أشارت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إلى أن فوز الإسلاميين في الانتخابات المصرية ومن قبلها تونس والنغرب أكبر دليل على الديمقراطية، لأن التيار الإسلامي بات يشكل قاعدة شعبية كبيرة في تلك البلدان، ولذلك جاءت بهم أول انتخابات حرة نزيهة معبرة عن الشارع، بغض النظر عن سلامة اعتقاد هذا التيار أو خطأه. وأكدت أن قدوم الإسلاميين عن طريق انتخابات برلمانية حقيقية يمثل أكبر تحدِ لفلول النظام المخلوع الذى يقوم المجلس العسكري بحماية مصالحهم ليجد نفسه محاطاً بكتلة من الإسلاميين تطبق لا محالة الديمقراطية الشرعية، بفضل قدرتهم التنظيمية منذ ثمانين عاماً. وأشارت بهذا الشأن أن فوز الإسلاميين يمثل تحديا للأقباط، الذين يدعمون بكل قوتهم الأحزاب العلمانية فى مصر، حيث يمثلون عُشر عدد السكان فقط، وينتابهم الخوف بشكل خاص من السلفيين وحزبهم السياسي "النور" وأوضحت أن جميع مؤشرات نتائج الانتخابات البرلمانية التى تعقد حاليا فى شتى محافظات مصر تؤكد صدارة"الإخوان المسلمين والسلفيين مما يقودهم لأن يصبحوا أكبر وأقوى قوة سياسية على الساحة, تكرارا لسيناريو انتخابات باقي بلدان الربيع العربي بما فى ذلك تونس والمغرب. وأكدت المجلة أن ما تشهده مصر الآن، كأكبر الدول العربية فى تعداد السكان والأكثر تأثيراً بينها وكأحد أهم حلفاء الغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، يبشر بحدوث تغيير جوهرى جغرافي استراتيجي هام، وإعادة ترتيب موازين القوى في العالم. وأضافت أن فوز الإخوان المسلمين الذين عانوا القمع فى ظل الأنظمة المستبدة طيلة الستين عاماً الماضية يرجع إلى الأداء المتميز لتلك التيارات فى المدن والقرى، وهو ما يعد الآن أكبر التحديات للتيارات العلمانية والليبرالية الأخرى الذين قادوا ثورة يناير. وأكدت أنه لا يزال هناك فرصة يمكن أن يستغلها التياران الليبرالي والعلماني، الأقل خبرة من الإخوان المسلمين، لاسترداد قدر من شعبيتهم خلال المرحلة القادمة للانتخابات مطمئنة الغرب بقولها إنه لا مبرر من خوف الغرب من الإسلاميين..