دعا وزير الخارجية محمد عمرو إلي عدم اختزال العلاقات المصرية الأمريكية أو الغربية في قضية التمويل الأجنبي قائلا : "إن العلاقات المشتركة أهم وأعمق من اختزالها في هذا الموضوع. وأشار إلي أن العلاقات المصرية الأمريكية ذات اتجاهين وتعمل لحساب الطرفين، مشيرا إلي ضرورة عودة بناء العلاقات المصرية الأمريكية علي أسس صحيحة في المستقبل بما يرسخ التوافق ويسمح بمساحة من الخلاف في بعض الأمور الأخري. وأوضح وزير الخارجية في محاضرة بالجامعة الأمريكية مساء اليوم أن مصر ملتزمة بالسلام والحفاظ عليه في الشرق الأوسط مشيرا إلى اتفاقية كامب ديفيد وما رسخته بشأن المعونة الأمريكية لمصر، حيث أشار إلي أن هذه المعونة تشوه العلاقات الطبيعية مع الولاياتالمتحدة، ويجب أن توضع خطة للانتهاء منها وأن ينظر إليها علي أنها كانت فترة مرحلية قائلا:" يوم أن تستغني مصر عن المعونة سيكون أول يوم طبيعي يطرأ علي العلاقات بين البلدين". وأضاف:"الإطار المفروض منذ فترة تم تعديله ويجب أن تبني العلاقات مع الولاياتالمتحدة علي أسس جديدة علي أن يكون أهم معطياتها ما رسخته ثورة 25 يناير". مؤكدا أنه يجب أن تختلف النظرة الأمريكية لمصر علي اعتبار أن من مصلحة الولاياتالمتحدة كقوة عظمي أن يكون لها علاقات سوية مع مصر كقوة عظمي في المنطقة، مشددا علي أن مصر تتجه نحو أسس ديمقراطية ستكون بمثابة المثال الذي ستتبعه دول المنطقة. ورفض عمرو الحديث عن البعد القانوني للقضية باعتباره مطروحا أمام القضاء، مشيرا إلي أن المنظمات المدنية جزء من المجتمع وأداة من أدوات التأثير الشعبي علي صانع القرار ولكن يجب أن نعترف أن هذه المنظمات تعيش في مجتمع تحكمه ضوابط وقوانين تتغير بتغير الظروف وهو ما يجب عليها الالتزام به. وأضاف أن مصر دولة منفردة وستظل تحتفظ بمكانتها التاريخية وسيظل الجميع دائماً يعمل حسابها. وأوضح عمرو أن مصر تحولت من دولة رائدة إلي دولة غير قائدة منذ الثمانينيات وأصبحت تابعة في الأفكار والتوجهات وحتي في نظم الحياة بداعي الحفاظ علي الاستقرار الذي كان ركودا وليس استقرارا؛ مضيفاً أن المواطن المصري كان يبدو متقبلا لهذا الأمر إلا أنه فاجأ الجميع بثورة 25 يناير. أكد وزير الخارجية محمد عمرو أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير وهو القائم علي ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس، مشيرا في الوقت ذاته إلي أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تحكمها معاهدة السلام الموقعة بين البلدين والتي تلتزم مصر باحترامها طالما التزم الطرف الآخر باحترامها. وأضاف وزير الخارجية: "لست متفائلاً حاليا لإنجاز حل للقضية في ضوء الموقف الإسرائيلي المتعنت، وبالتالي ستقف مصر وراء أي موقف تتخذه السلطلة الفلسطينية في المحافل الدولية، ولكن يجب علي الفلسطينين أن يتموا عملية المصالحة لأنها ستمثل قوة إضافية لجهود استرداد الحق تجاه الطرف الآخر". وأوضح أن الطرف الإسرائيلي ليس مستعد حاليا للدخول في مراحل حقيقية لبناء عملية السلام ، مشيرا إلي أن إبدائه الاستعداد للتفاوض من أجل مجرد التفاوض فقط هو امر مرفوض من الجانبين الفلسطيني والعربي ، منوها إلي أن الطرف الفلسطيني أبدي جديته في البدء في مفاوضات حقيقية تحقق تطورا ملموسا علي الأرض إلا أن الطرف الإسرائيلي يرفض حاليا محددات مسلمه كان قد قبلها في السابق وهي المتعلقة بالحدود واللاجئين والعاصمة. وأضاف وزير الخارجية :" لست متفائلاً حاليا لإنجاز حل للقضية في ضؤ الموقف الإسرائيلي المتعنت ، وبالتالي ستقف مصر وراء أي موقف تتخذه السلطلة الفلسطينية في المحافل الدولية ، ولكن يجب علي الفلسطينين أن يتموا عملية المصالحة لأنها ستمثل قوة إضافية لجهود استرداد الحق تجاه الطرف الآخر". قال وزير الخارجية محمد عمرو أن تعيين كوفي عنان مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلي سوريا يبعث علي الأمل لما له من ثقل دولي وتاريخ مشرف ، مشيرا إلي أنه سيستقبله بمكتبه بمقر وزارة الخارجية صباح غد الخميس لبحث آخر تطورات الأوضاع في سوريا . وأشار إلي أن ما يحدث في سوريا يؤثر بشكل مباشر علي الوطن العربي كله وهذا هو نتاج الربيع العربي الذي أحدث تواصلا بين الشعوب وتفاعلا محمودا وهو ما يجب أن تستجيب له جامعة الدول العربية ، مشيرا في هذا الصدد إلي أن الانتقادات الموجهة إلي بشأن هذه الأزمة بعضها في محله وبعضها الآخر ظالم لها ، مشددا علي ضرورة أن تغير الجامعة من نفسها خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن الحل فى المشكلة السورية لا بد أن يتم فى اطار الجامعة العربية بحيث يكون حلا عربيا مشيرا الى أهمية مهمة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفى أنان الذى يلتقيه غدا واعطاء تلك المهمة الفرصة .. وأكد أن الوضع الحالى فى سوريا لا يمكن قبوله أو السكوت عليه بسبب سقوط العشرات من السوريين قتلى يوميا . وأوضح أنه لو كان هناك دعم دولى للمبادرة العربية واستمرار الضغط على النظام السورى لربما استطعنا الوصول لحل سياسى منوها بصعوبة تطبيق فكرة نشر قوات داخل سوريا لأن ذلك الأمر يحتاج لموافقة الجانب السورى . وأكد على أهمية وقف العنف وسحب القوات المسلحة من المدن وتشكيل حكومة ائتلاف وطنى وبدء حوار لتحقيق مطالب الشعب السورى . وحول تأثير التيار الاسلامى فى السياسة الخارجية المصرية أكد وزير الخارجية أنه على اتصال دائم مع لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب وأن هناك التزاما بثوابت السياسة الخارجية المصرية .. وأن ما يثار عن التنافس بين القومية العربية والتوجه الاسلامى أمر سيحسمه الحوار المجتمعى . . وبالنسبة للعلاقات مع ايران قال وزير الخارجية ان هناك اتصالات مستمرة وأنه سيتم تصعيد العلاقات عندما تكون الظروف مواتية فى اطار حل نقاط الخلاف .