركة الإسرائيليين الذين يجيدون اللغة العربية. ولما أبلغت المخابرات الحربية السادات بذلك اتصل بجمال العطيفي وزير الإعلام آنذاك وقال له بالحرف انتو بتكرموا حمدي الكنيسي ولا بتعاملوه زي أي مذيع.. ده قالب دماغ إسرائيل فقرر وزير الإعلام ترقية استثنائية لي درجتين وقال لي يومها: الترقية دي مش بس عشان كلام الريس ولكن لأني مقتنع بك ككادر إذاعي ويومها قلت له إن التكريم يكون لنا جميعا في اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإنشاء نقابة للإعلاميين لكن المشروع دفن بخروج العطيفي من الوزارة.
لكنك ظللت تدافع عن هذه الفكرة ومع ذلك لم تخرج إلي النور حتي الآن.. وهو ما يثير التساؤل؟
النظام السابق كان ضد فكرة إنشاء نقابة للإعلاميين بالإذاعة والتليفزيون حتي إن أحد الوزراء قال بالحرف الواحد إن تنفيذ ذلك لن يكون إلا علي جثته. وكانت حجتهم أنهم لا يريدون نقابة تمارس نشاطا سياسيا كنقابة المحامين.
نعود إلي السادات وطبيعة علاقتك به كمراسل حربي وإعلامي ؟
السادات أرسل لي لأقابله ثلاث مرات في المعمورة والإسماعيلية, لكن علاقتي به تأثرت سلبا بسبب مواقفي الرافضة لبعض سياساته, من ذلك أنني عارضت استضافة شاه إيران في مصر وأعلنت ذلك في ندوة عامة. كما أنني عارضت زيارة السادات لإسرائيل وبعد كامب ديفيد أرسلت لي صفية المهندس رئيسة الإذاعة المصرية لتغيير اسم وسياسة برنامجي صوت المعركة ليصبح صوت السلام ورفضت فأنا لست أسطوانة ذات وجهين يمكن تغييرها بهذه السهولة وجه حرب ووجه سلام, وقلت لها إنني غير مقتنع بعقد اتفاق سلام مع الإسرائيليين, وكان ذلك في حضور الإعلامية سامية صادق وتم وقف البرنامج وقاموا بعمل برنامج آخر باسم صوت السلام.
هل يمكن ان نضيف إلي ذلك تأثرموقفك السياسي بجمال عبد الناصر ؟
كأي شاب في جيلي تأثرت بعبد الناصر الذي كان يمثل للأمة العربية نموذج الرجل الذي انحاز إلي العدالة الاجتماعية.. والعزة والكرامة التي دفعته إلي تأميم قناة السويس وبناء السد العالي. بالإضافة إلي الازدهار الثقافي الذي عرفته مصر في الخمسينيات والستينيات.
مشوارك الإعلامي يتسم بالتنوع والثراء حيث توليت المسئولية في أكثر من موقع.. ما أهم المحطات التي حققت فيها نجاحات شعرت بأنها أضافت إليك ؟
لقد عملت علي تطوير إذاعتي الشباب والرياضة, ووصوت العرب وعملت علي تطوير حفلات أضواء المدينة وكنت أول من أدخل كاظم الساهر إلي مصر وكذلك أصالة وصابر الرباعي, وعملت لاول مرة في نقل لأكثر من مباراة في وقت واحد لمدة ست ساعات في الشباب والرياضة.
كما فتحت باب الاتصال التليفوني لسماع توقعات المستمعين لنتائج المباراة. وفي السبعينيات تم اختياري كخبير دولي في الاعلام باليونسكو وكانت فترة مهمة أضافت لثقافتي العامة والإعلامية. كما تم اختياري مستشارا لإعلاميي مصر في انجلترا ثم الهند. كما أسست قناة تليفزيونية شهيرة عام2002 وبدأت البث التجريبي واخترت فريق العمل لكني وجدت صعوبة في الاستمرار بسبب انشغالي في العمل النيابي واضطراري الي السفر إلي الدائرة الانتخابية مرتين أو ثلاث اسبوعيا.
ألاتري أن الإذاعات القديمة فقدت بريقها مقارنة بالإذاعات الجديدة مثل راديو مصر التي حققت نسبة استماع عالية ؟
الإذاعات الجديدة أكثر تألقا بسبب الحرية المتاحة لها وبسبب استثمار التكنولوجيا فيها أكثر.
هل تري أن الإذاعات التي بدأت علي الإنترنت يمكنها ان تنافس الإذاعات عبر الأثير في المستقبل القريب؟
المنافسة الحقيقية والخطيرة أمامها سنوات ولن تحدث الآن.
