في مثل هذا اليوم 25 ديسمبر 1918 أي منذ 99 عاماً، ولد الزعيم الراحل محمد أنور السادات واعتباراً من اليوم يدخل ميلاد «السادات» مرحلة المئوية، و«السادات» بلا شك هو أبرز زعماء مصر في تاريخها الحديث والمعاصر، كان بحق زعيماً سابقاً لعصره، تاريخه عبارة عن ملحمة من النضال الوطني تخرج في الكلية الحربية 1938 وكافح كثيراً ضد الاحتلال الإنجليزي حتي تم فصله من الجيش وتم اعتقاله بتهمة اغتيال أمين عثمان وحصل علي البراءة وعاد للجيش ليكون أحد رجال ثورة 23 يوليو 1952. تدرج في المناصب المختلفة بالدولة في حقبتي الخمسينيات والستينيات حتي اختاره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نائباً لرئيس الجمهورية في سبتمبر 1969، وبعد وفاة «عبدالناصر» في 28 سبتمبر 1970 تم انتخاب «السادات»، رئيساً للجمهورية، يوم 16 أكتوبر 1970 كان الوضع في مصر سيئاً للغاية، أرض محتلة، هزيمة عسكرية، كبت تام للحريات، لم يضيع «السادات» وقتاً بعد أسابيع قليلة من توليه المنصب قرر رفع الحراسة علي التليفونات، حيث كان كل مصري يشعر أنه مراقب وتعرض في مايو 1971 لمؤامرة كبري من رجال «عبدالناصر» ونجح بذكائه الشديد في الإطاحة بهم جميعاً ومحاكمتهم وأطلق علي ما حدث ثورة التصحيح. كان هدف «السادات» التركيز في المعركة مع إسرائيل والقضاء علي مراكز القوي والانفراد بالسلطة حتي يستطيع تحقيق ما يتمناه، وفي العام الثاني 1972 قرر طرد 17 ألف خبير روسي، وفي نفس العام قرر تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل علي، وزيراً للحربية. وطوال عام 1973 استخدم «السادات» أقصي درجات الدهاء والخداع الاستراتيجي حتي اتخذ قراره التاريخي بخوض المعركة في السادس من أكتوبر 1973 لتحقق مصر انتصاراً تاريخياً علي إسرائيل. انجازات «السادات» لم تتوقف طوال فترة حكمه؛ عام 1974 الانفتاح الاقتصادي، عام 1975 إعادة فتح قناة السويس، 1976 إنهاء معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفيتي، وفي نوفمبر 1977 مبادرة السلام التاريخية والذهاب للقدس في خطوة عبقرية أدهشت العالم أجمع. وكان من نتائج هذه المبادرة توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» 1978 التي نصت علي انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء، والحكم الذاتي للفلسطينيين علي كامل أرضهم وتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في مارس 1979 وفي مايو 1980 قرر «السادات» إلغاء العمل بقانون الطوارئ، وشاء القدر أن يتم اغتيال «السادات» يوم 1 أكتوبر 1981 في يوم نصره.. بمرور السنوات اكتشف وعرف الجميع قيمة «السادات» وقراراته التاريخية التي أنقذت مصر من ويلات، تذكر الجميع كيف كان يفكر «السادات» خارج الصندوق في الحرب والسلام ما أحوجنا فى مئوية «السادات» لأن نستوعب دروس التاريخ ونحتفل بزعيم قل أن يجود الزمان بمثله. تحية لروح الزعيم الراحل في عام المئوية، حاول الكثيرون تشويه تاريخ هذا الرجل لكن في النهاية التاريخ قال كلمته «السادات» عبقري الحرب والسلام.