حمدى الكنيسى عبد الحليم حافظ وزع شلنات ورق فى الاذاعه بعد أسر عساف ياجورى إسرائيل قالت لأمريكا سنقضى على الجيش المصري ونحل أزمة السكن في القاهرة في إطار الاحتفالات بالذكرى السابعة والثلاثون لانتصارات اكتوبر استضاف مركز طلعت حرب الثقافى الاعلامى حمدي الكنيسي ليروى ذكرياته كمراسل حربى اثناء المعركه وفى بداية حديثه قال الكنيسى حزين جدا على ضياع جميع التسجيلات التى قمت بتسجيلها اثناء الحرب حيث كان برنامج " صوت المعركه " من اهم البرامج الاذاعيه التى كانت ترصد جميع تحركات الجيش وانتصاراتهم على العدو الاسرائيلى ولكن للاسف مع مرور الوقت لم يعرف التليفزيون المصرى قيمة هذه الشرائط وتم مسحها ولا يوجد شريط واحد بمكتبة الاذاعه والتليفزيون وقال مع نهاية الستينات كان واقع الهزيمه مرا على الشعب المصرى فقرروا العبور من الهزيمة والانكسار الى النصر وبدايتى مع الاذاعه كانت فى عام 1963 مع سبق الاصرار والترصد حيث تخرجت عام 1961 وبدات انتظر مسابقة الاذاعه وكنت دفعة رأفت الميهى ومصطفى محرم ولكنهم اتجهوا الى مجال اخر غير الاذاعه وفى هذا الوقت بدأت اعيش احداث مصر بشكل اعمق واوسع وعلاقتى بالميكرفون سبقتها علاقتى بالقلم وانا عندى 16 سنه نشر لى قصص قصيره بجريدة الجمهوريه وفى عام 1967 شوفت النكسه بحقيقتها المؤلمه وتابعت كل ما يحدث وينشر وهذا كان من اهم اسباب ان اكون مراسلا حربيا للاذاعه ، ففى غفلة من القياده والزمان انتصرت اسرائيل فى عام 1967 والانتصار ادى الى النكسه واسرائيل بدات فى الدعاية الغريبه لها لتؤثر بها على الجيوش المصريه وأيضا من ضمن الذى كتب عن مصر فى عام 1967 نشرت أسرائيل صور لجثث المصريين وكلاب الصحراء تأكلها وكانت أسرائيل تستخدم عبارات لها تم وضعها على الجبهه تحمل عناوين " فى سنة 1948 أخذنا فلسطين , وفى 1956 أخذتم الهزيمة , و فى 1967 أخذنا سيناء فتحمست لذلك وقلت اذا جاءت الفرصة سأنضم للجيش المصرى كمراسل حربى والحمد لله قامت الحرب الى ان وصلنا الى السادس من اكتوبر ومن المؤسف والمحزن اننا الان نحتفل بالذكرى السابعه والثلاثون والسؤال يتكرر لماذا لا يقدم عملاً إبداعياً يتناسب مع هذه الحرب التى أعادت إلى المواطن العربى كرامته وقضت على أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وغيرت الكثير من المفاهيم العسكرية التى كانت سائدة وقتها وللاسف هناك مقارنة ظالمة بين اعمالنا والأعمال الكبرى في الآداب الأجنبية ك ” الحرب والسلام ” لتولستوي و " وداعاً للسلاح " لهمنجواي و" والدون الهادئ " لشولوخوف و" الأمل " لمارلو " وغيرها . وأشار إلى أن انهيار صناعة السينما في مصر يفقدها احد أهم الأدوار الأساسية التي ساهمت في تشكيل العديد من الثقافات, وحينما تنهار تحل محلها صناعات أخرى لا تؤثر في الأمة العربية, فالسينما من البدائل المهمة بعد تقلص دور الكتاب, وجاء تفسير الكنيسي لتلك الظاهرة أنها نتيجة الانتقال من نظام اشتراكي الى نظام انفتاحي, فحدث نوع من عدم الفهم ، وهناك بعض الاعمال التى جسدت اكتوبر ولكنها لم تخرج بالصورة التى ترضى الجمهور ومن وجهة نظرى فأرى أن الحرب لم تنته بعد وأكتوبر فصلا من عدد من المعارك بدأت عام 1948 ووصلت لقمة مأساتها في 1967 وتعدلت أوضاعها في 1973 ولكن العدو الإسرائيلي المتعنت مازال موجودا على الأرض العربية، فى فلسطين والجولان ومازال يرفض الاعتراف بحقوق العرب المشروعة. وانتقل الكنيسى فى حديثه الى كتابه الطوفان حيث ذكر انه فى أعقاب يونية 1967 أرسل رئيس تحرير مجلة دير شبيجل الألمانية الغربية خطابا إلى السيدة جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل قال فيه بكل إنبهار " إننى يا