رأت مجلة "إيكونوميست" أن الحوار مع التيارات الإسلامية المعتدلة وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، هو أفضل طريقة للدفاع بالنسبة للغرب، وأشارت المجلة إلى أنه عندما انطلقت الثورات فى بلدان شمال أفريقيا العام الماضى، كانت هناك مخاوف شديدة من تيارات المعارضة الإسلامية، وظلت الشكوك الغربية تجاه هذه التيارات قائمة، إلا أنه بعد أن اكتسحت تلك التيارات الانتخابات البرلمانية فى تونس ومصر ومن المحتمل ليبيا، وكذلك سوريا بعد سقوط نظام الرئيس "بشار الأسد"، يجب على الغرب أن يبعد شكوكه جانبا، ويتعامل مع هذه التيارات ويجرى معها حوارا فعالا. وأوضحت المجلة أنه رغم اختلافات توجهاتها وأهدافها ومناهجها، إلا أن التيارات والأحزاب الإسلامية، تشترك مع جماعة الإخوان المسلمين، فى أن منبعها وعقيدتها واحدة. فهى تقوم على أساس الدمج بين الأنشطة الاجتماعية والسياسية المحافظة، والعمل الخيرى والدعوى. وتحدثت المجلة عن جماعة الإخوان المسلمين التى يمتد نشاطها وتفرعها إلى دول عديدة من مصر إلى الأردن وفلسطين وسوريا وغيرها من بلدان العالم. وقالت إن مخاوف الأقباط واليهود من تزايد نفوذ الإخوان المسلمين، وإمكانية فرض قيود متشددة ، لا محل لها. ومع ذلك لم تنكر المجلة وجود حالة من الصراع الداخلى بين أعضاء الجماعة فى مصر حول تبنى الاستراتيجيات الجديدة وكيفية التعامل مع المعطيات الجديدة على أرض الواقع وفكر الجماعة الدينى. إلا أن المجلة أكدت أن أمورا مثل تطبيق الشريعة وغيرها من النقاط الدينية الحساسة، قد لا تكون على رأس اجندة الأولويات فى المرحلة الحالية ، خصوصا أن المطالب الشعبية والأوضاع المعيشية للمواطنين ، هى القضية الأولى جماهيريا . وبالتالى فإن الجماعة تركز على استتباب الأمور، وكسب تأييد الشعب. وأوضحت أن التواجد فى موقع المسئولية يفرض بعض الالتزامات، ومن المؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر تدرك جيدا أن القيادة وإصلاح الأوضاع مسألة شاقة، وستستغرق وقتا طويلا، وبالتالى فإنها فى حاجة إلى تعاون الجميع، وفى الوقت نفسه فإنه على الغرب الذى يملك الكثير، إلا يقف متفرجا، بل يقدم المساعدة الاقتصادية والخبرة اليهم. ورأت المجلة أن الحوار والتعاون مع الإخوان المسلمين مهم جدا ، كى يضمن الغرب نجاح هذه التيارات المعتدلة ، وإلا فإن الفشل يعنى مجىء تيارات أكثر تشددا ، فى أى انتخابات قادمة، أو تتحول الجماعة إلى التشدد ، وتطبيق قواعد صارمة ، باعتبارها وسيلة للإصلاح والتقدم. وقالت إن الاستقرار الاقتصادى والسياسى مهم للغرب وهذا لن يأتى لا بدفع الاستثمارات وتعزيز الديمقراطية فى هذه البلدان. ومما لاشك فيه أن الغرب يفضل التعامل مع أنظمة ليبرالية وعلمانية، إلا أنه لا يجب أن يتجاهل شعبية الإسلاميين على الرغم مما قاله مسئول إسرائيلى "بأن الشتاء الإسلامى ليس وشيكا"، إلا أن ذلك يمكن أن يحدث.