كتب- صلاح السعدنى: كثيرون من شعراء العصر الجاهلي أمثال كعب بن زهر وعمرو بن ربيعة وجميل بثينة وغيرهم تغنوا بأطلال محبوباتهم ومعشوقات قلوبهم لمجرد أنهن كن يسكن أو يمررن أو يجلسن على هذه الأطلال أو الديار ولهذا خلدهم التاريخ فى دواوين الشعر ولا يزال الدارسون ينهلون من علم وشعر هؤلاء الأفذاذ لما لهم من قيمة تاريخية لن يمحوها الزمن.. فالقيمة التاريخية لأى شىء تكسبه معاني كثيرة جميلة ويكفى أنه يظل باهراً يسر الناظرين إليه.. نسوق هذه المقدمة لنكشف عن أركان الجريمة كاملة الأركان التى ترتكب فى منطقة جليم وتبعد بعض خطوات عن البحر، باختصار يتم فى الخفاء اغتيال قصر عزيزة فهمى، المطل على بحر الإسكندرية عروس البحر المتوسط ويقع بمنطقة جليم، وقد شرعت الشركة المالكة للقصر فى تنفيذ مخططها وتحويله إلى فندق لجنى الأرباح الطائلة، والخطة تعتمد على تحويل جزء صغير من القصر أو على الأدق البدء بالحديقة الملحقة بالقصر ثم واجهته مع أن القصر يخضع لقانون حماية الآثار ومسجل كأثر باليونسكو. تاريخ القصر قصر عزيزة فهمى عبارة عن عدد 2 مبنى وحديقة كبيرة ضخمة للغاية، ويعد القصر تحفة معمارية فريدة فى المبنى والمكان، ويعد مقصداً مهماً لزائرى الإسكندرية وعشاق المبانى الأثرية العتيقة. تعود أهمية قصر عزيزة فهمى إلى أنه شُيد عام 1905 على مساحة 15 ألف متر مربع وتشمل مبانى القصر 670 متراً مربعاً وتضم حديقة كبيرة تطل على الكورنيش مباشرة، وكان مسكناً خاصاً لكل من عزيزة وعائشة وزينب وفاطمة وعلى وهم أولاد على باشا فهمى بن عوض بن شافعى وهو كان كبير المهندسين فى القصر الملكى، وعزيزة فهمى تزوجت من محمد باشا رفعت الروزنامجى وأنجبا بنتين منيرة وقدرية فى حين تذكر معلومة أخرى أنها ابنة عبدالعزيز باشا فهمى وزير الحربية المصرية فى عهد الملكية. تداول مجموعة من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عدداً من الصور لقصر عزيزة فهمى فى منطقة جليم بالإسكندرية، قائلين إن القصر يخضع لقانون حماية الآثار، حيث إنه مسجل كأثر وجراء الأعمال التى تتم بداخل حديقته سيتم تدمير واجهة القصر وسيتم تشويه منظره الواقع على البحر نظراً لتقسيم قطعة الأرض الواقعة أمام القصر تمهيداً لإنشاء الفندق أمامه. ملكية القصر للشركة العامة للسياحة والفنادق «إيجوث» وقطعة صغيرة على المشاع ملك المرحوم المحامى عبدالمنعم العبيسى وكان قد اشتراها من الملاك الأصليين للقصر، ويعد هدم القصر انتهاكاً للأحكام النهائية التى صدرت بعدم جواز هدم المبانى التراثية وصدر الحكم رقم 8808 لسنة 67 قضائية، وقصر عزيزة فهمى تم توثيقه فى المجلد الخاص بالمبانى المحظور هدمها فى عام 2008، تحت رقم 1028 الفئة «أ» وتحاول الشركة المالكة الالتفاف على القانون والبناء فى حديقة القصر تمهيداً لتحويله رويداً رويداً إلى فندق ضخم، والسؤال الآن: أين وزارات الثقافة والآثار والسياحة من هذه الجريمة واغتيال واحد من مبانى الإسكندرية التراثية العتيقة؟!