أشادت مجلة (فوكس نيوز) الأمريكية بالمهندسة "نادية عبد الجابر"، سائقة التاكسي المصرية التي كسرت حواجز الخوف في مجتمع شرقي محافظ مثل مصر لا تسمح بمثل هذه المهن للنساء، وخاصة في ظل حالة عدم الاستقرار وفقدان الأمن التي تعيشها مصر منذ الثورة، كما تجاوزت الحواجز النفسية باعتبارها مهندسة حاصلة على الماجستير في الهندسة الزراعية. وأضافت المجلة أن قيادة سيارة أجرة يعتبر عمل يقتصر فقط على الرجال في مصر، وأن عملية خلط الجنسين أمر نسبي ويُعد دليلا على الحرية التي تحظى بها المرأة في مصر وذلك عند مقارنتها مع العديد من الدول الإسلامية الأخرى. وأكدت المجلة أنه على الرغم من اتجاه بعض السيدات لمزاولة مهنة قيادة سيارات إلا أنه مازال ينظر إلى فكرة القيادة في الشوارع والتقاط الغُرباء ليركبوا مع السائقة،أنه أمر غير مناسب ومرفوض للمرأة. من جانبها قالت "عبد الجابر" إنها تواجه معارضات وعدم الدعم الأسري وخاصة من شقيقتها، التي تعيش في المملكة العربية السعودية حيث يحظر على النساء قيادة السيارات على الإطلاق، ولو كانت خاصة وليست أجرة. وقالت "عبد الجابر"، 40 عاما، واحدة من عدد قليل من سائقي سيارات الأجرة النسائية في مصر، أن ما أجبرها على النزول إلى العمل وممارسة هذه المهنة كان نتيجة زيادة الأعباء على عاتقها لكونها مطلقة وأم لثلاثة مراهقين، مما جعلها في حاجة إلى العمل، وقالت أنها تملك سيارة أجرة وكانت قبل ذلك تأجر سيارتها لسائقين آخرين، إلا أن تكاليف الصيانة الباهظة نتيجة الحوادث أخذت تتراكم عليها. والمفاجئ في الأمر أن "عبد الجابر" حاصلة على شهادة الماجستير في الهندسة الزراعية ولكنها وجدت لا يمكن أبدا العثور على وظيفة في هذا المجال، لذا قررت توفير احتياجات أطفالها بنفسها بدلا من الاعتماد على الآخرين، خصوصا وهي لا تمتلك حرجا من أي مهنة مشروعة، على حد تعبيرها. وأكدت عبد الجابر أنها تقوم باختيار زبائنها، رافضة التعامل مع فئة الشباب الذكور، وقالت إنها لا تذهب إلى ضواحي القاهرة، ونادرا ما تعمل ليلا، وأن أول سؤال يواجهها عند إلتقاطها أي زبون "كيف لامرأة أن تقود سيارة أجرة" وأضافت أن كونها امرأة منحها امتيازات، حيث أصبح لديها قائمة من الزبائن اللواتي يدعونها خصيصاً، مؤكدة أن الموضوع كله يعتمد على عدم الخوف والتحلي بالشجاعة.