الإيكونوميست: المصريون مخيرون بين قيود الإسلاميين أو الحكم العسكرى الخانق

رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، فى عددها الأخير، تنامى حالة الغضب العام من البقاء تحت سيطرة الجيش الذى وعد مرارًا بتسليم السلطة لحكومة منتخبة، وقالت إن الجيش لا ينفك يتذرع لعدم الالتزام بتعهده، بينما يقوم بمحاكمة المدنيين، الذين وصل عددهم إلى 12 ألف حتى الآن، أمام المحاكم العسكرية.
وأضافت المجلة أن المصريين ينظرون بحسد إلى تونس التى بدأت ثورتها فى الشتاء الماضى، لكنها أكملت تقريبًا الانتقال السلس إلى الديمقراطية الآن.
وأضافت المجلة، أنه قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، التى ربما كانت لتحظى بالثناء لو جاءت فى وقت مبكر، باعتبارها خطوة فى الاتجاه الصحيح، فإن الكثير من المصريين يشعرون بالكآبة.
فالاقتصاد يغرق فى فوضى أعمق وغير مسبوقة، ويبدو الحكام العسكريون فى موقف العاجز، لا يمكن التواصل معهم، ورجعيون بشكل عنيف، فى حين أن الساسة المدنيين يجاهدون ويزداد استقطابهم بين الإسلاميين والعلمانيين.
والأسوأ على الإطلاق، كما ترى الإيكونوميست، هو أن خارطة الطريق الانتقالية التى حددها المجلس العسكرى متعرجة للغاية، ولا نهاية لها، لدرجة يرى معها المصريون أنه من الصعب تمييز الأفق الذى ربما يميز نهاية الانتقال السياسى فى بلادهم.
فالاقتراع الذى سيبدأ فى 28 نوفمبر ما هو إلا الجولة الأولى من انتخابات ستتم على ما لا يقل عن 12 جولة على مدار ثلاثة أشهر، وهى الانتخابات التى تشمل مزيجًا معقدًا من النظامين الفردى والقائمة النسبية.
واعتبرت المجلة البريطانية، أن قرار العسكر طرح مبادئ فوق دستورية تغييرًا للقواعد زاد من حالة الإحباط، مشيرةً إلى أن هذه المبادئ عبرت عن القلق من فوز الإخوان المسلمين والجماعات السلفية بمقاعد برلمانية تمكنهم من صياغة دستور راديكالى.
وبعد أن أثارت هذه المبادئ المطروحة غضب الإسلاميين والليبراليين، ومثلما حدث مرات عديدة منذ بداية الثورة، تراجع المجلس العسكرى عنها واقترح حلولاً وسطًا.
لكن هذه الخطوة، فى نظر الكثير من المصريين، وكما تقول الصحيفة، كشفت عن أن الجيش ليس مهتمًا بشكل خاص بالديمقراطية، إنما حريص على ضمان هيمنته.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه مع بقاء الليبراليين فى حالة دائمة من الفوضى، واصطياد الإسلاميين الفرصة لاستعراض قوتهم فى الانتخابات، فإن الساحة تبدو فى طريقها لتشهد صراعًا غير مريح وطويل الأمد.
ومثلما كان الحال إبان حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، فإن المصريين ربما يجدون أنفسهم مخيرين بين قيود الإسلاميين أو الحكم العسكرى الخانق.