رأى عدد من الخبراء أن موافقة الدول المقاطعة الأربع على طلب الكويت بتمديد المهلة الخاصة بحكومة قطر لمدة 48 ساعة يعني أن هناك بعض الأمور يتم التفاوض بشأنها بين كلا الطرفين، مشيرين إلى أنه لا بديل سوى الوصول إلى حل لإرضاء جميع الأطراف. وتوقع الخبراء بعض السيناريوهات تكمن في أن تتنازل الدول المقاطعة عن بعض المطالب التي فرضتها، نظرًا لأن التصعيد في هذه القضية غير صالح لجميع الأطراف، فضلا عن رفض الدوحة لهذه المطالب، مؤكدين أنه سيتم مناقشة ودراسة الرد القطري في اجتماع وزراء خارجية الدول المقاطعة الأربعاء المقبل. وأصدرت مصر والبحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإماراتالمتحدة بيانًا مشتركًا للموافقة على طلب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بشأن تمديد المهلة المقدمة لحكومة قطر لمدة 48 ساعة أخرى منذ وقت انتهاء المهلة المحددة لها بالأمس وهى عشرة أيام حول مطالب الدول المقاطعة لقطر. والجدير بالذكر أن قائمة المطالب التي أعلنتها الدول الاربع تشمل13 مطلبًا تأتي في مقدمتها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، فضلا عن طرد العناصر الإخوانية وقيادات حماس من قطر، وإغلاق قناة الجزيرة، وهو ما قوبل بالرفض من دولة قطر. وفي هذا الصدد، وصف الدكتور جمال أسعد، المفكر السياسي، موافقة الدول المقاطعة الأربع على طلب الكويت بتمديد المهلة المقدمة لحكومة قطر لمدة 48 ساعة منذ وقت انتهاء المهلة السابقة بأنها آخر خطوط الامل للوساطة الكويتية لابراء ذمتها من هذه القضية بإعتبارها أحد دول إتحاد التعاون الخليجي ودولة لعبت دور الوسيط في هذا الشأن. وأشار أسعد،في تصريحات خاصة لبوابة " الوفد"، إلى أن السيناريو المحتمل بعد تمديد المهلة هو رفض الدوحة لمطالب الدول المقاطعة وذلك نتيجة إعتمادها على التدخل الايراني التركي والدور الامريكي المراوغ،لذلك لابد أن يكون هناك إجراءات عقابية تتمثل في تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي وإلا سيصبح موقف دول الخليج غير مرضي على الاطلاق. وذكر السفير رخا أحمد حسن،مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن السيناريو المحتمل بعد تمديد المهلة 48 ساعة أخرى هو الدخول في مرحلة طويلة من التفاوض بين الطرفين" الدول المقاطعة-قطر"،مشيرًا إلى أنه من المحتمل إحداث إنفراجة في الموقف وذلك على ضوء نتائج إجتماع وزراء الخارجية الاربع المقرر إنعقاده الاربعاء القادم لدراسة الرد القطري، وبناء عليه سيتم إتخاذ الخطوات القادمة. وأكد رخا أن قطر تلعب بذكاء، فمنذ بداية الازمة إنتظرت إنتهاء المهلة المحددة لها حتى تدخلت الولاياتالمتحدةالامريكية في هذه القضية وهو ما نتج عنه أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قام بعدة إتصالات بالامس بالقادة السعوديين والاماراتيين وملك البحرين للخروج من هذه الازمة. ولفت مساعد وزير الخارجية الاسبق إلى أنه لا يوجد بديل سوى الوصول إلى حل لإرضاء جميع الأطراف؛ نظرًا لأن التصعيد في هذه القضية غير صالح للجميع،وبالتالي سيتم تخفيض بعض المطالب حتى تصبح قابلة للتنفيذ مشيرًا إلى أن الدول المقاطعة ستظل متمسكة بمطالبها الخاصة بخروج العناصر الارهابية،وأن تتعهد قطر بعدم تمويل الارهاب على حد قوله. ورأى الدكتور مختار غباشي،نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية،أن السيناريو المحتمل عقب تمديد المهلة هو تخفيف ال13 مطلبا التي أعلنت عنها الدول المقاطعة منذ يونيو الماضي، مشيرًا إلى أن تمديد المهلة معناه أن هناك بعض الامور يتم التباحث بشأنها بجدية بين الطرفين. وأوضح غباشي،أن الدول المقاطعة من الممكن أن تتنازل عن بعض المطالب التي فرضتها لكي يتم الاستجابة لمطالبهم،لافتًا إلى أن قطر تحتمي بتركيا وإيران، وبالتالي إذا لم يتم الوصول إلى حل يرضي جميع الاطراف فإن المنطقة العربية ستدخل في أزمات قائلا " دعينا نراقب الموقف".