أكد عدد من الخبراء أن هناك عدة أسباب وراء ارتفاع نسبة المتعاطين للتدخين والمخدرات والكحوليات لدى طلاب المدارس وخاصة في مراحل التعليم الثانوى، تكمن في غياب القدوة الإنسانية في المجتمع وانعدام القيم وغياب الرقابة الأسرية والتعليمية مشيرين إلى أن ارتفاع نسبة التدخين بين الطلاب ل 12.8 % تعد وصمة عار على جبين الإدارات المدرسية. وطالبوا بضرورة معالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تهدد المجتمع نظرًا لأنها تخرج جيلاً فاسدًا وغير واع بمتطلباته، مشددين على ضرورة تغليظ العقوبات وعمل برامج توعية أسرية،فضًلا عن تفعيل دور المدارس الحيوي للقضاء على هذه الظاهرة. وقد أعلنت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس مجلس إدارة، صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بالأمس نتائج المسح القومي عن التدخين والمواد المخدرة والكحوليات بين طلبة المدارس الثانوي "العام والفنى"،والتي وصلت نسبة التدخين بينهم إلى 12.8 %، ونسبة تعاطي المخدرات إلى 7.7 %، والكحوليات إلى 8.3 % بين الطلاب. وفي هذا الصدد، قال الدكتور كمال مغيث،الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية،إن نتائج المسح القومي عن نسبة التدخين والمواد المخدرة والكحوليات ربما تكون أقل من الواقع موضحًا أن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بين الطلاب. وأشار مغيث،في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن هناك أسباب عدة تدفع الطلاب بالمدارس لتعاطي المخدرات تكمن في غياب القدوة الإنسانية في المجتمع مشيرًا إلى أن الحياة التعليمية في العقود الماضية كانت مليئة بالثقافة بين الطلاب ولكن مع الانفجار المعرفي وثورة الاتصالات أصبح ليس لدى الطلاب أي استعداد للحصول على المعلومات المعرفية،فضًلا عن الجيل القادم أصبح لديه شك في المستقبل نظرًا لأنه ليس هناك أي خطط تنموية واضحة أمامه وخاصة في ظل نظام تزداد فيه البطالة،وأيضًا التفكك الأسري بين طبقات المجتمع وغياب الرقابة والمتابعة المباشرة. وأفاد الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية،بأن هناك سبلًا لتقليل ومعالجة هذه الظاهرة تتضمن المعالجة الأمنية والقانونية عن طريق تغليظ العقوبات وعمل برامج توعية أسرية لكيفية اكتشاف ظاهرة الإدمان لدى أبنائهم في وقت مبكر، فضًلا عن تفعيل دور المدارس الحيوي لدى الطلاب وجدانيًا وثقافيًا واجتماعيًا عن طريق الحوار الثقافي بخطورة هذه الظاهرة. وذكر الدكتور علي فارس،خبير تطوير مناهج واستراتيجية التعليم الفني،أن أسباب ازدياد نسبة تعاطي المخدرات والكحوليات والمواد المخدرة بالمجتمع تكمن في انعدام القيم لدى الطلاب والتي أدت إلى انهيار منظومة التعليم التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالقيم والمبادئ، لافتًا إلى أن هذه النسب قد تكون غير معدلة نظرًا لأن مدارس التعليم الفني يتواجد بها نسبة كبيرة من الطلاب يتعاطون المخدرات وغيرها. وأضاف فارس، أنه لايوجد متابعة جيدة من قبل المعلمين بالمدارس، مشيرًا إلى أن منظومة التعليم فاشلة بدليل أنها تم إخراجها من التصنيف العالمي، فضلًا عن أن مادة التربية الدينية التي تعد الواعظ الحقيقي والداخلي للإنسان للقيم والتربية أصبحت مادة يعتمد عليها الطلاب للنجاح فقط على حد قوله. ورأى خبير تطوير مناهج واستراتيجية التعليم الفني، لابد من الارتقاء بمنظومة التعليم لأن من خلالها يرتقي المجتمع، والبعد عن الرشاوي والمحسوبية نظرًا لأن القيادات لابد أن تكون جديرة بالمناصب التي تتولاها في تعليم الطلاب وإدراك خطورة الظاهرة. واستنكر الدكتور فتحي الشرقاوي،رئيس قسم علم النفس والاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس، ما أعلنته صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، بالنسبة لنسبة المتعاطين للمواد المخدرة لدى طلاب المدارس واصفًا إياها بأنها"وصمة عار على جبين الإدارات المدرسية". وأكد الشرقاوي،أن انعدام الرقابة والوعي الديني والأخلاقي وسرعة انتشار وسائل الاتصال المختلفة وعدم وجود تشريعات مغلظة لدى الطلاب بالمدارس وغياب الرقابة الأسرية والتعليمية وراء انتشار هذه الظاهرة الخطيرة. وطالب رئيس قسم علم النفس والاجتماع، بتشديد الرقابة داخل المدارس وعمل ندوات وورش عمل تربوية وإرشادية للتوعية بمخاطر التدخين والمواد الكحولية على أن يكون الحاضرون متخصصين في مجال علم النفس والاجتماع والطب النفسي والقيام بدور علاجي في حال تباين وجود طلاب مدمنين والاكتشاف المبكر لهم، مؤكدًا أن تلك المواد المخدرة لها تأثير سلبي على الطلاب لأنها تساهم في إخراج جيل فاسد وغير واع لمتطلبات المجتمع على حد تعبيره.