سيدتى أشعر بالأسف الشديد لأننى أصدرت ملحق المجلة الخاص بالانتصار الإسرائيلى باللغة الألمانية ، إننى سأفرض على المحررين فى دور الصحف التى أملكها أن يتعلموا العبرية ... لغة جيش الدفاع الذى لا يقهر ". وبعد أيام من حرب أكتوبر تقول دير شبيجل الألمانية الغربية " إن اجتياح المصريين خط بارليف ، جعل الأمة العربية بكاملها ترفض آثار الهزيمة وآلامها منذ 1967 وبهذا حول الجيش المصرى العظيم خط بارليف الى أسطورة كاذبة فكما تقول وكالة اليونايتد برس أن تخلى إسرائيل عن خط بارليف الحصين على الضفة الشرقية لقناة السويس يعتبر أسوا نكسة عسكرية أصيبت بها فى تاريخها . وحول الجهد الذى بذله فى التغطية كمراسل حربى قال كنت بسافر مع اول ضوء الى ارض المعركه وارجع مع اخر ضوء واتجه الى مبنى الاذاعه والتليفزيون لعمل المونتاج لما قمت بتسجيله واذكر من ضمن المواقف الطريفه التى حدثت لى بالاذاعه حيث فوجئت بعدد كبير من الفنانين يقفون امام مبنى التليفزيون يطلبون الدخول لتسجيل اغانيهم منهم بليغ حمدى وشادية وعبد الحليم حافظ وعبد الرحيم منصور وعلى اسماعيل ولم يصرح لهم الامن بالدخول فقام الموسيقار الراحل بليغ حمدى بالاتصال بالاعلامى وجدى الحكيم وقال له ياوجدى أنا عايز أدخل الاذاعة والتليفزيون لكى أسجل بعض الأغانى الوطنية ولو رفضت ذلك سأذهب الى قسم الشرطة وسأقوم بعمل محضر لك فقام وجدى الحكيم بعمل تصاريح دخول لهم وسالنى عبد الحليم عن اخر اخبار الجبهه فقلت له تم أسر عساف ياجورى فقام وأاخرج " شلنات " خمس قروش جديدة من جيبه ووزعها على جميع الموجودين بالاذاعه فقام بليغ حمدى وقال له ياعبد الحليم معقول خبر زى ده بشلن بس وحول سؤال عن صفته معاصر وشاهد عيان على المرحلة فى ذلك الوقت قيل ان حرب اكتوبر كانت فى اطار تمثيليه كبرى لتغيير وضع سياسى قال الرئيس السادات كان جزء من خطة الدفاع والتمويه وهذا ادى الى انطباع انه عايز يقضى فترته كملك من الملوك والسادات كشخص عنده الجرأءه فى اتخاذ القرار وهى قرارات شبه انتحاريه وكل هذا كان من خطة الخداع الى ان اخذ قرار الحرب بشكل واقعى ، وفى هذه الفترة قابلت الرئيس السادات ثلاث مرات وفي المرة الأولى فوجئت برئاسة الجمهورية تخبرني أن الرئيس يريد مقابلتي فتصورت حدوث خطأ وقلت لهم أنني لم أطلب مقابلة الرئيس وعرفت أنه كان يستمع لبرنامجي "صوت المعركة" ويهتم به لدرجة أنه قال في إحدى خطبه أنه غير موعد غدائه لكي يسمع البرنامج لأنني كنت أقدم البرنامج بصورة أدبية وخط فني وبفكر حسي عالي مستغلاً كوني أديب ولي مؤلفاتى الأدبية وكان البرنامج ناجحاً على المستوى الجماهيري جداً. وحول دور الاعلام وقت الحرب قال نحن كأعلاميين عندما قمنا بالتغطية لأحداث الحرب أبرزنا الدور الكبير الذي قام به الجندي المصري ساهمنا في كشف كذب ما كان يروجه العدو وكان ذلك من خلال الأداء العظيم للمقاتل المصري متمثلاً في القيادة العسكرية التي قامت بالتخطيط العظيم والأداء الرائع وصولاً لأصغر جندي قدم التضحية والاستعداد لفداء الوطن بالروح من أجل استعادة الكرامة وهو ما قلب الموازين وكشف زيف الإعلام الإسرائيلي بينما ما حدث هو العكس فالجندي الإسرائيلي على أرض المعركة كان يهزم ويطلب الاستسلام والإعلام الإسرائيلي كان وقتها يكذب ويضلل لدرجة أن "كسينجر" ذلك اليهودي الذي كان يحتل موقعاً خطيراً في الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت قال لهم "لقد خدعتمونا" ففي 67 كانت هناك مبالغة وعدم رؤية الحقيقة وبالتالي التعبير عن معلومات غير دقيقة وشعارات عنيفة كانت تقال والإعلام مرتبط بالبيانات التي تأتي إليه ولكن في عام 1973 كنا حريصين جداً على التزامنا