هو يثير جدلاً وانقساماً فى بلاده، فرغم كونه سياسيا متميزا، لجأ إليه نيلسون مانديلا زعيم التحرر الأفريقى من العنصرية، لجأ إليه دوماً لاستشارته سياسياً، والارتكان إلى آرائه فى القرارات السياسية، فقد كان مانديلا يثق فيه كثيراً، ويدفعه للأمام ليكون رئيس البلاد مستقبلاً، غير أن سيريل رامافوسا الذى فاز منتصف ديسمبر الجارى بمنصب رئيس الحزب الحاكم «حزب التحرير الوطنى»، الأمر الذى يرشحه بقوة إلى رئاسة البلاد فى الانتخابات التى ستجرى 2019، ويعد الآن هو أقوى المرشحين فعلياً لرئاسة جنوب أفريقيا، خلفاً للرئيس جاكوب زوما، الذى سيتنحى عن منصبه فى وقت قد يسبق الموعد الرسمى للانتخابات الرئاسية. إنه سيريل رامافوسا، النائب الحالى لرئيس جنوب أفريقيا، والذى اعترف بالخيانة الزوجية من قبل، والتورط فى علاقة غير شرعية خارج إطار الزواج، كما أشارت تقارير إلى أن رسائله بالبريد الخاص كشفت تورطه فى سلسلة علاقات غير شرعية مع سيدات صغيرات، لكنه هو نفسه عاد مؤخراً وأعلن أن اتهامه بهذا ليس إلا لتشويه سمعته ومنعه من الفوز برئاسة الحزب الحاكم ومن ثم الفوز فى انتخابات الرئاسة، واتهم منافسين سياسيين بالوقوف وراء هذه المزاعم.. وقال: أعترف بالتورط فى علاقة غير شرعية مع طبيبة قبل ثمانية أعوام»، أما عن السيدات الأخريات فأوضح أنه كان يساعدهن هو وزوجته لإكمال تعليمهن عندما كن طالبات، ودافع عن نفسه بأن حياته الخاصة وعلاقاته ليست شأناً عاماً، وأكد أيضاً أنه سيطلب من المفتش العام للمخابرات فى البلاد التحقيق فى اختراق رسائله الخاصة، وقال أيضاً: «كنت على علاقة بسيدة واحدة وقد انتهت وأخبرت زوجتى بها»، وأضاف: «كان هناك من يسعى لمنعى بأى ثمن من رئاسة الحزب الحاكم حتى أن البعض قال إن هذا الأمر سيكون على جثته، وأنا لم أرتكب أى جريمة ولم أسرق أموالاً ولم أنهب ثروات البلاد، لكننى مستهدف وشوهت سمعتى». وكان من المقرر أن يصبح رامافوسا 65 عاماً حالياً، نائباً للرئيس السابق نيلسون مانديلا، ولكن جماعات الضغط منعت ذلك، ورفض عرض مانديلا ليصبح وزيراً للخارجية واختار الانضمام إلى حزب المؤتمر الأفريقى، وباستخدام علاقته مع الحزب، سرعان ما أصبح رامافوسا، واحدا من أغنى رجال الأعمال فى جنوب أفريقيا والقارة، وحصل على توكيل مطعم أمريكى كبير، وعلى العديد من مجالس الشركات، ووجهت الانتقادات له بسبب ثرائه الفاحش، وفى عام 2012 عاد إلى السياسة، وأصبح فى عام 2014 نائباً للرئيس زوما، وأيد الرئيس ولكنه فى الآونة الأخيرة بدأ ينأى بنفسه عن أفعال زوما والذى ثارت حوله تهم بالفساد، حيث ألقى سيريل كلمة طويلة حول الاقتصاد مع التركيز على مكافحة الفساد. ويعتبره كثيرون أنه خليفة نيلسون مانديلا، فهو محنك سياسياً ويعتبره مانديلا سياسياً جيداً فى المفاوضات، وكان يلجأ له دوماً كلما تعثرت محادثات إنهاء الفصل العنصرى، وكان سيريل يرأس عندئذ اتحاد العمال، ونشط عندها فى النضال الثورى ضد الفصل العنصرى، والذى وضع بلاده على طريق الديمقراطية والمساواة العرقية الأوسع. وعلى الرغم من تعرضه لانتقادات كثيرة بسبب نمط حياته الفخم بشكل واضح على نقيض حياة معظم الجنوب أفريقيين.. ومع ذلك، فقد تعهد بقص جذور الفساد من الحكومة التى غالباً ما يستخدم مسئولوها - على جميع المستويات - قوتهم لإثراء أنفسهم، وعندما فاز برئاسة الحزب الحاكم قال: «إنها لحظة تجديد عظيمة علينا، ويجب ألا ندعها تمر».. وقال: «يجب أن نتفهمها ونوحد بلدنا حول هدف واحد، هدف جعل جنوب أفريقيا كبيرة، هدف جعل جنوب أفريقيا خالية من الفساد».