وزير التموين يتابع منظومة توافر السلع الأساسية بالمجمعات الاستهلاكية والسلاسل التجارية    حماس ترفض استسلام مسلحيها في رفح    هشام الحلبي: زيارة الشرع لأمريكا متوقعة.. دول كبرى تتنافس على سوريا    الأهلي يهزم الزمالك بثنائية ويتوج بالسوبر المصري للأندية الأبطال 2025    وسط حزن كبير..تشييع جثمان الزوجة المقتولة على يد زوجها بالمنوفية    نجوم الفن يقدمون واجب العزاء في والد محمد رمضان    قرار صادم من يايسله تجاه نجم الأهلي السعودي    البيت الأبيض يحذر من تقلص الناتج المحلي الأمريكي بسبب الإغلاق الحكومي    محافظ الإسكندرية: جاهزون لانتخابات النواب بتنسيق كامل بين الجهات التنفيذية    دايت من غير حرمان.. سر غير متوقع لخسارة الوزن بطريقة طبيعية    المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة: تعمل على إصدار توصيات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي    «المرشدين السياحيين»: المتحف المصرى الكبير سيحدث دفعة قوية للسياحة    أب يكتشف وفاة طفليه أثناء إيقاظهما من النوم في الصف    خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة    الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام واشنطن القوة ضد قوارب في الكاريبي    محمود مسلم ل كلمة أخيرة: منافسة قوية على المقاعد الفردية بانتخابات النواب 2025    «قومي المرأة» يكرم فريق رصد دراما رمضان 2025    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    استشاري: العصائر بأنواعها ممنوعة وسكر الفاكهة تأثيره مثل الكحول على الكبد    برنامج مطروح للنقاش يستعرض الانتخابات العراقية وسط أزمات الشرق الأوسط    بث مباشر.. البابا تواضروس يشارك في احتفالية مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية    أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل    شبيه شخصية جعفر العمدة يقدم واجب العزاء فى وفاة والد محمد رمضان    قراءة صورة    «ما تجاملش حد على حساب مصر».. تصريحات ياسر جلال عن «إنزال صاعقة جزائريين في ميدان التحرير» تثير جدلًا    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    «فريق المليار يستحق اللقب».. تعليق مثير من خالد الغندور بعد فوز الأهلي على الزمالك    أوقاف شمال سيناء تناقش "خطر أكل الحرام.. الرشوة نموذجًا"    الخارجية الباكستانية تتهم أفغانستان بالفشل في اتخاذ إجراءات ضد الإرهاب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    بيحبوا يثيروا الجدل.. 4 أبراج جريئة بطبعها    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    الصدفة تكتب تاريخ جديد لمنتخب مصر لكرة القدم النسائية ويتأهل لأمم إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    زيادة فى الهجمات ضد مساجد بريطانيا.. تقرير: استهداف 25 مسجدا فى 4 أشهر    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    نهائي السوبر.. الأهلي والزمالك على موعد مع اللقب 23    تشكيل الزمالك المتوقع ضد الأهلي في نهائي السوبر المصري    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير بريطانى يتوقع أن التغيير في مصر سيبدأ بفوضي تنتهي بوصول الإسلاميين للحكم
نشر في الشعب يوم 17 - 07 - 2010

قالت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية إن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من الرئيس مبارك تقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر والمقرر لها عام 2011، وذلك لتجنب حدوث فراغ في السلطة.
وأشارت إلي أن مبارك رفض الطلب الأمريكي، إلا أنه في نفس الوقت فشل حتي الآن في تشكيل تحالف يمكنه من نقل السلطة إلي نجله جمال ليكون الرئيس القادم لمصر.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها الخميس، إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما قلقة من الوضع في مصر في ظل الشائعات المتكررة حول الوضع الصحي للرئيس مبارك، وأشارت إلي تخوف واشنطن من دخول مصر في مرحلة من الفوضي في حالة غياب مبارك.
وزعمت الصحيفة أن واشنطن تؤيد ترشيح الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لنفسه في الانتخابات الرئاسية كي يكون رئيسا قادما لمصر، ووصفت الصحيفة الأوضاع في مصر حاليا بأنها خطيرة للغاية.
وفى سياق متصل، خصصت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية التي تعد أهم المجلات الاقتصادية في العالم ملفاً شاملاً عن مصر، تناولت فيه القضايا السياسية المطروحة علي الساحة المصرية حالياً، حيث ركزت المجلة علي انتخابات الرئاسة المقررة في 2011، إضافة إلي الوضع الاقتصادي، وأوضاع التعليم من خلال رصد التطور الزمني لتلك القضايا خلال سنوات حكم الرئيس مبارك.

