أشارت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إلى أنه فى ظل صعود التيار الإسلامى فى منطفة الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربي، لابد للغرب أن يتعامل بواقعية مع المعطيات الجديدة ولابد لهذه البلدان أن تضع فى اعتبارها أن العلاقات مع الغرب لا مفر منها. وقالت المجلة إن صعود الإسلاميين "الإخوان المسلمين والسلفيين" وفوزهم الكبير فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية فى مصر، أربك الجميع، وجعل الغرب يعيد حساباته، خاصة أمريكا وإسرائيل، فهناك من يتخوف فى الغرب من لجوء هذه التيارات إلى تطبيق الشريعة الإسلامية واتخاذ القرآن والسنة مصدرا أساسيا للتشريع. ورأت المجلة أنه على الغرب ألا يتسرع فى اتخاذ المواقف وإصدار الأحكام، بل يجب عليه ضبط النفس، ونقلت الصورة التى تعلق بأذهان الغرب تجاه الإسلاميين وخاصة السلفيين بأنهم سيمنعون الكحوليات وموسيقى البوب وكل ما يمت بصلة لنمط الحياة الغربي وسيمنعون فائدة البنوك ويجب أن تغطي المرأة رأسها وجسدها وتظل فى المنزل ويفصلون الجنسين، ويمكن أن يجعلوا الأقباط مواطنين من الطبقة الثانية ويعملون على تشويه سمعة اليهود . ولعل الخوف له ما يبرره بعد أن اجتاح الإسلاميون معظم بلدان الربيع العربى، بما فى ذلك مصر وتونس والمغرب وليبيا وسوريا التى لازالت فى مرحلة الإطاحة بزعيمها "بشار الأسد"، ولن يختلف الوضع فى فلسطين حيث توجد حركة "حماس"، وهى فرع منبثق من جماعة الإخوان المسلمين، وترفض الاعتراف بدولة إسرائيل. وفى اليمن ، فإن فوز الاسلاميين فى الانتخابات المقررة متوقع، أما فى العراق فإن التيار الإسلامى نجح فى توطيد مكانته منذ سقوط الرئيس الراحل "صدام حسين"، وفى السعودية فإن الحكم هناك إسلامى بالفعل، بغض النظر عن احتمال وصول الربيع العربى إلى المملكة من عدمه . أما تركيا وإيران، فإنهما تخضعان لحكم إسلامى بغض النظر عن اختلاف المذهب، وفى ظل هذا الوضع، فإنه على الغرب أن يعيد ترتيب أوراقه جيدا ويدرس الخيارات المتاحة للتعامل مع منطقة شرق أوسط إسلامى جديد.