بعد الانخفاض الجديد.. سعر اليورو اليوم الأربعاء 13-8-2025 مقابل الجنيه المصري في البنوك    «حماس» تشيد بالجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس السيسي    نتنياهو: أشعر أنني في مهمة تاريخية ترتبط بشدة برؤية "إسرائيل الكبرى" تشمل فلسطين وجزءًا من مصر والأردن    11 لقبًا يُزينون مسيرة حسام البدري التدريبية بعد التتويج مع أهلي طرابلس    صور| الحماية المدنية تنجح في إنقاذ شاب انهار عليه بئر عمقها 10 أمتار بقنا    «كاميرا في أوضة نومها».. تفاصيل التحقيق مع سارة خليفة (نص الاعترافات)    عيار 21 الآن ينخفض بالمصنعية.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025 بالصاغة    أسعار التفاح والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025    انطلاق معرض أخبار اليوم للتعليم العالي برعاية رئيس الوزراء.. اليوم    محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تغييرات لرؤساء المراكز والمدن    3 شهداء جراء استهداف إسرائيلي لمجموعة من الأهالي شمال قطاع غزة    البيت الأبيض: ترامب يسعى لعقد اجتماع ثلاثي يضم بوتين وزيلينسكي    نتنياهو: بموافقة واشنطن أو بدونها كنا سننفذ ضرب إيران.. ولحسن الحظ ترامب متعاطف للغاية    نشرة التوك شو| زيارة تاريخية للرئيس الأوغندي لمصر.. و"موسى" يهاجم مظاهرة أمام السفارة المصرية بدمشق    الموضوع زاد عن حده، أول صدام مباشر بين إدارة الأهلي وريبيرو بسبب أحمد عبد القادر    أحمد شوبير يكشف مفاجأة بِأن تجديد عقد إمام عاشور مع الأهلي    نيوكاسل الإنجليزي يعلن التعاقد مع لاعب ميلان الإيطالي    منتخب 20 سنة يختتم تدريباته لمواجهة المغرب وديًا    مرشحو التحالف الوطني يحسمون مقاعد الفردي للشيوخ بالمنيا    محافظ المنيا يخفض درجات القبول بالثانوي العام والفني للعام الجديد    كسر خط صرف صحي في الإسكندرية.. والشركة تدفع بفرق طوارئ- صور    4 أبراج تفتح لها أبواب الحظ والفرص الذهبية في أغسطس 2025.. تحولات مهنية وعاطفية غير مسبوقة    كنت فاكر إن ده العادي بتاعه، هشام ماجد يروي قصة مباراة حولته من أهلاوي إلى زملكاوي    الشيخ رمضان عبد المعز: سيدنا إبراهيم قدوة في الرجاء وحسن الظن بالله    ما حكم الوضوء لمن يعاني عذرًا دائمًا؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق؟.. أمين الفتوى يجيب    للحماية من هبوط الدورة الدموية.. أبرز أسباب انخفاض ضغط الدم    ممنوعة في الموجة الحارة.. مشروبات شهيرة تسبب الجفاف (احذر منها)    وزارة الشباب والرياضة: عقوبات رابطة الأندية ضد جماهير الزمالك "قوية"    الفائز بجائزة الدولة التشجيعية ل"البوابة نيوز": نحتاج إلى آليات دعم أوسع وأكثر استدامة خاصة لشباب الفنانين    وزيرا خارجيتي السعودية والأردن يبحثان تطورات الأوضاع في غزة    الدكتور حسين عبد الباسط قائماً بعمل عميد كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجنوب الوادي    «حماس» تشيد بدور مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية    