رأى عدد من الخبراء في المجال السياسي أن بيان وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر يؤكد تمسكها بالمطالب الثلاثة عشر، مشيرين إلى أن هذا البيان يعد بمثابة فرصة أخرى لتدخل دول إقليمية، فضًلا عن تعزيز الدور الذي لعبته الكويت كوسيط لحل تلك الازمة. وذكر الخبراء أن الفترة المقبلة هي مرحلة الدخول في مفاوضات بين الطرفين، مؤكدين أنه من الممكن أن توافق قطر على إجراء حوار مع الدول الاربع ولكن في إطار التفاوضات الاستراتيجية التي تهتم بتعديل مراكز القوى والهيمنة في الاقليم. وبالامس، أبدت الدول الاربع السعودية والبحرين والامارات ومصر في بيان لها بالمنامة إستعدادها للحوار مع قطر شريطة أن تعلن عن رغبتها في وقف وتدعيم الارهاب والتطرف وتنفيذ المطالب الثلاثة عشر العادلة التي تضمن السلم والاستقرار في المنطقة والعالم. وفي هذا الصدد، قال الدكتور مختار غباشي،نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إجتماع وزراء خارجية الدول الاربع المقاطعة لقطربالبحرين يعد إمتدادا لاجتماع القاهرة الذي عقد في 5 يوليو من الشهر الجاري، مشيرًا إلى أنه يأتي تأكيدًا على تمسك الدول الاربع بالمطالب الثلاثة عشر وفقًا للمبادئ الستة التي أعلن عنها في إجتماع القاهرة. وأضاف غباشي، في تصريحات خاصة لبوابة "الوفد"، أن بيان وزراء الخارجية الأربعة في إجتماع المنامة ينفي إتخاذ الدول الاربع أي إجراءات تصعيدية ضد قطر، مشيرًا إلى أن لغة التصعيد ضد قطر التي كان يتصورها البعض مثل تجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي أو غيرها غير صحيحة، لافتًا إلى أن العلاقات بين الدول مبنية على مبادئ وليس إملاءات بين الطرفين. وأكد رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هذا البيان بمثابة إعطاء فرصة أخرى لتدخل دول إقليمية لحل الأزمة، فضًلا عن تعزيز قيمة الدور الذي لعبته الكويت في هذه الازمة، مشيرًا إلى أن ذهاب قطر في أحضان تركيا وإيران يعد شيئا سيئًا للأمن القومي الخليجي لانهما ستكونا ضمن المنظومة العربية والخليجية، متوقعًا الوصول إلى حلول وسط بين كلا الطرفين. وذكر الدكتور جمال أسعد، المفكر السياسي، أن بيان الدول الأربع لا يحمل جديدًا، فما زال موقفها محلك سر، مؤكدًا أن اجتماع البحرين جاء للتأكيد على تمسك الدول بالمطالب التي فرضتها على قطر فقط، ولا يحمل أي إجراء تصعيدي ضدها، وأن قطر ما زالت تتمسك بموقفها بإصرارها على رفض المطالب بل تزداد دفعة إلى الأمام بدليل ادعاء قطر بأن السعودية تستغل موسم الحج ضد دول بعينها وطالبت بتدويل الاماكن المقدسة وهو ما يتفق مع السياسة الايرانية. وشدد أسعد على أن أي إجتماعات للدول الأربع لا تجدي بشىء، مطالبًا بضرورة إتباع وتنفيذ آلية جديدة لهذه الأزمة تتمثل في تبني قضية للقانون الدولي بإتهام قطر بمساعدتها وتمويلها للارهاب من خلال وثائق محددة، وللكشف أيضًا عن الدول التي تمول الإرهاب غير قطر، مشيرًا إلى أن الدول الأربع لم تعالج المشكلة بحكمة سياسية ولم تتخذ أي خطوة للامام. ولفت المفكر السياسي، إلى أن قطر أعلنت عن اتفاقية بينها وبين الولاياتالمتحدة بأنها ستحارب الارهاب، ما يعني بأنها دولة غير راعية للارهاب، ومايؤكد أيضًا أن هناك تناقض في الموقف الامريكي تجاه ذلك، وبالتالي فإن قطر لم تستجيب للمطالب، ولا بد من اتخاذ خطوة تصعيدية ضدها على حد قوله. ورأى الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان،أن بيان المنامة يشير إلى تمسك الدول الأربع بالمطالب، بل إن هناك تناقضا في الآراء والرؤى السياسية، متسائلا "كيف تتمسك الدول الاربع بالمطالب الثلاثة عشر التي فرضتها على قطر،ومن ناحية أخرى تبدي إستعدادها لاجراء حوار مع الدوحة؟" مؤكدًا أن قطر لم تستجب للمطالب، وبالتالي فإن الفترة المقبلة ستكون مرحلة التفاوضات بين الطرفين. وتابع عودة، حديثه قائلا "قطر من الممكن أن توافق على إجراء حوار مع الدول الاربع ولكن في إطار شروط التفاوضات الاستراتيجية التي تهتم بتعديل مراكز القوى والهيمنة في الاقليم وهو ما تسعى إليه قطر بتغيير هيكل القوى الذي تسيطر عليه السعودية والامارات بإعتبارهم دول كبرى في الاقليم، لافتا إلى أن الدول الأربع ليس لديها أي تصور للمفاوضات الاستراتيجية التي ستسعى قطر لاجراءها حال توافقها على الحوار على حد تعبيره.