عالم ساحر من الألوان المبهجة والتفاصيل الأنثوية، هو ما تقع عليه عينيك عند رؤية قطع أزياء مطعمة بالكروشيه، إلا أن تصميمات "آية صلاح" من إكسسوارات الكانفا والركوشيه والتطريز الفلسطينى نجحت فى منح المشغولات اليدوية بعدًا مختلفًا من الجمال والرقة. وبدأت قصة آية مع عشق المشغولات اليدوية فى عامها الجامعى الثانى بكلية الآداب جامعة عين شمس، وبعيدًا عن ثقل مجال دراسة اللغة العربية، وجدت آية ذات ال 22عامًا فى الخيوط الملونة متنفسًا لضغوط الدراسة، وعالم واسع يفتح أبوابه على مصرعيها مرحبًا بموهبتها الفريدة فى مزج الخيوط وصنع الجمال فى أبسط معانيه. ومن خلال الألوان المبهجة والتصميمات المفعمة بالتفاصيل المتقنة وجدت آية عشقها الحقيقى، وكانت الإكسسوارات هى أول ما استهواها لترضى نزعتها للتميز وحبها للجمال، لتختار أصعب الرسوم وأغناها بالتفاصيل لتنفيذها بالكروشية، وتصمم قلائد رائعة مطعمة بأشكال الورود. ولكى تضمن لجمال تصميماتها البقاء زودتها آية بإمكانية إزالة التصميم اليدوى وإعادة تركيبه مرة أخرى بسهولة بعد تنظيفها بالطريقة التقليدية، وهو ما لاقى إعجاب كثير من أصدقاء آية قبل أن تنهال عليها الطلبات من رواد مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" لتصميم إكسسوارات بمواصفات آية وعلى ذوقها. ولتمارس هوايتها المفضلة فى تصميم الحلى والإكسسوارات كان على آية مواجهة الارتفاع الجنونى لأسعار خامات الكروشية والكانفا، التى اضطرتها للإنفاق على حبها للجمال من مصروفها الشخصى مفضلة الاعتماد على موهبتها لتطوير أدواتها وتحسين جودة إنتاجها. ولجأت آية إلى الانترنت لتنمية حسها الفنى دون اللجوء لورش التدريب المهنى المكلفة، بالاستعانة بكورسات التعليم الإلكترونى، وفيديوهات اليوتيوب، التى وجدت فيها خير مرشد لموهبتها بأساليب تعليمية سهلة وبسيطة، على حد قولها. ولم تكن الأسعار هى أولى الصعوبات التى وقفت عائقًا أمام موهبة وشغف آية بالمشغولات اليديوية وخاصة الإكسسوارات، فأسوة بالعديد من الأسر تحفظ والدا آية على انخراطها بهذا المجال، خشية أن يلقى بتأثيراته السلبية على دراسة آية ومستقبلها المهنى، إلا أن تلك المخاوف لم تلبث إلا وتبددت بعد انبهار الأسرة والأصدقاء بنتاج جهد آية وصبرها اللذين لم يكونا ليحرزا لها هذا النجاح فى غياب موهبة صادقة تدعم شغفها.