الحماية المدنية بالغربية تسيطر على حريق هائل نشب بسيارة بالمحلة الكبرى    أحمد مجدي: لدي مستحقات متأخرة في غزل المحلة وقد ألجأ للشكوى    ثلاث تغييرات في تشكيل الأهلي ضد فاركو بالجولة الثانية من الدوري    محافظ الجيزة يعلن اليوم المرحلة الثانية لتنسيق القبول بالثانوية العامة 2025    إبراهيم عيسى يٌشكك في نزاهة انتخابات مجلس الشيوخ: مسرحية (فيديو)    6 بنوك تتصدر ترتيب المتعاملين الرئيسيين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    طريقة عمل شاورما اللحم فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهزة    الصحة تشيد بالأطقم الطبية بمستشفيات الشرقية لنجاحها فى إجراء عمليات معقدة    محافظ القليوبية يكرم 3 سائقي لودر لإنقاذ مصنع أحذية من حريق بالخانكة    البنك العربي الأفريقي الدولي يرفع حدود استخدام البطاقات الائتمانية والعملات الأجنبية للسفر والشراء    "الإسكان": منصة إلكترونية/لطلبات مواطني الإيجار القديم    بداية أسبوع من التخبط المادي.. برج الجدي اليوم 13 أغسطس    نقاش محتدم لكن يمكنك إنقاذ الموقف.. حظ برج القوس اليوم 13 أغسطس    سوق مولد العذراء مريم بدير درنكة.. بهجة شعبية تتجدد منذ آلاف السنين    أكرم القصاص: مصر أكبر طرف يدعم القضية الفلسطينية وتقوم بدور الوسيط بتوازن كبير    الزراعة: حملات مكثفة على أسواق اللحوم والدواجن والأسماك بالمحافظات    ترامب يهاجم رئيس "جولدمان ساكس": "توقعاتهم كانت خاطئة"    للمرة الأولى.. كليات الطب البشري وحاسبات ضمن تنسيق المرحلة الثالثة 2025 للنظام القديم «ضوابط الالتحاق»    حبس 5 متهمين اقتحموا العناية المركزة بمستشفى دكرنس واعتدوا على الأطباء    متلبسًا بأسلحة نارية وحشيش.. ضبط تاجر مخدرات في طوخ    إخماد حريق نشب في محول كهرباء تابع لترام الإسكندرية    «الوكالة الذرية»: حريق محدود في محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية    وكيل صحة شمال سيناء يعقد اجتماعا لمتابعة خطة تطوير الخدمات الطبية    كيف أستغفر ربنا من الغيبة والنميمة؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور والتفاصيل الكاملة .. " محمد الحر " يتابع عاصفة نيران الحرب فى سيناء
نشر في صوت الأمة يوم 09 - 12 - 2013

تلال رمال ومصدات أسمنتية تغلق الشوارع.. وتحويل الطرق أمام الكمائن والقناصة تعتلى أسطح العمارات
تلال رملية وحواجز إسمنتية وخراسانية وأكوام من مخلفات المباني اتخذتها مديرية أمن شمال سيناء كسواتر طبيعية لحماية منشآتها الأمنية في مدينة العريش العاصمة وكل مدن ومراكز المحافظة من هجمات العناصر الإرهابية المسلحة التي تشن هجماتها على المنشآت الأمنية «الشرطية والعسكرية»، فضلاً عن المنشآت الحيوية، وهي الصورة التي تعيد للأذهان أيام الاحتلال الإنجليزي حينما كان يستهدف الفدائيين، ولذلك لجأوا لاستخدام نفس الحيل لتفادي سقوط ضحايا منهم وليتمكنوا من الهرب وضمان عدم ملاحقة الجيش الإنجليزي لهم.
