تطورات جديدة طرأت على المشهد السيناوى، ضمن المواجهات القائمة فى الحرب على الإرهاب بين أجهزة الدولة المصرية والمجموعات التكفيرية فى محافظة شمال سيناء، تلخصت فى مشهد السطو المسلح على فرع البنك الأهلى وسط مدينة العريش أمس الأول، واستشهاد 6 من عناصر تأمين البنك. شهود العيان فى موقع الحادث، أكدوا أن الهجوم الإرهابى الذى تصدت له القوات المسلحة وأوقعت خلاله العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح، كان بغرض السرقة وليس لضرب الكمائن، هذه الرواية وضعتنا أمام سعى عناصر «بيت المقدس» الإرهابى إلى فرض استراتيجية جديدة فى المواجهة مع الدولة مثل استنزاف الاقتصاد والبحث عن مصادر تمويل العمليات الإرهابية بعد وقف التمويل الخارجى نتيجة مقاطعة قطر، ونجاح المصالحة الفلسطينية وفق تصريحات الشيخ كامل مطر أحد أهم الرموز القبلية فى شمال سيناء. وأضاف «مطر» فى تصريحات خاصة ل«الوفد»، أن المصالحة الفلسطينية شكلت ضربة قاصمة للمتطرفين فى شمال سيناء وأنهت بشكل تام جميع أشكال التمويل والموارد والمصادر والإمداد التى كانت تعتمد عليها العصابات المسلحة فى تمويل عملياتها الإرهابية ضد الجيش، متابعاً: الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة كانت أكبر عائق فى القضاء على الإرهاب فى سيناء. وأكد الشيخ السيناوى، أن عناصر من قطاع غزة كانت تقاتل ضمن صفوف المتطرفين بجانب تهريب وبيع الوقود والمواد الغذائية والسلع والسرقات الأخرى إلى قطاع غزة عبر الأنفاق قبل المصالحة التى شكلت هاجسا لدى الإرهابيين بشكل كبير دفعهم إلى البحث عن مصادر جديدة لتمويل عملياتهم الإرهابية، موضحاً أن مقاتلى ما يسمى بتنظيم «بيت المقدس» الإرهابي هم مجموعات من «المرتزقة» الخارجين علي القانون وهم يقاتلون من أجل المال وليس من أجل العقيدة كما يزعمون، وانتقدوا «حماس» بشدة عقب المصالحة ووصفوها بالمرتدة. وحذر «مطر» من سعى المتطرفين إلى استهداف رجال أعمال فى سيناء خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن السرقات التى يقوم بها التكفيريون ليست لشراء الأسلحة والعتاد، فهم يمتلكون مخزونًا كبيرًا من فترة حكم الإخوان، حيث تمت عمليات تكديس كبيرة للأسلحة القادمة من ليبيا، متابعاً أن عملية السطو التى حدثت فى العريش كانت متوقعة من الإرهابيين بعد حصارهم بشكل كبير من جانب القوات المسلحة، مطالباً بزيادة الدوريات الأمنية والتأمين الشديد على البنوك والمصالح الحكومية. وتبنى اتحاد «قبائل سيناء» نفس وجهة النظر التى كشف عنها الشيخ كامل مطر فى تحليل الحادث الإرهابى الأخير فى العريش، حيث أكد «الاتحاد»، أن هناك الكثير من الأمور تندرج تحت بند سعى المسلحين لتغيير استراتيجية معاداة الدولة، أبرزها تجفيف منابع التمويل من قبل مصر و«حماس» وتوقف الدعم الخارجى بشكل نهائى. وقال عبدالقادر مبارك الباحث السيناوى إن المرحلة الراهنة هى مرحلة إنكار الذات والعمل بكل جهد للتخلص من الإرهاب وتطهير سيناء لتعود كما كانت لأبنائها، وتنعم بالأمن والاستقرار، واصفاً الوضع الحالى بالخطير الذى يستوجب تضافر الجهود وإنكار الذات لمواجهة الإرهاب. وطالب «مبارك» أبناء سيناء بعدم تحقير أى معلومة مهما كانت صغيرة، ويجب عند الحصول على المعلومة إبلاغها فوراً للجهات الأمنية، قائلاً: «كن إيجابياً، تطهير منطقتنا من الإرهاب مسئوليتنا جميعاً ولا رهان إلا على الشرفاء من أبناء الوطن، نقص المعلومات لدى الجهات الأمنية هو سلاح الإرهاب لقتلنا». لا تكن سلبياً فى نقل المعلومة، فتكن إحدى أدوات الإرهاب دون أن تدرك. وناشد الباحث السيناوى الجهات الأمنية أخذ أى معلومة من جانب المواطنين على محمل الجد والسرعة، موضحاً أن الخلايا النائمة أكثر خطورة من المسلحين، لهذا نحتاج إلى تغيير فى الخطط والبحث عن أدوات جديدة لجمع المعلومات، مؤكداً فكرة أن أهالى سيناء أدرى بها ولا بد للشرفاء من أهل الخبرة فى سيناء من الجلوس مع القوات المسلحة للتنسيق فى مواجهة الإرهاب.