الخليفي يستغل أموال قطر في الانتقام من برشلونة بصفقة نيمار

قبل أقل من عام، أعلن برشلونة الإسباني في أكتوبر الماضي تجديد عقد نجمه البرازيلي نيمار دا سيفا حتى عام 2021، ووضع مسئولو العملاق الكتالوني شرطاً جزائياً لم يتخيل أحدهم ولو لثانية واحدة أن بإمكان نادٍ في العالم دفعه للحصول على خدمات نجم السليساو.
فقد تضمن العقد الجديد لنيمار، أحد أضلاع مثلث MSN الشهير مع الأرجنتيني ميسي والأوروجوياني لويس سواريز، شرطاً جزائياً بقيمة 222 مليون يورو، أي ما يعادل أكثر من ضعف الصفقة القياسية في سوق الانتقالات العالمية، والتي نجح من خلالها مانشستر يونايتد الإنجليزي في التعاقد مع الفرنسي بول بوجبا مقابل 105 ملايين يورو من يوفنتوس الإيطالي.
ولكن الأموال القطرية كان لها رأي آخر، وانقض فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان على نيمار، وقرر دفع الشرط الجزائي الخرافي، إضافة إلى حصول النجم البرازيلي على 30 مليون يورو راتباً سنوياً صافياً، ليكون اللاعب الأعلى أجراً في العالم.
فمن المعروف أن رئيس باريس سان جيرمان هو القطري ناصر الخليفي، الذي تشير بعض التقارير إلى أن ثروته تبلغ 32 مليار دولار.
وهناك علاقة ليست ببعيدة على الإطلاق بالخلاف بين قطر وبرشلونة على صعيد الرعاية، حيث كانت الخطوط الجوية القطرية الراعي الرسمي لقميص برشلونة خلال السنوات الماضية، قبل أن يقرر العملاق الكتالوني عدم تجديد العقد مع الشركة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، وهو ما دفع مسئولي قطر لمحاولة الانتقام بصفقة مشبوهة.
فمن المؤكد أنه إذا كانت الشراكة قد استمرت بين شركة الطيران القطريو وبرشلونة، فإنه كان من المستحيل أن تدخل الدوحة بأموال رجلها الخليفي في صفقة نيمار، لأن رحيل النجم البرازيلي من شأنه أن يؤثر على مستوى البلوجرانا، وتراجع مبيعات قمصان الفريق التي تحمل شعار الخطوط الجوية القطرية.
وعلى صعيد الوضع المالي، فإن باريس سان جيرمان وفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة عن عام 2016 حقق صافي أرباح بلغ 10 ملايين يورو، وبالتالي فإن دخوله في صفقة نيمار بتلك القيمة الخيالية يعني أن النادي يمكن أن يخضع لعقوبات من الفيفا نتيجة انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف.
من جهة أخرى، ورغم الآمال الوردية لمسئولي سان جيرمان حول قدرتهم على تسويق نيمار وتعويض جزء من القيمة المبالغ فيها للصفقة، فإن هناك الكثير من الأمور التي ستقف أمام هذا المسعى، ومن بينها أن الدوري الفرنسي أقل في القيمة الاقتصادية من نظيريه في إنجلترا وإسبانيا، بل وتشير بعض التقديرات إلى أنه في مستوى أدنى من الدوري الإيطالي والألماني.
وعلى صعيد الحلم الفرنسي الذي يحمل النكهة القطرية بالفوز بدوري أبطال أوروبا، فإن الخليفي أنفق ما يزيد على نصف مليار جنيه إسترليني على صفقات كبرى ولكنه لم ينجح ولو حتى في الوصول إلى الدور قبل النهائي للمسابقة، وهناك شكوك حول أن نيمار وحده سيكفي للوصول إلى هذا الحلم، لأن خبراء كرة القدم يرون أن نيمار قضى على نفسه مبكراً بتلك الخطوة ذات القيمة المالية الهائلة، ولكنها ستكون سلبية تماماً على مستقبله.