وهو نفس المشهد الآن على ارض شمال سيناء، بعد أن اتخذت عناصره أسلوب الكر والفر عبر الدراجات النارية للدخول بالمناطق الضيقة والسكنية للتخفي وسرعة الهروب بعد ارتكاب جرائمهم والسيارات ذات الدفع الرباعي،للفرار بسرعة البرق فور مهاجمة الكمائن الثابتة أمام المباني الشرطية والمنشآت الحيوية. هذا الواقع أصبح يعيشه سكان شمال سيناء منذ سقوط الرئيس المعزول «محمد مرسي» وقد رصدت «صوت الأمة» بالصور خلال جولة استمرت عدة ساعات للتنقل من العريش إلى رفح والعكس في مسافة كان من المفترض ألا تستغرق أكثر من 45 دقيقة، ولكنها أصبحت تمثل حالياً معاناة يومية يعيشها المواطن السيناوي بشكل مستمر خاصة العاملين بالتعليم، حيث أصبح الخوف يملأ أعينهم فى رحلة الذهاب والعودة خشية أن تطولهم رصاصات الغدر الإرهابية بعد تمكن عناصر مستأجرة من جانب الجهاديين من الاختباء وسط الكتل السكانية لاستهداف أفراد الجيش والشرطة، خلال دورياتهم الأمنية لحماية المواطنين العزل.
أصبح الحزن يكسو الوجوه ويطفيء بريق العيون وترى الرجال شاردين يفكرون في مستقبل أبناءهم في ظل أحوال أمنية لم تشهدها المحافظة منذ عهد الاحتلال الإسرائيلي، فالأطفال أصبحوا سجناء بمنازلهم، حيث أنساهم الإرهاب لهو الشوارع بعدما تحولت إلى ما يشبه ساحة قتال ما بين مطاردات قوات الأمن للعناصر الإرهابية وهجمات مفاجئة تستهدف المنشآت وأفراد الأمن.
ولا يستطيع الزائر لمدن شمال سيناء وخاصة مدينة العريش للوهلة الأولى تحديد معالم تلك المدينة التي اعتادها من قبل والتي تغيرت خلال الأشهر القليلة الماضية، أما قائدو السيارات فأصبحوا لا يعرفون طريقهم بعد الدخول إلى الحواري نتيجة إغلاق الطرق الرئيسية ولا يتعرفون عليها إلا بعد إرشاد الأهالي، وهذا الأمر كلف عددًا من الشباب حياتهم نتيجة المرور الخاطئ والاقتراب من أماكن يحظر الاقتراب منها، ونتيجة للتشديدات الأمنية لقي شاب مصرعه أمام مبني النيابة العسكرية بالعريش وآخر لقي مصرعه أمام استراحة محافظ شمال سيناء.
أما قوات أجهزة الأمن فقد تمتلك العذر بأنها لا تعرف نية أو هوية القادم إليهم، بعدما لقي أكثر من 100 ضابط ومجند مصرعه نتيجة مرور سيارات مجهولة بتلك الأماكن كانت تستهدف أفراد الجيش والشرطة بأسلحة أو بسيارات مفخخة أو زرع عبوات ناسفة، وفى الأماكن القريبة من المواقع الحيوية يبدأ الليل مبكراً، حيث تغلق المنازل من السادسة مساء وتخلو المقاهي من روادها وتشهد المحلات حالة من الكساد لدرجة أن صيف هذا العام مر علي سيناء دون أي نشاط أو تفعيل لأنشطة الصيف وباتت المدينة تعيش حالة مستمرة من الشلل التام.
وبالنسبة الىالمواطن السيناوى أو المقيم فلم يجد أمامه سوي ان يغلق أبواب منزله على أبنائه، مفضلين حضور المدرسين إليهم عن الذهاب إلى المدارس، خشية على حياة أبنائهم من الرصاص الطائش المجهول الذي يخترق الأجساد وكثيراً منه ما زال مستقراً برؤوس الضحايا من المدنيين ويقوم الرجال بشراء احتياجات الأسرة بدلاً من خروج النساء أو الأبناء إلى الأسواق.
