قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، وأستاذ العلوم الإستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العُليا، أن مصر تستطيع مساعدة العراق مما أصابه من إرهاب؛ وإعمار ما هدمته الحروب مثل ما حدث في مصر خلال حرب 67 وإعادة إعمار مدن القناة، فضلًا عن تقديم مصر المساعدة لكي يُعيدوا بناء قواتهم المسلحة، حيث كان الجيش العراقي من أقوى الجيوش عالميًا خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين. وعن سبل التعاون بين البلدين، التقى سامح شكرى وزير الخارجية مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الأربعاء، فى إطار زيارته الرسمية الحالية إلى العاصمة العراقيةبغداد، وتقديم مساعي مصر المتواصلة لإعادة العراق إلى محيطه العربى واستعادته لمكانته بما يعزز من القدرات العربية على مواجهة التحديات الجسام التى تهدد أمنه واستقراره فى المرحلة الراهنة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف، والتدخلات الإقليمية الخارجية. وأشار سالم، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن الإجرام الدولي المُتمثل في الولاياتالمتحدةوإيران وتركيا هم من هدموا تلك الوطن العريق، مؤكدًا أن وجود دولة بثقل مصر بجانب العراق سيقدم العديد من الدعم على المستوى السياسي والعسكري من خلال تبادل الخبرة بينهما في إشارة "أن تلك المواقف لا تُنسى". وأضاف سالم، أن العراق لديها من المعلومات ما يكفي لتقدمها لمصر خاصًة في ملف الإرهاب والعناصر الإرهابية النشطة وعملياتهم، منوهًا إلى أن العراق أول من إكتوى بنار الإرهاب بظهور بذرة الإرهاب على أراضيه، حيث أن هناك إحتمالية لإنضمامها للدول المُقاطعة لقطر ولكن في الوقت المُناسب، فهي على دراية كاملة بمصالحها وتقديرها للموقف الراهن. وأشاد رئيس جهاز الإستطلاع الأسبق، بقوة جيش العراق بفترة حكم الرئيس الراحل "صدام حسين"، مشيرًا إلى أن قواتها المُسلحة قادرة على بناء نفسها ذاتيًا من جديد، حيث أن ذلك الجيش تمكن في حرب الخليج الأولى من التوغل إلى منتصف إيران وهي بكامل قوتها في يومين فقط، وتم ذلك النجاح تحت شعار "القومية الوطنية"، وكان بداخل الجيش العراقي آنذاك عناصر شيعية وكردية وسُنية ولكن على قلب وهدف واحد "العِراق"، فلم يتردد العراقي الشيعي من قتل الإيراني الشيعي المُعتدي تحت مُسمى "الطائفية"، بل كان الإنتماء الكامل للوطن وليس الطائفة. وتابع سالم، لعِب أعداء العراق على العبث بالقومية العراقية وتفتتها من الداخل من خلال الإنشقاق الطائفي (سنّة وشيعة)، والديني (مسلم ومسيحي) فضلًا عن الكردية الذي فصلهم صدام عن العراق، مشيرًا إلى أن حروب الجيل الرابع لم يسلم منه الوطن الجريح بتمزق أوصاله داخليًا ليسقط الوطن بيد أبنائه ذاتيًا من خلال الفتنة وشقّ الصفّ الداخلي، وإعلام متناقض يضلل مواطنيه ويعبث بالحقائق.