في خطابه عن حالة الاتحاد، يوم أمس الثلاثاء، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توحيد الصف في البلاد وتحقيق أحلام الشعب الأمريكي... وبحسب ما يؤكده مقال تحليلي لوكالة "رويترز" الأمريكية فإن "الفرصة متاحة أمامه لتعزيز أقواله بأفعال فورا". وبحسب التحليل فإن ترامب يواجه "سلسلة من الخيارات السياسية خلال الأسابيع والشهور القليلة المقبلة ستوضح ما إذا كان صادقا في تعهده "بالسعي لإيجاد أرضية مشتركة" وهو ما قد يشكل أيضا رئاسته والإرث الذي سيتركه خلفه". ومن المقرر أن تجرى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بعد تسعة أشهر وستحدد أفعال ترامب ما إذا الجمهوريون سيحافظون على أغلبيتهم في مجلسي الشيوخ والنواب أم سيخسرون أحدهما أو كلاهما للحزب الديمقراطي وهي نتيجة ستعطل بالتأكيد سياسات ترامب، حسب "رويترز". وتضيف "ترامب مقبل في الأجل القريب على توقيتات محددة يتعين أن يتوصل قبلها لاتفاق بشأن حماية المهاجرين الذين قدموا إلى البلاد وهم أطفال والمعروفين باسم "الحالمين" وتفادي توقف أنشطة الحكومة ثانية ويأمل أيضا إقرار مشروع قانون بشأن البنية التحتية عبر كونجرس منقسم". واتخذ ترامب في خطابه موقفا مشددا تجاه الهجرة مصرا على بناء جدار حدودي وعلى أن يقدم الديمقراطيون تنازلات أخرى رغم أنه حث أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على التوصل لحلول وسط. وبحسب "رويترز" قال الخبير الاستراتيجي الجمهوري مايكل ستيل عن خطاب ترامب "من الناحية الجوهرية لم يغير ترامب السياسة ولكن النبرة الأكثر شمولا وتفاؤلا تمثل تغييرا نرحب به... لنرى ما إذا كان بإمكانه الالتزام بكلامه". ومنذ بدء فترة رئاسته كان ثبات تركيز ترامب ونبرته قضية مهمة. فقبل عام ألقى كلمة لاقت ترحيبا أمام الكونجرس إلا أنه اتخذ موقفا مغايرا بعد ذلك عندما زعم أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أمر بالتنصت على هواتفه خلال حملته الرئاسية عام 2016. ومع سعيه لتحقيق مكاسب فيما يتعلق بالقضايا السياسية، سيكون تعامل ترامب مع التحقيق الذي يجريه محقق خاص بشأن ما تردد عن تدخل روسي في انتخابات الرئاسة عام 2016 محل تدقيق. وكانت تقارير إعلامية عن تفكير ترامب في إقالة المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يجري التحقيق بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة، قد سلطت الضوء مجددا على تحقيق يحوم حول ترامب منذ أن بدأ رئاسته. وأي إجراء ضد مولر أو رود روزنستاين، المسؤول الكبير بوزارة العدل الذي يشرف على التحقيق، سيثير على الأرجح عاصفة سياسية. وتقول "رويترز" إن "كل يوم يجازف ترامب بتقويض أي بوادر حسن نية يسعى لبنائها بتغريدة مسيئة أو انفعال". ويأتي خطاب ترامب أمس بعد أسبوع من اتهام الديمقراطيين بالمسؤولية عن توقف أنشطة الحكومة لفترة قصيرة. والآن يطلب منهم "توحيد الصف" لحل مشاكل البلاد. وتضيف الوكالة أن "خطاب ترامب كان مليئا بدعوات إلى تجاوز الاعتبارات الحزبية من أجل تحقيق الواجبات وهو مطلب كثيرا ما يحث عليه الرؤساء في خطاب حالة الاتحاد لكن نادرا ما يتم تنفيذه بحق". وقال ترامب "في الحقيقة هذه هي اللحظة الأمريكية الجديدة" مضيفا "كلنا معا كفريق واحد وشعب واحد وأسرة أمريكية واحدة يمكن أن نفعل أي شيء". وأمام ترامب والكونجرس مهلة حتى أوائل فبراير لتفادي توقف آخر لأنشطة الحكومة بسبب نفس القضايا التي أدت إلى توقفها في وقت سابق الشهر الجاري وهي قضايا تتعلق بالميزانية الاتحادية واتفاق بشأن برنامح لحماية مئات الآلاف من الحالمين.