تجربتك مع الانتخابات البرلمانية لماذا قررت خوضها من خلال قوائم الحزب الوطني ؟
كان موقعي كرئيس للإذاعة يتيح لي خدمة أبناء بلدتي من خلال علاقاتي المتعددة, ففكرت ان يتم ذلك بشكل شرعي فقررت خوض الانتخابات البرلمانية وكان الباب الوحيد لتحقيق النجاح هو باب الحزب الوطني وان كان لي برنامجي الخاص بي وقد نجحت باكتساح.
لكن شهر العسل بينك وبين الحزب الوطني لم يستمر طويلا ؟
بدأت علاقتي بالحزب تسوء عندما تحفظت علي العديد من القرارات التي كان مجلس الشعب يتخذها ومنها قرار وقف عضوية د. جمال حشمت عضو الإخوان في المجلس والذي فبركوا له قضية فتركت الجلسة, لكن زبانية الحزب استوقفوني وقد دفعت الثمن في انتخابات2005, حيث قرروا عدم نجاحي في الانتخابات فقد حاربني الحزب حربا شرسة وكان التزوير علنيا وقد اتصل بي أحد المسئولين أثناء المعركة الانتخابية وقال لي انسي بقي المجلس بالإضافة الي ذلك كنت رئيس الإذاعة الوحيد الذي لم يجدد له.
وكانت هذه بداية القطيعة بينك وبين الحزب ؟
في الفترة التي بدأوا فيها الحديث عن مشروع التوريث حاول رجال الحزب إعادة استقطاب العديد من الشخصيات التي ابتعدت عن الحزب لسبب أو لآخر. وفي عام2009 اتصلت بي شخصية حزبية كبيرة وعرضت علي العودة الي الحزب, وكان ردي اني طلقت العمل الحزبي والبرلماني الي غير رجعة, وحاول إقناعي, مؤكدا ان جمال مبارك هو من كلفه بالاتصال بي, بل وعرض علي الاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية2010 فرفضت فقال لي لن أبلغ الاستاذ جمال بموقفك وساعاود الاتصال بك بعد اسبوع, وكان صوته يحمل لكنة تهديد لكني أصررت علي موقفي.
كتابكالسلطة وطول العمر طرح جريء في ظل نظام مبارك. حيث ربطت بين تولي السلطة والتمتع بالصحة وطول العمر, وذكرت نماذج من رجال الحكومة بل لقد ذكرت شخص الرئيس نفسه.. ومن المؤكد أنه جلب لك الكثير من المشاكل ؟
لقدنشرت الكتاب2009 ووقتها كنت متأكدا أنا والناشر فتحي هاشم ان الكتاب سيكون قنبلة تنفجر في وجوهنا, وقد ابلغني احد الوزراء ان كمال الشاذلي استشاط غضبا بعدقراءة الكتاب حتي إن الكثير من الجرائد رفضت نشر حرف واحد عنه.
روح الإصرار التي رأيتها في أكتوبر..هل تري أن الإنسان المصري استعادها في ثورة25 يناير ؟
في إحدي المرات التي كنت فيها متواجدا في التحرير رآني بعض الشباب المسئولين عن منصة الخطابة, وطلبوا مني إلقاء كلمة وقد ربطت خلالها بين ما رأيته في أكتوبر وما رايته في التحرير, واكدت ان الشخصية المصرية أصابها الصدأ كثيرا حتي تصل الي مرحلة الجلد للذات, ولكن وقت الخطر والتحدي يظهر الانسان المصري افضل ما فيه بدليل انه اثناء حرب اكتوبر لم يكن من الممكن ان نحقق النصر بكل المعايير العسكرية, وفي يناير كان من المستحيل ان نتجاوز القبضة البوليسية المرعبة. لكنها الارادة المصرية التي تصنع المستحيل.
ما رؤيتك للتجربة البرلمانية التي شهدتها مصر بعد الثورة ؟
لابد أن يدرك كل مصري أن ثورة25 ينايرحتي وان كانت قد تعثرت في المرحلة الانتقالية بشكل أو آخر لايتحمل مسئوليته الثوار, ويكفي انها فتحت الباب أمام انتخابات ديمقراطية من أبرز سماتها إتاحة التصويت بالرقم القومي والإشراف القضائي ومنح المصريين في الخارج حق التصويت وكل هذا كان مجرد أحلام.