ولم يختلف الحال كثيرًا عند المنشآت الحكومية التي لجأت هي الأخرى إلى بناء مصدات خراسانية وحوائط إسمنتية للوقاية من رصاص الإرهابيين، التي استهدفت أفراد الأمن القائمين بتأمين هذه المنشآت حتى البنوك وديوان عام المحافظة والوحدات المحلية لجأت إلى هذا الأسلوب، إما بتلال الرمال لإعاقة حركة السيارات أمامها أو بجدران إسمنتية مع استخدام الأبواب الجانبية عند التعامل مع المواطنين في مختلف المصالح الشرطية كأقسام الشرطة والجوازات والأحوال المدنية ومديرية الأمن. ويعتلى أفراد الأمن أسطح العمارات في أحياء المساعيد والعريش والشيخ زويد لرصد حركة الشارع والمساعدة في تقليل الخسائر في الأرواح بين المواطنين ورجال الأمن، علاوة على زرع الكاميرات السرية بعدد من المناطق التي يتم استهدافها ووضع دوائر تليفزيونية لمتابعة أي تحركات مريبة حولها، وتم إغلاق الشارع الرئيسي المؤدي إلى مديرية الأمن بحي «ضاحية السلام» تماما بأكوام من الرمال وهكذا الحال في الطريق المؤدي إلى ديوان عام محافظة شمال سيناء ومبنى الجوازات مع وضع حواجز أمام مبني المخابرات وأقسام أول وثان وثالث ورابع بالعريش ولم يجد السائقون سوي الدخول في شوارع فرعية داخل أحياء المدن تفاديًا لعدم المرور أمام الأكمنة الأمنية أو المنشآت الشرطية والعسكرية وفى مدن الحدود الشيخ زويد ورفح لا يختلف الحال كثيراً عن مدينة العريش. وقد لجأ الأمن إلى تحويل مسار الطريق الدولي الممتد من العريش مرورا بمدينة الشيخ زويد وصولاً إلى رفح الحدودية قبل الكمائن لتتخذ السيارات والمارة طرق فرعية والتفافية بين الزراعات والمناطق الصحراوية حتى الخروج من المدينة وسط حالة من الخوف تسيطر على المواطنين العابرين في طريقهم من وإلى العريش لقرب القرى التي يتم مداهمتها منهم وهى قرى جنوب الشيخ زويد والتي تتمركز فيها الجماعات الإرهابية الذين يلجأون أحيانًا للاختباء وسط الكتل السكنية بالشيخ زويد للاحتماء وسط الأهالي واتخاذهم فى بعض الأحيان دروعاً بشرية للإفلات من المتابعات الأمنية، وقد رفض بعض أهالي شمال سيناء الذين التقتهم «صوت الأمة» لمعرفة رأيهم في الإجراءات الأمنية الجديدة التي أدت إلى تغيير معالم المدينة خوفاً من الإرهاب، الحديث إلا القليل وكان كلامهم مقتضبا جدا خوفا على حياتهم .
«أبومنير».. زعيم الجهاديين والتكفيريين بسيناء ومهندس اتفاقية وقف العملية «نسر» مع وفود مرسى
عاش سنوات عمره وهو يمارس قيادته للجماعة التكفيرية بشمال سيناء، سرا دون أن تترقبه عيون الأجهزة الأمنية، حتى تولى الرئيس «محمد مرسي» منصبة رئيسا للجمهورية، فبزغ نجمه واخذ اسمه يتردد بقوة على الساحة الجهادية بسيناء،وأصبح يمارس نشاطه جهرا ويجتمع مع أنصاره فى وضح النهار بمجلس متواضع شيده إلى جوار مسجد يحمل اسمه، وذاع صيته بعد توليه منصب مفتى الجماعة التكفيرية ليصبح الرجل الأول الذى يأمر فيطاع من قبل قيادات الصف الأول والثانى وكل العناصر الأخرى.
إنه القيادى التكفيرى «محمد حسين احمد محارب» الشهير باسم «أبومنير» نسبة لابنه الدكتور «منير» الذى قتل برصاص الأمن خلال أحد القيادات التكفيرية فى مواجهات الشرطة خلال تفجيرات سيناء، وقتل ابنه الثانى «يسري» خلال مشاركته مع ثلاثة عناصر ينتمون لجماعة «أنصار بيت المقدس» بإعداد منصة صواريخ بمنطقة «العجراء» خلال عام 2013 لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل .
