افتتحت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة منذ قليل فعاليات البرنامج التدريبى " معا..فى خدمة الوطن" ، الذى يستهدف الداعيات والواعظات وخادمات الكنيسة . وأشارت رئيسة المجلس إلى أن البرنامج التدريبى يعتبر المرحلة الثالثة من برنامج "معا..فى خدمة الوطن" الذى أطلقه المجلس منذ شهور قليلة، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والكنائس المصرية ،من خلال عمل وطنى واحد سوف ينطلق فى جميع محافظات مصر، من خلال حملات طرق الأبواب بالتعاون بين الداعيات وراهبات وخادمات الكنيسة من أجل خدمة الوطن ، وتربية نشء جديد على قيم الانتماء واحترام وتقبل الأخر ونشر رسالة سلام تعم كل محافظة وحى ومنزل فى مصر. وأعلنت أن الحملة سوف تبدأ خلال الفترة القادمة بالنزول إلى السيدات فى الكفور والنجوع للحديث بشكل مباشر مع المرأة مما يعطيها شعور بمدى اهتمام مؤسسات الدولة بها. وأكدت أنه خلال هذه الفترة الحرجة علينا أن نقف جميعا معا لنعبر بمصر الى بر الأمان ، فدورنا جميعا توصيل أمانه الرسالة السمحة للأديان السماوية للأجيال الجديدة ، موضحة أن الاستثمار الحقيقى فى الإنسان يبدأ منذ الطفولة بغرس قيم الانتماء وحب الوطن فالجيل الجديد أمانة فى يد المرأة المصرية وهو مستقبل مصر . وقدمت الدكتورة مايا مرسى الشكر إلى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لاستمرار التعاون مع المجلس القومي للمرأة بفكر جديد مستنير لخدمة الوطن ، والى الدكتور جابر طايع لمساندته للمجلس ، والى قداسة البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية، وإلى جميع كنائس مصر العظيمة . كما أشارت رئيسة المجلس: أن اليوم يشرف أيضا بوجود إحدى نابهات مصر بالخارج هى الدكتورة فوزية العشماوى التى تم تكريمها أمس فى مؤتمر مصر تستطيع بالتاء المربوطة، صاحبة خبرة 45 سنة بجنيف ، وكان من الضرورى أن ترى ما يحدث في مصر من اتحاد من اجل نقل هذه الصورة إلى قلب جنيف كخبيرة دولية فى الدراسات الإسلامية وفى تطوير المناهج التعليمية فى العديد من دول العالم. وفى كلمة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف التى القاها عبر رسالة فيديو أذيعت خلال الافتتاح، أكد حرص وزارته على التعاون مع القومى للمرأة فى الاستفادة القصوى والمثلى بجهود الداعيات والواعظات ، مشيرًا إلى أن الوطن لنا جميعا وبنا جميعا ولا يمكن لأحد أن يعمل وحده . كما أكد وزير الأوقاف أن الدول والمجتمعات والشعوب التى أمنت بالتنوع وقبول الأخر هي الأكثر أمانًا وتقدمًا، والدول التي وقعت في فوضى الصراعات الدينية والعرقية ذهبت إما إلى قتل أو تخريب أو فساد وتفكك وتشريد، أو إلى فوضى وسقوط ، مشيدا بجهود وفضل قواتنا المسلحة والشرطة والمواطنين الشرفاء فى مواجهة التطرف، مشدداً أن الشعب المصرى عبر تاريخه واعٍ بحجم المؤامرة ، ومن يحاولون النيل من الوطن عبر شق الصف الوطنى ، مؤكدا أن كل الأديان تدعو إلى احترام الإنسان والإنسانية ، مستشهدا بالآية الكريمة {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}. وأشار أن العلماء والوعاظ والواعظات والراهبات والمربيات عليهم دور كبير فى التوعية والتثقيف بين عامه الشعب ، خاصة بين الأميين فى القرى والنجوع من خلال التواصل المباشر