تناولت الصحيفة قضية الرئاسة من خلال طرح سؤال عما "بعد مبارك"، عقدت فيه مقارنة بين الفترات الرئاسية الثلاث التي مرت بها مصر منذ قيام ثورة يوليو عام 1952، وكيف رأي المصريون حقبة كل رئيس.

عهدى عبد الناصر والسادات
وقالت إن الرئيس جمال عبد الناصر أوجد الديكتاتورية في مصر، وجلب إليها التأخر الاقتصادي، إضافة إلي الدمار النفسي الذي سببته حرب الأيام الستة ضد الصهاينة، إلا أن وفاته المفاجئة فى العام 1970، فجرت أحزان المصريين بشكل غير مسبوق، فخرج أكثر من خمسة ملايين مصري لتشييع جنازته.

ثم جاء الرئيس أنور السادات الذي حرر المعتقلين السياسيين، وأنعش الاقتصاد، واستطاع التوصل إلي اتفاق سلام مع إسرائيل أعاد به ما أضاعه عبد الناصر، ولكن بعد اغتياله عام 1981، أصيبت مصر بحالة صمت مرعبة، فلم يحضر جنازته سوي عدد من الرؤساء الأجانب، والقليل جداً من رجال الرئيس الراحل.

وتابعت المجلة بالقول إنه في ظل ذلك التباين في ردود فعل المصريين تجاه الرئيسين الراحلين، يظهر سؤال مهم، وهو "كيف سيري المصريون ميراث الرجل الذي حكمهم لمدة تزيد علي فترتي حكم الرئيسين السابقين له مجتمعتين؟" وهو الذي لم يحصل إلا علي القليل من شغف وحب المصريين مقارنة بما حصل عليه سابقوه.

النظام ولعبة التخمين
وقالت إن الرئيس المصري لا يبدو مستعداًً للتنازل عن الحكم، مستشهدة بعبارة الرئيس "سأظل أخدم مصر حتي آخر نفس وآخر نبضة قلب"، مشيرة إلي إن إجابة الرئيس المصري عن سؤال "مَنْ سيكون رئيس مصر القادم"؟ دائماً ما تكون مبهمة، إلا أن إجابة السياسيين المنتمين للحزب الوطني عن مرشح الحزب في انتخابات 2011 عادة ما تكون الإشارة إلي جمال مبارك علي أنه الأكفأ لهذا الترشيح.

وتتابع المجلة بالقول "إن لعبة تخمين الرئيس القادم التي يعيشها المصريون حالياً تعكس بشكل واضح سنوات حكم الرئيس مبارك، حيث تكشف كم الغموض الذي يتمتع به النظام المصري والمنتمون له".

وقالت المجلة إنه علي الرئيس مبارك السعي إلي دمج الإخوان المسلمين علانية في البرلمان، ومنحهم حقائب وزارية، واختبار صدقهم، وفي البداية عليه منحهم فرصة لخوض انتخابات المجالس المحلية. وأضافت المجلة أن علي مبارك إزالة كل العوائق التي تجعل من المستحيل علي المستقلين، مثل الدكتور محمد البرادعي خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

ولفتت المجلة إلي أن عجز النظام السياسي وغموض انتقال السلطة وانتشار الفساد وظهور هذه المشاكل علي السطح والإحباط الشعبي يمكن أن يؤدي إلي اندلاع موجات الغضب الشعبي. مؤكدة أن احتمال تصاعد هذا الغضب قوي، عن طريق التواصل عبر الإنترنت والتليفونات المحمولة.

