وصف عدد من الخبراء رفض قطر الحوار مع دول المقاطعة ب"المناورة"، مشيرين إلى أنها ليس لديها أي نوايا صادقة لتنفيذ مطالب الدول، فضلا عن أنها تريد تصعيد الموقف باعتمادها على تركيا أو إيران. وأكد الخبراء ضرورة تمسك دول المقاطعة بمطالبها المفروضة على قطر، وتقديم وثائق للتأكيد على الدور القطري في تمويل الإرهاب لمحاكمتها وفقًا للقانون الدولي، وأيضًا لتعزيز دور مصر في مكافحة الإرهاب. ورفضت قطر العرض المشروط الذي قدمته الدول الأربع المقاطعة للحوار معها من أجل التراجع عن قرار المقاطعة. وقال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن المقاطعة تنتهك القوانين الدولية، وإن الدول التي بادرت إليها ترفض بعناد الإقرار بذلك، وبلاده ترفض قائمة المطالب التي تقدمت بها الدول العربية المحاصرة لها، معتبرا ذلك خرقاً للقوانين الدولية. وفي هذا الصدد، وصف السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الموقف القطري بعد إعلانها رفضها الحوار مع الدول الأربع ب"المناورة"، مشيرًا إلى أنها ليس لديها نية صادقة للحوار بدليل رفضها جميع المطالب المفروضة عليها. وأضاف أبو الخير، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن قطر تريد عمل دعاية مضادة للدول المقاطعة بإصرارها على سياساتها الداعمة للارهاب، مؤكدًا أن كل الأعمال التي تمارسها قطر على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي جميعها مناورات سياسية، نظرًا لأن موقفها واضح منذ البداية بعدم تنفيذ المطالب. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن دول المقاطعة ستظل مصرة على تنفيذ قطر للمطالب مطالبًا باتخاذ موقف تصعيدي ضدها ولا يمكن تجميد الموقف، لافتًا إلى أن قطر دولة لا تعمل بمفردها بل إنها تعتمد في سياساتها على قوى كبرى غير معروفة سواء تركيا أو إيران أو غيرها. وأوضح الدكتور جمال أسعد، المفكر السياسي، أن قطر تريد تصعيد الموقف بدليل أنها مصرة على عدم الخضوع لتنفيذ مطالب الدول المقاطعة معتمدة في ذلك على اقتصادها الذي يجعلها صامدة، لأنه لايوجد جماعات سياسية تهدد النظام القطري، فضلا عن أنها ستجد مساندة فعلية من إيرانوتركيا،وأيضًا القواعد العسكرية على أراضيها تجعلها مستعدة لمواجهة الدول إقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا على حد قوله. ورأى "أسعد"، أن الدول المقاطعة لقطر في مأزق سياسي لم تحسب له حسابًا، مبررًا ذلك بأن قطر كان لها رد فعل من بيان البحرين برفضها للمطالب، وطالبت بتدويل الحج، فضلا عن أنها تقدمت بشكوى لمنظمة التجارة العالمية ضد السعودية والبحرين والإمارات لمقاطعتها تجاريًا. ونوه المفكر السياسي، بأنه لايوجد بديل أمام الدول الأربع سوى أن تكون صامدة أمام قطر حتى لا يتم تفتيت وحدة السعودية والإمارات والبحرين ومصر باعتبار الأخيرة دولة غير خليجية، فضلا عن تقديم وثائق للتأكيد على الدور القطري في تمويل الإرهاب لمحاكمة قطر وفقًا للقانون الدولي، وتعزيز دور مصر في مواجهة الارهاب نيابة عن العالم على حد قوله. ويقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قطر لم ترفض الحوار نفسه ولكنها رفضت الاملاءات التي فرضتها الدول المقاطعة عليها بوقف تمويلها للارهاب، مشيرًا إلى أن القضية أخذت مسار التدويل بإتخاذ قطر الاجراءات القانونية وتقديم شكوى لمنظمة التجارة العالمية ضد البحرين والسعودية والإمارات. وتابع "غباشي"، حديثه قائلا :" أن الازمة القطرية أخذت شكل من أشكال التدويل بدخول أطراف إقليمية لتصعيد الامر ولابد من إحتواء الموقف للحد من تصعيده أكثر من ذلك"، مشددًا على أنه سيكون هناك جدل بين الطرفين الفترة المقبلة، على حد تعبيره.