وعبر المدارس والكنائس والمساجد والنوادي وجميع التجمعات. وفى كلمة الأنبا يوحنا قلته النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك: أكد أن رسالتنا هى العلاقة بين محبة الله ومحبة المخلوق، احترام الأخر واختلافه هى رسالة من الله لنا جميعا ، الشريعة فى خدمة الإنسان ، الخطوة الأولى لرسالتنا أن نزرع فى قلوبنا محبة الأخر، و أن نزرع فى نفوس أولادنا وأحفادنا قيم المحبة والاحترام والتقدير ، فالتنوع هو سنه كونية ، وتعدد الأديان صاحب البشرية منذ بداية الخلق ، وأكد أن المستقبل مبشر لان الدين هو طريق النور والحرية. ووجه رسالته إلى المرأة المصرية لتعليم أبنائها على احترام الحرية فى العقل والإرادة ، وأضاف أن مصر تحتاج إلى رسالة الداعيات والواعظات للوصول إلى قلب وعقل المرأة المصرية. وأشار الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه المقارن وعضو المجلس في كلمته أن الله قال "إنى جاعل في الأرض خليفة" باختلاف أديانهم وعقائدهم وقناعتهم ، فالإنسان هو المسئول عن خلافة الله في الأرض وهو المسئول عن تعميرها وتحقيق سعادته في الدنيا ، فالإنسان هو القادر على اختيار الشكل الذي يريحه بضميره والذي يسعد قلبه ، فمهما كان علم الإنسان فهو علم بشري ليس لك اللا تبليغه وتقديمه للأخر ، ومن حقنا أن نقبله أو أن نرفضه . وأكد أن المرأة المصرية لها دور فى نشر هذا الخطاب الثقافي بما يساعدنا في نشر السلام الاجتماعي والعيش المشترك . وأكد نيافة الأنبا يوليوس مدير أسقفية الخدمات الاجتماعية والأسقف العام لكنائس مصر القديمة للأقباط الأرثوذوكس : أن محبتي لربنا ليس فقط أن أصلي وأصوم رمضان وأصوم الكنيسة ولكن الحب يظهر بالعمل ، يعجبني الترابط بين الراهبات والداعيات وترابطهم ظهور العمل الجماعي له أثر أكبر من العمل الفردي . وتوجه بالشكر للمجلس على هذه الحملة حملة طرق الأبواب" معاً في خدمة الوطن" ، ونحن معكم ، معرباً عن أمنيته أن تعود الزيارات إلى مصر لرؤية الناس حضارتها من جديد وأتمنى أن أرى مصر التى تجمعنا وأن نكون عائلة واحدة ويبعد عن مصر الشرور والإرهاب والتطرف . كما ألقت الدكتورة فوزية العشماوى أستاذة بجامعة جنيف بسويسرا للدراسات العربية والإسلامية وخبيرة بمنظمة اليونسكو بباريس لتطوير المناهج الدراسية ، كلمة وجهت خلالها التحية للحضور وللدكتورة مايا على عقد حوار الأديان هذا ولدعوتها فهى خبيرة فى الأديان ولها خبرة طويلة فى هذا المجال . وقامت بالتعريف بحوار الأديان تقوم على " تعالوا إلى كلمة سواء ألا نعبد إلا الله" ، فالمساجد مكتوب عليها الله أكبر والكنائس مكتوب عليها الله محبة ، مشيرة إلى أن حوار الأديان يجب أن يُبنى على القيم المشتركة ، كل دين يهدف تعليم أتباعه العيش بطريقة مشتركة وجهت التحية للمرأة المصرية مسلمة ومسيحية الإنسانة فهى الأم والأخت والزوجة والابنة ، هى مربية النشء ، المرأة مكملة للرجل، فى الغرب يطالبون بالمساواة لكنهم لم يطبقوها حتى الآن ، فى انتخابات أمريكا وجدنا هيلارى كلينتون تقدمت مرتين ولم ينتخبوها ، وفرنسا كذلك ، وحتى الآن مرتب المرأة أقل من الرجل . وأضافت أن الإسلام جاء برسالة على لسان رسوله الكريم "إنما أتيت لأتمم مكارم الأخلاق"، مشددة على تكريم الإسلام واحترامه للمرأة ومكانتها.