حالة من الفوضى
لكن المجلة قالت إنه من غير المتوقع ان تسفر موجات الغضب تلك عن حدوث ديمقراطية عن طريق ثورة دموية في وقت قصير. وتوقعت أن يبدأ التغيير بإنزلاق مصر إلي حالة من الفوضي تنتهي بوصول الإسلاميين الاصوليين إلي الحكم، لكن هذا من شأنه أن يجعل الأنظمة الحالية تبدو جيدة مقارنة بالإسلاميين. وتابعت أن كثيراً من المصريين، بمن فيهم المهنيون ذوو العقلية الإصلاحية، يخشون وصول جماعة الإخوان المسلمين إلي الحكم بدعوي أنها لن تتخلي عن السلطة بمجرد فوزها في صناديق الاقتراع.

وقالت المجلة في تقرير آخر إن الوعود بالإصلاح السياسي في مصر مجرد "كلام في الهواء وغير حقيقية".

وأضافت أن الحكومة تخطط للاستمرار في السلطة عبر إجراءاتها الانتخابية. مؤكدة أن البلاد تواجه ثلاثة احتمالات رئيسية؛ أن يحكمها رجل قوي من داخل النظام مثل روسيا. وإما نموذج إيران حيث يلقي النظام معارضة واسعة من الشعب. وإما نموذج تركيا حيث تتطور البلاد بشكل أقل هشاشة يسعد كل المهتمين بمصر.

تزوير الانتخابات
وتابعت المجلة أن تطلعات المصريين سياسياً واقتصادياً تصطدم بالأزمات التي يواجهونها، من تزايد إحساسهم بإهانة الدولة لهم، وعدم إتاحة المجال أمام تطلعاتهم. ولفتت المجلة إلي أن الساحة السياسية في مصر لم يطرأ عليها إلا القليل من التغيير منذ تولي مبارك السلطة قبل 29 عاما.

وأشارت المجلة إلي أن وعود الحكومة ليس لها انعكاس علي أرض الواقع، فالمدارس والمستشفيات مجانية، لكنها غير ملائمة، وغير مجهزة، وأصبح التعلم أو الحصول علي العلاج فيها يتطلب دفع المزيد من الأموال، التي لا يملكها الكثير من المواطنين. وأضافت المجلة أن كبار موظفي الدولة يستغلون مناصبهم للحصول علي المزايا، فيما يصطف الفقراء في طوابير للحصول علي خبز الحكومة المدعم، ويقترون علي أنفسهم لتوفير ثمن حذاء.

وأضافت أن المصريين كالعادة سيكتفون بموقف المتفرج من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وسيقبلون النتائج المقررة فيما يشبه "الكوميديا السوداء".

وتطرقت المجلة البريطانية الشهيرة إلي وضع التعليم في مصر، فقالت إنه بعقد مقارنة تاريخية، سنكتشف أن مستوي التعليم في مصر في الوقت الحالي يساوي مستوي التعليم في كوريا الجنوبية عام 1960، ويوازي التعليم التركي عام 1980، وبعض الدول الأوروبية في نهاية القرن التاسع عشر، ولم تستطع تلك الدول تحقيق تلك الطفرة التعليمية بالنمو الاقتصادي السريع وتطوير الموارد البشرية فقط، وإنما بفضل تداول السلطة أيضاً.

مقارنة بين مصر وكوريا
وقالت المجلة، أنه منذ نحو 50 عاماً مضت، كان الوضع العام في مصر مشابهاً للوضع في كوريا الجنوبية بشكل كبير، فكان عدد السكان وسرعة زيادته هي نفسها في مصر وكوريا، إلي جانب مستوي الدخل المنخفض، والإنفاق الضخم علي الجيش، ووجود عدو علي الحدود وانخفاض مستوي التعليم، إضافة إلي الحكم الديكتاتوري الذي كان يسيطر علي كلا البلدين.