وحسب شهادة احد جيرانه أن «أبومنير» كان يعمل «ساعيا» بمعهد أزهرى مجاور لبيته فى قرية المقاطعة، ويبلغ من العمر 60 عاماً، معروف بأنه مرجعية لكثير من العناصر التكفيرية، حيث قام بتشييد مسجد يصلى فيه معهم ويحمل اسمه «مسجد أبومنير»، واعتزلت جماعته كل المساجد المجاورة وحرمت الصلاة فيها. وزاد نفوذ «أبومنير» بعد أن استقبل الوفود الرسمية التى أرسلها الرئيس المعزول «محمد مرسى»، خاصة وفد «عماد عبد الغفور»، الذى كان يتولى منصب مساعد رئيس الجمهورية، للتفاوض معه بهدف إيقاف العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة فى سيناء مقابل إيقاف عمل العملية العسكرية «نسر» وللتفاوض معه بشأن فك اسر الجنود السبعة بعد أن اختطفهم رجاله خلال شهر ابريل الماضي، وقد منحته علاقاته بالمعزول قوة بين التكفيريين وتحول منزله لوكر لهم للأسلحة والإقامة فيه وتواصلت اجتماعاته بهم فى مجلسه المجاور للمسجد الذى يحمل اسمه. ومع بدء الحملة العسكرية المستمرة فى شمال سيناء وفى أول أيام عملها استهدفت طائرة عسكرية من طراز «اباتشي» مجلس «أبومنير» بقرية المقاطعة، وقتلت وأصابت عدة أفراد، واستطاع أن يلوذ بالفرار والتخفى لعدة شهور، إلى أن رصدته الأجهزة الأمنية، وتم تصفيته صباح «الثلاثاء» الماضى بصحبة اثنين من أبنائه هما «أيمن» و«عبدالرحمن»، وذلك خلال عملية نوعية جاءت كضربة موجعة وقاسمة للعناصر التكفيرية فى شمال سيناء والمتسللين من قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية هناك. وحسب شهود عيان من جيران «أبومنير» فإن عائلته تشتهر باعتناقها التكفير بشدة وكان عقب ثورة 25 يلقى خطب تكفيرية فى مسجده الخاص بقرية المقاطعة بالشيخ زويد وكان يكفر الجيش والحكومة، وطالب أنصاره من التكفيريين بمحاربة الجيش المصرى وطردهم من سيناء لإقامة ما يصفها بالإمارة الإسلامية بسيناء، كما تورط فى مذبحة رفح الثانية وشوهد وهو يقتل 25 جندياً من قوات الأمن المركزى بيده بالاشتراك مع المتهم «عادل حبارة» المقبوض عليه. وحسب مصادر أمنية رفيعة المستوى بشمال سيناء، أن ضباط الصاعقة كانوا هم الأبطال الحقيقيين فى واقعة مقتل زعيم ومفتى التكفيريين بالشيخ زويد والمعروف، حيث تمت تصفيته بعد معلومات مؤكدة لجهاز الأمن الوطنى والمخابرات بتحركاته بعدما أدلت مصادر سرية بتحركاته فى وقت مبكر من صباح الثلاثاء الماضى، ويعد «أبومنير»، هوالزعيم الروحى لكل العناصر التكفيرية والجهادية بسيناء وكلمته مسموعة بصفته قائد التكفيريين وسقوطه يعد ضربة أمنية كبيرة للجيش المصرى خلال حربه ضد الإرهاب بسيناء، ومن المتوقع حسب مراقبين أن تتفكك أواصر الجماعات التكفيرية بعد مقتل زعيمهم «أبومنير» وهو ما تتوقعه المصادر الأمنية خلال الفترة القادمة .