بالدقة الكاملة ، والصورة قبل أكتوبر كان فيها ترقب وقلق كبير بسبب الدعاية الإسرائيلية التي كانت تمثل حاجزاً نفسياً بشعاً عندنا وذلك استغلالاً لما حدث في 1967 حيث كانت جميع الأمور تؤكد أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر وغيره من الدعايات السلبية وأن الجيش المصري لا يعرف سوى الانسحاب لذلك كانت الفكرة قبل الحرب لا تبعث أملاً كبيراً في استعادة الكرامة نتيجة لوجود موانع كبيرة أمام الجيش المصري مثل قناة السويس كمانع مائي كبير وفريد والسائر الترابي العملاق الذي يصل ارتفاعه 25 متراً وخط بارليف وحصنه المنيعة بالإضافة للحرب النفسية ومع بداية الحرب كان هناك تصور وامتداد للصورة القديمة في ذهن إسرائيل حيث أخبروا الأمريكان أنهم سوف يبيدون الجيش المصري وأنهم سوف يحلون مشاكل السكن والمواصلات في القاهرة بعد القضاء على الجنود المصريين. ولكن مع استمرار الحرب بدأت أسرائيل بالاستغاثة بالولايات المتحدةالأمريكية ولولا الجسر الجوي الأمريكي لكانت الهزيمة ساحقة لهم بينما قبل على المستوى المصري كان هناك ترقب وقلق وكان السؤال بين الشباب هل تستطيع أن نفعلها؟ خاصة أن الرئيس الراحل أنور السادات كان قد وعد بأن يكون عام 1971 هو سنة الحسم ولم يحدث شيء لذلك كان الجميع يشك في اندلاع الحرب وحول توثيق اكتوبر اعلاميا أضاف قائلا ان ذكرى اكتوبر لم تأخذ حقها اعلاميا خاصة أثناء الحرب ومابعدها حيث لا نتذكرها كل عام إلا في شهر أكتوبر وفنياً لم نجد فيلماً درامياً أو مسلسل كبير يرتفع بمستوى نصر أكتوبر وبالنسبة للأغنية فإن الأغاني التي ظهرت أثناء حرب أكتوبر كانت اكثر تأثيرا من الاغنية فى وقتنا الحالى وبصفة عامة فإن حرب أكتوبر مازالت أكبر بكثير جداً مما يقدم عنها في جميع المجالات. وبالنسبة للناحية الأدبية فإن الأعمال الروائية لم تأخذ حظها وكانت بنسبة محدودة جداً ولا يوجد عمل أدبي كبير اقترب من حرب أكتوبر. واحمل جميع الكتاب والادباء وانا على رأسهم المسئوليه ولكننى استطعت ان أوثق لاكتوبر فى ثلاث كتب هم "يوميات مذيع في جبهة القتال" و" الطوفان " و" الحرب طريق السلام " ورفض الكنيسى ماتردد مؤخرا بتراجع دور الاذاعه امام الفضائيات مشيرا الى ان الاذاعه من اهم الوسائل الاعلامية وانها لم تتراجع بالصورة التى تتخيلها الناس ولاتوجد وسيله لتلغى وسيله اعلامية أخرى فهى ليست بنفس القوة لكنها موجوده ، وعن رايه فى برامج التوك شو قال فوضى اعلامية وسباق بين كل القنوات والاعلان يقتل الاعلام فالوكالات الاعلانية هى المسيطرة الان ودون التزام بأى مبادئ او قيم فهى بدأت جيدة ولكنها انجرفت فى تيار المنافسه وماذا عن نقابة الاعلاميين قال الكنيسى أثناء عهد الرئيس أنور السادات قد طلب الدكتور جمال العطيفى وزير الاعلام المصرى خلال هذة الفترة وقال له الرئيس السادات ياجمال الكنيسى بيتكرم ولا بيتم معاملته زى أى مذيع هنا ده قالب الدنيا فى أسرائيل وبرنامجة مكسر الدنيا وقابلت الرئيس السادات وقالى ياكنيسى أطلب أى طلب ولو عندك أى موضوع أطلبوا قلت له ياسيادة الرئيس أنا لى مطلب واحد بس وهو أنشاء نقابة للاعلاميين فقال للعطيفى شوف الموضوع ده وعايزيين نعمل نقابة للاعلاميين وهتابع الموضوع ده بنفسى وانت ياكنيسى أن شاء الله طلبك مستجاب هنعملكم نقابة وخلال هذة الفترة الدكتور العطيفى عرض مشروع انشاء النقابه وكان تحت التنفيذ حتى تم بعدها تشكيل وزارى ولم يكن موجودا فى هذا التشكيل فمن عدة سنوات قمت بتحريك الموضوع مرة أخرى وهذا الموضوع تم أخذ موافقة من وزير الاعلام وتم عرضه على مجلس الشعب لكى يظهر للنور ومجلس الشعب أتمنى أن يناقش قانون نقابة الاعلاميين فى دورته القادمة .