وتابعت "حققت مصر تطوراً ملحوظاً في مجال التعليم في السنوات الأخيرة، إلا أن كوريا الجنوبية تمكنت من التقدم بسرعة كبيرة حتي أصبحت واحدة من القوي الصناعية الكبري ومثالاً حياً للديمقراطية، كما زاد دخل الفرد فيها بما يعادل خمس مرات من دخل المواطن المصري، وزاد متوسط عمر الفرد بمقدار عشر سنوات عن مثيله في مصر، فيما تمكنت كوريا من السيطرة علي النمو السكاني الذي تضاعف منذ الستينيات من القرن الماضي مرة واحدة، في حين تضاعف عدد سكان مصر ثلاث مرات تقريبا".

ولفتت المجلة إلي أن أحد أهم الأسباب التي ساعدت علي تقدم كوريا الجنوبية علي مصر، أن مصر تخلفت عن كوريا في مجال محو أمية الكبار، ففي الستينيات من القرن الماضي وصل عدد الذين محيت أميتهم إلي 71 % مقابل 25 % فقط في مصر.

التعليم فى مصر
وأشارت المجلة إلي أن قصور مستوي التعليم في مصر تسبب في نقص المهارات اللازمة لسوق العمل لدي الخريجين حتي أصبح رجال الأعمال يشكون من نقص العاملين الموهوبين علي الرغم من ارتفاع مستوي البطالة، وأصبحت هذه المشكلة إحدي كبري العقبات التي تحول دون عملية النمو، وتليها البيروقراطية المعرقلة.

كما سلطت الضوء علي ارتفاع معدل حوادث السير في مصر، الذي أرجعته الصحيفة إلي الجهل بالقواعد الأساسية، كما أشارت إلي ارتفاع معدلات الوفيات في المستشفيات الذي يعكس ضعف التدريب والخلل في معايير المساءلة والنظافة، مشيرة إلي الدراسة التي أجريت عام 2008 حول مرض الإيدز التي كشفت عن أن 8،1%فقط من النساء في الطبقات الفقيرة وأقل من 16 % من الطبقات الأغني يعرفن المعلومات الأساسية حول هذا المرض، وعلي الرغم من أن الرجال كانوا أكثر علماً بحقائق المرض، فإن نسبتهم كانت أقل من 30 % في الطبقات الغنية.

ونقلت المجلة عن استطلاع للرأي هذا العام، أنه باستثناء الكتب المدرسية 88% من الأسر المصرية لا تقرأ الكتب، وثلاثة أرباع الأسر لا تقرأ أي صحف أو مجلات علي الإطلاق، كما يركز 79 % من الذين يقرأون علي الموضوعات الدينية، إلا أن الأمر المشجع أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الذين تتراوح أعمارهم بين 15و29 من الشباب يستخدمون شبكة الإنترنت، ونصفهم تقريبا قد يطالعون الكتب علي شبكة الإنترنت، إلا أن الموضوعات الدينية مازالت تحتل المركز الأول في اهتماماتهم، تليها الرياضة، ثم المواد العلمية.

ثراء مصر وفقر شعبها
وأبرزت المجلة البريطانية التناقض بين ثروات مصر وحالة الشعب المصري، قائلة إنه بالرغم من وفرة الثروات في مصر فإن الحقيقة الواضحة هي أن معظم المصريين يعانون الفقر، بينما تصر الحكومة علي أنهم أقل من 20% من إجمالي عدد السكان.

وأشارت إلي أن استطلاعات الرأي المحلية قالت إن 80 % من الأسر المصرية يقل دخلها عن 2000 دولار سنويا، فمبلغ 200 دولار شهرياً يعد راتباً جيداً بالنسبة للمصري، إلا أن رجل الشرطة حديث التعيين والمعلم المتدرب يتقاضي أقل من نصف هذا المبلغ، وعمال النظافة في شوارع القاهرة يحصلون علي رواتب منخفضة لدرجة أنهم يتسولون في كثير من الأحيان من المارة.