تحالف الجماعات الجهادية والتكفيرية مع تجار أفارقة بمساعدة حماس لقتال الجيش وطرده من سيناء لإقامة مخططاتهم
إذا حاولت أن تعرف حقيقة موجة الإرهاب التى تجتاح سيناء، فلابد أولا من البحث عن المستفيد الأول، وهو الاحتمال الذى تعتمد عليه الأجهزة الأمنية فى الكشف عن الجانى فى أى قضية أو ما يسمى بالمستفيد الأول من وقوع الجريمة، وفى حالة سيناء التى ضرب ربوعها الإرهاب الأسود، عقب سقوط نظام الرئيس المعزول محمد مرسى يتضح أن هناك خمس جهات موجودة فعليا على الأرض تقف وراء ما يحدث فى سيناء من إرهاب طال المدنيين والعسكريين ويسعى لتدمير العباد والبلاد أيضا ويأتى على رأس تلك الجهات الخمس الجماعات الجهادية التى فقدت موقعها على الحدود المصرية ومنعت من ممارسة عملياتها ضد إسرائيل وتبخر حلمها الذى كادت ان تحققه على الأرض وهو إقامة ولاية إسلامية على ارض سيناء، إلى جانب التجار الأفارقة والمخدرات قيدت حركتهم وتم تجميد نشاطهم بفعل سيطرة قوات الجيش على منطقة وسط سيناء التى تحولت إلى ملكية خاصة بهم خلال عهد «مرسى « لممارسة أنشطتهم الإجرامية.
أما الجهة الثالثة فهى «حماس» التى فقدت أهم مواردها من خلال جباية الأموال وتهريب السلاح وكل ما هو ممنوع عبر الأنفاق التى أغلقتها قوات الجيش وجففت منابعها بالجانب المصرى، والجهة الرابعة هى تنظيم التوحيد والجهاد الذى بقى وحيدا بعد اعتقال أهم رموزه وقياداته، وأخيرا الجهة الخامسة وهى جماعة السلفية الجهادية التى خرج رموزها فى عهد مرسى ونشطوا وأقاموا لجانًا ومحاكم شرعية واخذوا فى فرض سطوتهم ونفوذهم على المجتمع السيناوى، وعاد أهم رموزها إلى السجن واعتقل غالبية قياداتها بعد سقوط نظام مرسى وإخوانه.
ولعل السؤال المهم الآن هو: لماذا اختارت الجماعات الجهادية سيناء كمقر لتمركزها؟والإجابة هى أن الجماعة لم تذهب جزافاً إلى سيناء، فقد كان اختيارها مدروساً وبشكل كامل، فهناك اتفاقية سلام تكبل سيادة الدولة بسيناء سواء من جهة أعداد القوات أو نوعية الأسلحة أو حتى كيفية انتشار القوات، هذا بجانب الطبيعة الجغرافية للمنطقة التى تتسم بتضاريسها الوعرة وكثرة جبالها ،وساهمت كل هذه الظروف بشكل كبير فى تهيئة المناخ لوجود جماعة التوحيد والجهاد، وباقى مجموعات التكفير والهجرة كتائب الفرقان ذراع جماعة أنصار بيت المقدس، الذين توحدوا ضد خطر مطاردات الأمن ونجحوا فى استقطاب عناصر بدوية بسيطة آمنت بفكرهم وبهرتهم حججهم ضد المجتمع والدولة، كما انضم لهم بحكم المصلحة وطلباً للعزوة، مجموعات من الخارجين عن القانون والمطلوبين فى قضايا تجارة المخدرات وتهريب السلاح والأفارقة إلى إسرائيل ومقاومة السلطات، والذين صدرت ضدهم أحكام غيابية. وساعدت كل هذه العناصر، التكفيريين على تكوين امبراطورية لهم بمنطقة جبل الحلال، فيما ساهم العنصر الجغرافى وقربهم من الحدود مع غزة فى توثيق علاقة تلك المجموعات بالفصائل الفلسطينية، وقد استغلت