فقد نفر من المرجفين أعصابهم بعد فشل مخططهم الإجرامي الذي اعتمد علي ثلاثية الشر.. اسقاط الدولة واسقاط الجيش.. وإجهاض الانتخابات.. لم يتوقع هؤلاء المخربون رد فعل الشعب المصري علي دعوة العصيان المدني التي كانت بمثابة الفرصة الأخيرة في تنفيذ مخطط تدمير الوطن.. لم يتصور هؤلاء أنهم منبوذون ولا يزيد عددهم علي العشرات في كل محافظة مقابل ملايين المصريين الذين يعشقون تراب هذا البلد ويبذلون كل مرتخص وغال من أجل الحفاظ علي أمنه وسلامته. لم يجد هؤلاء مفراً من التجمع ولم الشتات للمتاجرة بدم الشهداء في بورسعيد.. فوجدنا سكرتيرة تحولت إلي مليونيرة بعد سفرية أوكرانيا إياها، وهي تبكي علي دم الشهداء ولا أدري ما علاقة هذه السكرتيرة بالشهداء.. خاصة بعد أن سكنت مؤخرا في أرقي أحياء القاهرة وفي شقة فاخرة يزيد ثمنها علي 2 مليون جنيه.. وانتفض معها نائب ظهر فجأة علي الساحة بعد أن تاجر بالثورة وشهدائها ومعهما بعض النكرات الذين أطلقوا علي أنفسهم لقب ناشطين . أعجبني ما قاله والد الطفل الشهيد في بورسعيد عندما قال ما هي علاقة بعض الحركات بدم ولدي.. لماذا يتقدمون الصفوف في لطم الخدود ويتقهقرون إلي الوراء في أي مواجهة؟ لماذا لم نسمع عن شهيد واحد سقط منهم في ثورة 25 يناير؟ لماذا هذه المتاجرة الرخيصة؟ كانت الطامة الكبري التطاول والإسفاف الذي صدر من نائب لم نسمع عنه من قبل، وكل مؤهلاته الظهور علي الفضائيات بعد الثورة.. تطاول النائب علي المشير طنطاوي وعلي العالم الشيخ محمد حسان وتصور أن النيل من رأس الدولة ومن العلماء هو الطريق الي الشهرة وإرضاء أسياده. ولهذا النائب أقول: إن الثورة التي قمنا بها كانت من جل البناء وليس الهدم.. من أجل إعلاء مبدأ القيم والأخلاق وليس الاسفاف والتطاول والانحدار الخلقي.. لقد قضيت أيام الثورة في ميدان التحرير ولم يصادفني هذا النائب إلا علي شاشات التليفزيون بعد الثورة.. ولو كان من الثوار الوطنيين لتعلم من أخلاقيات الثورة التي كانت سلمية ولم يصدر طوال ال 18 يوما أي لفظ من الألفاظ النابية سواء ضد الرئيس المخلوع أو أي من أركان نظامه.. وقد أبهر هذا السلوك الرفيع العالم المتحضر.. وليعلم هذا النائب أن الإهانة والإسفاف والتطاول هي تصرفات الصغار.. وإذا كانت الثورة قد أسقطت قدسية الرئيس أو الحاكم لكنها أبدا لم تعط صكا لأحد بالتطاول والإسفاف والتجريح، وليعلم هذا النائب أن هناك فارقا كبيرا بين النقد والهجوم علي السياسات وبين الانحطاط الخلقي غير المقبول في حق أحد سواء كان حاكما أو محكوما. ولهذا النائب أقول إذا كان الإسلام لا يعرف الكهنوت ولا قدسية رجال الدين.. إلا أن ذلك لا يعني التطاول عليهم لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأن ديننا الحنيف حثنا علي توقير العلماء واحترامهم. إن القبح الذي خرج من لسان هذا النائب في حق الداعية المجيب الي قلوبنا الشيخ محمد حسان هو أمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام، وإذا كان الشيخ قد قبل اعتذار هذا النائب فإن الإهانة لم تسقط والتطاول والإسفاف لا ينبغي أن يمر مرور الكرام لأن قبول الاعتذار الشخصي هو أمر يخص الشيخ حسان.. أما حق المجتمع فهو أمر يخصنا جميعاً. لقد أعجبني الدكتور سعد الكتاتني الذي كان حاسما تجاه هذه التشوهات التي ظهرت في البرلمان، وأسعدني قراره باحالة النائب إلي لجنة القيم، ونحن في انتظار القرار الذي يجعل من هذا النائب عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه الخروج علي آداب وتقاليد المجتمع الراسخة منذ آلاف السنين. وأقول للقلة التي تساند النائب في تطاوله وإسفافه علي علماء الدين وفي مقدمتهم النائب سعد عبود: لقد خسرتم كثيراً لأن الأفراد زائلون.. والمبادئ باقية لا تموت. إن التشوهات التي تظهر في البرلمان تتطلب البتر خاصة النائب السليط والآخر الهمجي الذي أنفق عليه أحد رجال الأعمال 10 ملايين جنيه حتي يدخل البرلمان ويكون لسان حاله داخل المجلس. ورغم هذه التشوهات المحدودة إلا أن البرلمان قادر علي تطهير نفسه لأن أغلبية النواب هم أعضاء شرفاء جاءوا بإرادة الشعب في انتخابات حرة وشفافة لم تحدث منذ 60 عاما، وكان النجم الأول فيها جيش مصر جنودا وضباطا ومجلسا عسكريا. والآن ونحن علي أعتاب انتخابات الرئاسة ندعو جيش مصر أن يترفع فوق الصغائر ويستكمل دوره الوطني في اجراء انتخابات رئاسية شفافة علي غرار انتخابات مجلس الشعب، وأدعو الشعب العظيم أن يواصل تماسكه حتي نعبر سويا تلك المرحلة الحرجة من عمر الوطن.