وقالت المجلة البريطانية "إنه في مصر من الممكن أن يعيش الشخص حياة مريحة، والكثيرون يفعلون بسبب رخص رواتب الخدم والطباخين والسائقين، وعلي مشارف صحراء القاهرة يمكنك قراءة لافتات علي أبواب المجمعات السكنية مثل بيفرلي هيلز، دريم لاند ومايفير، وهي أماكن تري فيها صفوف الفيللات ومجمعات المكاتب ومحال السوبر ماركت والعيادات الخاصة والمدارس التي يمكن أن تنسيك أنك في مصر "القديمة"، لكنك بمجرد أن تنزل لوادي النيل تري الطرق المليئة بالمطبات والحفر والقمامة والسيارات المزدحمة بالركاب والعمال والمدارس المتداعية".

وأشارت مجلة الإيكونوميست إلي أن من بين ال 20% الأغني في مصر فإن 82% منهم راضون بشكل تام عن مستواهم المعيشي، بينما في ال 20% الأفقر أكد 29% فقط أنهم راضون،ممتحدثة في الوقت نفسه عن الفارق بين مستوي حياة الأطفال الأغنياء ونظرائهم من الفقراء، مقارنة بينهم من حيث مستوي الترف الذي يحياه الأغنياء بينما يعاني الفقراء أمراضاً مزمنة كالتهاب الكبد الوبائي والبلهارسيا، مشيرة إلي أن خبراء الاقتصاد المصريين أكدوا أن الأغنياء في مصر يزدادون غني، وتتسع قاعدة الطبقة المتوسطة فيما يكافح الباقون لمواكبة التضخم الذي أصبح أعلي بكثير مما كان عليه.

فشل الحزب "الوطنى"
وقالت المجلة البريطانية، أن ما حدث في انتخابات مجلس الشورى ليس إلا تجربة لما سيحدث في انتخابات مجلس الشعب الأكثر أهمية و المقرر إقامتها في نوفمبر المقبل.

وقالت "إيكونوميست" البريطانية أنه منذ فشله الذريع في انتخابات عام 2005، قام الحزب "الوطني الديمقراطي" بتغيير القواعد لإلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات، و تعيين لجان "مستقلة" للإشراف عليها بدلاً من ذلك، وقامت وزارة العدل بتطهير المحاكم من القضاة المتمردين، كما قامت الشرطة باعتقال أعداد قياسية من الإخوان المسلمين.

وأضافت المجلة قائلة أنه من المتوقع أن يقوم الحزب الوطني باستبعاد الإخوان المسلمين تماماً من انتخابات الشعب القادمة، و إجراء بعض الصفقات خلف الكواليس مع المعارضة القانونية لتأخذ مكانهم، إلا أنها قالت أنه على الرغم من ذلك فمن الممكن أن يعطل شيئاً ما هذا السيناريو.

فعلى سبيل المثال، تري المجلة أنه من الممكن أن تقوم أحزاب المعارضة القانونية باستجماع شجاعتها لتقوم بمقاطعة الانتخابات بشكل جماعي و التخلي عن الامتيازات القليلة التي تنالها نظير مشاركتها في "لعبة الانتخابات"، كما يمكن لجماعة الإخوان المسلمين إظهار غضبها بعد هزيمة مجلس الشورى بانضمامها لمثل هذه الخطوة.

الإخوان والثقل الحقيقى
واستدركت المجلة قائلة أنه على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة الوحيدة التي لديها ثقل حقيقي إلا أنه عندما يأتي الأمر للعملية الديموقراطية فإنها تبدو أكثر حرصاً على مراعاة "الطقوس الرسمية" عوضاً عن إجراء تغيير حقيقي.

وتري المجلة أن السبب الوحيد لاستمرار الجماعة في اللعبة هو أن الطرق التي يتبعها الحزب الوطني الديمقراطي هي التي تعزز نفوذ الإخوان المسلمين في الحصول على أصوات، كما أن الحزب الحاكم لا يحظى بشعبية و في الوقت نفسه لا يسمح لأي منافس قانوني أن يزدهر، و لذلك يقوم الإخوان المسلمين بجذب الأصوات المعارضة. مضيفة أنه نظراً لنسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات و الانضباط الهائل للإخوان، فأنه حتى بأرقام متواضعة يستطيع مؤيديها أن يحدثوا فرقاً.