المخابرات الإيرانية هذا الموقف من خلال تكليف الفصائل الفلسطينية بتوريط عناصر تلك الجماعة فى تجارة وتهريب الأسلحة التى كانت ترسلها طهران إلى السودان، ومن السودان تدخل براً إلى منطقة جبل عتاقه، حيث تخزن ويتم إدخالها إلى سيناء عبر زوارق صغيرة تعبر القناة ويتم تهريبها بعد ذلك عن طريق دروب الوسط إلى جبل الحلال، وهو ما حقق العديد من الأهداف للجماعة التكفيرية، أهمها توفير التمويل السخى من عائد تهريب السلاح والتجارة به، بالإضافة إلى تسلح تلك العناصر بأحدث أنواع الأسلحة والتى فاقت تسليح الشرطة فى سيناء بسبب قيود اتفاقية كامب ديفيد. ونتيجة للحملات التى قادتها الدولة ضد عناصر التوحيد والجهاد والتنظيمات التكفيرية الموالية لها ونجاح الأجهزة الأمنية فى إلقاء القبض على العديد من قيادات الجماعة، سواء فى محيط مدينة العريش أو بمحيط مدينتى الشيخ زويد ورفح وكذا بسبب إحكام الحصار على جبل الحلال، شردت عناصر تلك الجماعات إلى قرى الحدود بجنوب الشيخ زويد ورفح وإلى قطاع غزة، وحاولوا التنصل حينها من الانتماء إلى تنظيم التوحيد والجهاد. وقاموا بإجراء اجتماعات بمساجد صغيرة وبشكل سرى وتحت اسم الجماعة السلفية، إلا أنها أخذت من جديد النهج التكفيرى للمجتمع، واتخذت تدريجياً خطوات لإنشاء محاكم شرعية والجهر بتكفير المجتمع ولكن بشكل سلمى أقصاه مقاطعة التعامل مع المجتمع والانعزال عن العشيرة خاصة أثناء تأدية الشعائر الدينية، ورغم حالة الصمت التى تعترى حركة السلفية الجهادية بسيناء، إلا أنها تدعم من الباطن الجماعات الجهادية فى حربها ضد قوات الجيش والشرطة وظهر هذا جليا بعد اعتقال اهم رموز السلفية الجهادية بشمال سيناء وهما الشيخ اسعد البيك رئيس اللجنة الشرعية بالعريش والشيخ حمدين أبو فيصل زعيم السلفية الجهادية بالشيخ زويد ورئيس المحاكم الشرعية بها. وبعد سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى، بدأت مجموعات مشتركة من التكفيريين و المجرمين بمشاركة تيارات فلسطينية متطرفة وبالتنسيق مع كتائب القسام، فى الهجوم على أقسام الشرطة ونقاط التفتيش والأكمنة، بالإضافة إلى حصار معسكر الأمن المركزى بمنطقة الأحراش بمدينة رفح.
حيث سعت «حماس» لمساندة التكفيريين فى سيناء لخشيتها من فقدان مصادر رزقها عبر الأنفاق، واستخدمت هذه العناصر الأسلحة الثقيلة وخاصة ال «آر بى جى» فى هجماتها اليومية، وكان اللافت للنظر استهداف معسكر الأمن المركزى بأكثر من عشر طلقات يومياً، رغم أن سعر الطلقة 250 دولاراً، وهو مؤشر يوضح حجم المكاسب والدعم الذى كان يصل لتلك العناصر، مع الوضع فى الاعتبار أن عمليات الهجوم كانت تستهدف العديد من المواقع الأمنية بشكل يومي، بهدف إنهاء دور الدولة فى سيناء وبما يتيح تشغيل الأنفاق بشكل موسع وبدون رقيب، لا سيما أن عددها وصل إلى1200 نفق.
نشر بالعدد 677 بتاريخ 2/12/2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.