هل كنت تتوقع هذا الاكتساح الذي حققه الإخوان في الانتخابات البرلمانية ؟
كان متوقعا ان يحقق التيار الإسلامي اكتساحا في الانتخابات لأن الإخوان يعملون منذ80 عاما ولهم وجودهم في الشارع المصري, كما أنهم يستثمرون الاتجاه الديني لدي المصريين وكنت اتمني وجود تيار قوي للمعارضةحتي لا يكون لحزب الحرية والعدالة الاغلبية المطلقة لأن الاغلبية المطلقة في البرلمان مفسدة مطلقة لانها قد تعيد صورة الحزب الوطني
لكن علي الاخوان ان يدركوا انهم في اختبار تاريخي لان الشعب سيراقب كل شيء وميدان التحرير سيظل موجودا.
هل تري ان الأداء الإعلامي في ماسبيرو اختلف شكلا ومضمونا بعد الثورة ؟
حاول ان يختلف مستثمرا مناخ الحرية والديمقراطية الذي أوجدته الثورة لكنه تعثر أولا لان من تولي مسئوليته كان ممن لم تكن له علاقة مباشرة بالعمل الاعلامي في الاذاعة والتليفزيون, كما انه لم يدرك ان الاعلام الرسمي خرج من عباءة النظام الحاكم ليعبر عن الشعب والدولة. وان كان رد الفعل الشعبي والنقد المتواصل كفيلين باعادة الاعلام الرسمي الي الطريق الصحيح واستعادة الثقة المفقودة.
الإعلام الخاص متهم بتعمده الإثارة والبلبلة, وان هناك دورا مشبوها تلعبه بعض القنوات الفضائية لصالح جهات غير معلومة ؟
لا أميل الي استخدام وصف مشبوه لكن الواضح أن الاعلام الخاص قد انزلق إلي الإثارة دون الانتباه الي خطورتها علي الأمن القومي, وقد نتج ذلك بعد سقوط التعريف العلمي للمذيع حتي تحول الي داعية وزعيم سياسي مما جعل البعض يتجه بأفكاره إلي ما يربك فكر الشباب. فعلي سبيل المثال أخطا الثوار عندما تركوا الميدان عقب تنحي مبارك مباشرة اذ كان لابد من بقائهم حتي تتحقق كل أهداف الثورة, ثم وجدنا الإعلاميين يشجعون اتجاه الشباب الي المليونيات بشكل افقدها قيمتها خصوصا انها لم تتوحد شعاراتها واهدافها, مما اتاح الفرصة لاعداء الثورة ان يوجهوا الاتهامات للتحرير, شارك في ذلك من اضيرت مصالحهم من الثورة.
كيف تري مستوي الإعلاميين المصريين في ظل المنافسة الشرسة علي المستويين العربي والعالمي ؟
مبدأيا المنافسة علي الساحة الوطنية أو العربية أو العالمية لابد أن تدفع الإعلاميين إلي تطوير أدائهم وابتكار الأفكار الجديدة, وقد ظهر تأثر الإعلاميين بالقنوات العربية في أداء عدد من الإعلاميين المصريين حتي باستخدام المصطلحات نفسها, لكن يبقي التحدي قائما ويكفي ان نجاح إحدي القنوات العربية اعطي للدولة التي تتبعها حجما ومكانة اكبر.
.
السيرة الذاتية
{ حصل علي ليسانس اللغة الانجليزية1961 جامعة القاهرة.
{ عمل خبيرا دوليا باليونسكو1975-.1978
{ تم اختياره مستشارا إعلاميا لمصر في مدينة نيودلهي1980 1985.
{ انتخب امين عام مهرجان القاهرة للاذاعة والتليفزيون الذي تحول الي مهرجان القاهرة للاعلام العربي20011997 وامين عام مهرجان الاغنية العربي السادس.
{ عضو مجلس ادارة النادي الأهلي لعدة دورات.
{ عضو مجلس اتحاد الكتاب.
{ عضو مجلس الشعب2000-.2005
{ حصل علي وسام الجمهورية ودرع التفوق كمراسل حربي للاذاعة.
{ نال وسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الأولي.
{ تم اختيار كتابه الحرب طريق السلام كافضل كتاب لعام1997.
{ له مجموعة قصصيية حينما يتوقف اللعب.
{ كتب للاطفال روايتي عاشر العشرة ولعودة من الاسر.
{ له عدة كتب عن الحرب مع إسرائيل منها اليوم السابع, الطوفان, الحرب طريق السلام.
{ كتاب البطولة السمراء عن الرياضة في القارة الإفريقية.
soh7575:@yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.