وتابعت قائلة، أنه لا يزال هناك بطاقة رابحة، في إشارة إلى محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية و الحائز على جائزة نوبل للسلام. و تقول المجلة أن الأجهزة الأمنية سمحت بحكمة للمنافس أن يذهب و يأتي كيفما يشاء، إلا أنها وجدت وسائل بارعة لتخريب حملته الانتخابية، فهي لا تسمح للجبهة الوطنية للتغيير التي أسسها البرادعي أن يكون لها مقر، أو أن تقوم بجمع الأموال، أو عقد لقاءات جماهيرية، حيث نقلت الصحيفة عن البرادعي قوله "كل ما يمكنني فعله هو الذهاب لزيارة أماكن قليلة، و بعد أن أغادر يقومون باعتقال بعض الأفراد".

وأشارت إلى طرد مجموعة من العمال المصريين في الكويت بسبب تأييدهم للبرادعي، و قيام أجهزة الأمن بتحذير شركات تأجير المعدات للقاءات العامة في الفيوم بالتعامل مع البرادعي قبيل زيارته مهددة من يتعاون معه بمصادرة معداتهم، كما قامت ب"نصح" المحطات التليفزيونية الخاصة بتقليل الإهتمام بالبرادعي، حيث يعلم أصحاب هذه القنوات الخاصة أن علاقاتهم المفيدة بالحكومة قد تكون عرضة للخطر.

الإسلام هو الحل
من جانبه، أكد الدكتور محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامى بإسم الإخوان أن الجماعة تتعهد بحشد الجماهير للتوقيع على وثيقة الإصلاح التى تضم المطالب السبعة التى أقرتها الجمعية الوطنية للتغيير مشددا على أن الإخوان بالتعاون مع جميع القوى الوطنية سيقوموا بحشد جميع فئات وطوائف الشعب الذين يعانون بسبب فساد وإستبداد النظام الحاكم ليوجهوا رسالة قوية للمزورين والمستبدين والمفسدين بالتوقيع على المطالب السبعة للإصلاح, وإتهم مرسى أركان النظام وحوارييه بمحاولة اشاعة مناخ من اليأس والإحباط بين المصريين وإحداث قناعة لدى الشعب بأنه لا جدوى من حالة الحراك التى يشهدها المجتمع حاليا وأنه لا يستطيع أحد زحزحة أركان النظام الحاكم , وأكد المتحدث بإسم الإخوان أن الشعب المصرى سيقبل على التوقيع على وثيقة الإصلاح التى بلغ عدد الموقعين عليه فى 4 أيام فقط أكثر من 40 ألف مواطن , وقال ان النظام الحاكم يقف فى خندق المعارضة المتجبرة والمجرمة ضد مصالح المصريين ويزور إرادتهم و يدوس على أحكام القضاء ويقود مصر إلى الخلف .

وعن موقف الجماعة وإستعدادتها لإنتخابات مجلس الشعب أكد مرسى أن الإخوان لم يتخذوا قرارا حتى الأن بشأن الإنتخابات وأن الأمر مطروح حاليا على مؤسسات الجماعة لدراسته وعندما يتم التوصل إلى قرار نهائى سيتم إعلانه للرأى العام , وشدد على أن مجلس الشورى العام هو صاحب القول الفصل لتحديد قرار دخول الإنتخابات من عدمه أو تحديد حجم وعدد المرشحين فى حالة الإتفاق على خوض المعركة الإنتخابية .

وردا على تلويح أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى بأن ما حدث فى إنتخابات 2005، لن يتكرر مرة أخرى وأن غلطة دخول الإخوان مجلس الشعب لن تتكرر مرة أخرى قال محمد مرسى أنه لا يستطيع أحد أن ينكر وجود الإخوان ووجودهم بين الناس إلا أحمق أو جاهل, وشدد على أن الإخوان عير قلقين من عدم حصولهم على عدد مماثل للمقاعد التى حصلوا عليها فى إنتخابات 2005، وإختتم تصريحاته بإعادة التأكيد على أن الجماعة لن تتنازل عن شعار "الإسلام هو الحل" مهما كان الأمر خاصة وانه يتوافق مع الدستور والأحكام التى أصدرها القضاء فى هذا الشأن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.