سادت حالة من المودة والاحترام قاعة مجلس النواب أثناء مناقشة الاستقالة التى تقدم بها النائب الوفدي، دكتور محمد فؤاد، حيث أشاد الدكتور علي عبد العال، رئيس المجلس، بمجهودات النائب الوفدي مشيدًا بعمله البرلماني. وأعلن النائب الوفدي محمد فؤاد امتثاله لأوامر دائرته والتزامًا بالأعراف والأحكام البرلمانية، وسحب استقالته التى تقدم بها للبرلمان خلال دور الانعقاد الماضي وما جاء بها. ورصد "فؤاد" في كلمته خلال جلسة اليوم الاثنين أثناء مناقشة الاستقالة لعدد من الجوانب، بدأها بتحية شكر وتقدير لمجلس النواب، وأخص بالشكر رئيس المجلس. وأكد "فؤاد" أن الاستقالة لم تكن مزايدة وأنه كان رافضًا أن يصنف أحد هذه الأمور والدخول تحت تيار مناهض للمجلس، قائلًا: "إنه يترفع أن يضع نفسه في عباءة أحد". وشدد "فؤاد" على أنه لم يتوقف لحظة عن ممارسة عمله البرلماني إيمانًا منه بالتكليف الواقع عليه، حتى آخر لحظة، ملتزما بصحيح الأحكام البرلمانية. وتابع النائب الوفدي، أنه لم ينكر أي مجهود أو نشاط برلماني، مشيرًا إلى أنه ما جاء في التقرير من رصد من مجهود مشترك بالتعاون مع السادة الزملاء أعضاء اللجان النوعية من خلال طلبات الإحاطة وغيره، يستحي ألا يلتفت إلى ذلك، وخلاف ذلك يكون في موقف مزايدة حقيقة. واختتم فؤاد كلمته: استجابتا لما لمسته من رئيس المجلس الذي تفهم الأمر والسادة الزملاء واحترامًا لرغبة الأهالي الذين رفضوا استقالتي وطالبوا أن أكون تحت هذة القبة فإنني أعلن سحب استقالتي وما جاء بها. من جهته قال النائب محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر: "كما تعودنا وكما حدث سابقا كلنا في مركب حرب مركب صعبة الهروب منها في أوقات حسب ما يخطر للنائب لا يجوز ولكن بعض النواب لهم أعذار". وثمن "السويدي" الشجاعة التي تقدم بها النائب محمد فؤاد، بسحب استقالته، محربًا بقراره. من جهتة أكد المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، ورئيس لجنة الشئون التشريعية والدستورية بالمجلس، أنه مما لاشك فيه أن الدكتور محمد فؤاد، نائب مجتهد له بصماته في مشروعات القوانين التي تقدم بها وأن ما كان ما حدث منه في موضع ثورة غضب. وتابع "أبو شقة" أنه كانت هناك ثورة والتهاب في المشاعر ولكن بعد الرجوع إلى العقل فلا بد أن يكون الرأي الصحيح والعقل والحكمة هو ما قرره النائب محمد فؤاد اليوم، مطالبًا المجلس بقبول سحب الاستقالة. ومن جانبه تقدم النائب طلعت السويدي، رئيس لجنة الطاقة بالمجلس بالشكر لرئيس المجلس ولجميع الزملاء: أريد أن أوضح للجميع أن كلمة الدكتور محمد فؤاد بسحب الاستقالة كان لم يكن فهذا الكلام واضح وإن كان أخطأ في أحد فنحن نعتذر للجميع إذا كنا أخطأنا. وهنا عقب رئيس المجلس، الدكتور علي عبد العال، على حديث النائب الوفدي، قائلًا: "تربطني بالنائب محمد فؤاد عدة روابط من الأخوة وأشهد الجميع أنني استعنت به في كثير الأحيان وكثير من المهام وأبلي بلاء حنسنًا في كل ما كلف به وكان مثالا مشرفًا". وتابع "عبد العال": "أشهد الجميع أن النائب محمد فؤاد يتمتع بدماثة الخلق وأنه يحترم زملاءه ورئيس المجلس، ولا غبار عليه في ذلك ومن النواب البارزين المجتهدين". وأضاف رئيس المجلس: "يجب أن يعلم الجميع أن أي استقالة لا بد أن يأخذ بها علم البرلمان الدولي، ولا بد أن يكون السحب والاعتذار واضح للسحب وما انطوت الاستقالة على أسباب. وطالب النائب الوفدي رئيس المجلس بسحب الاستقالة واعتبارها كأنها لم تكن، بدون أخذ تصويت عليها مؤكدًا نحن أسرة واحدة نعمل من أجل الصالح العام.