تنتظر الدول العربية المقاطعة لقطر وهما مصر والسعودية والبحرين والإمارات، بسبب دعمها للإرهاب، رد الدوحة على المطالب التي تقدمت بها إليها وتضمنت 13 بندًا، وذلك مع انتهاء مد المهلة التي منحوها إياها ل 48 ساعة، والتي تنتهي اليوم الثلاثاء. وتعقد الدول الأربعة اجتماع رباعي لوزراء خارجية مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في القاهرة غدًا الأربعاء؛ لمتابعة تطورات الموقف من العلاقات مع قطر وتنسيق المواقف. وتأتي مقاطعة مصر لقطر بعد توتر العلاقات بين البلدين لأكثر من 4 سنوات منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وذلك على خلفية دعم الدوحة المستمر لجماعة الإخوان وإيواءها لعناصر إرهابية وتمويلها، فضلًا عن دورها في زعزعة الاستقرار الإقليمي والتقرب من إيرانوتركيا. وفي هذا السياق، أكد مجموعة من الخبراء الاستراتيجين في تصريحات خاصة ل "الوفد"، أنه بات ظاهرًا للجميع أن قطر تلعب دورًا بارزًا في دعم الإرهاب وتمويله، الذي أصاب البلدان العربية وعلى رأسها مصر خلال السنوات الأخيرة الماضية، وأنها المسئولة عن إراقة الدماء فيها. اللواء ممدوح عطية، الخبير العسكري والاستراتيجي، قال إن العالم كله أصبح يدرك أن الدوحة تأتي على رأس البلدان الداعمة للإرهاب، والمسألة لم تعد قاصرة على فقط على الاتهامات المحلية والإقليمية لها ولكنها تحولت إلى اتهامات دولية. وأوضح أن الحديث عن دعمها للإرهاب ليست مجرد اتهامات عشوائية أو باطلة، حيث إن البلدان المقاطعة جاءت بأدلة واضحة تثبت تورطها في الإرهاب ودعمه، وإذا إرادت نفي ذلك عنها فعليها أن تثبت ذلك بالفعل والقول وإعادة النظر في علاقاتها مع الدول العربية، والتخلى عن دعم الإرهابين وعد إيواءهم. وذكر محمد عبد الله الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن قطر هي التي دعمت الإرهاب وإراقة الدماء في مصر في الفترة الماضية، بل إنها من الدول الراعية له. وأضاف أن قطر لابد وأن تدفع تعويضات عن الخسائر التي تسببت فيها العمليات الإرهابية في مصر، التي تسببت في دماء الشهداء المصريين وأصابت البنية التحتية وأعمدة الكهرباء، معتبرًا أن هذه التعويضات لا تقل عن 80 مليار دولار. وأكد الشهاوي، أن قطر يدها تلوثت بالدماء في كثير من الدول العربية وعلى رأسها مصر، مضيفًا أن استجابتها لمطالب الدول المقاطعة يعنى انقاذها وتحولها من دولة ترعي الإرهاب إلى العودة للحضن العربي بدلًا من الارتماء في أحضان تركياوإيران، الذين يسعوا لوضع قدم في المنطقة وزعزعة استقراراها. وأشار إلى أن رفض قطر لمطالب الدول العربية يعني زيادة العقوبات المفروضة عليها والاتجاه لتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وهو يأزم الموقف بالنسبة للشعب القطري، الأمر الذي سيجعله يثور ضد تميم وتهديد بقائه في الحكم. وأكد طه محمد السيد، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن قطر ممول رئيسي بالمال للجماعات الارهابية، الأمر الذي يساهم في توفير التدريب والتسليح لهم وتنظيم المعكسرات، ولا يقتصر دورها فقط على ايواءهم في أراضيها. وأضاف أنه في ظل الضغوط الأخيرة على قطر مع احكام مصر للسيطرة على المنافذ والبنوك التي يمكن أن يصل من خلالها الدعم المالي للإرهابين في السبعة شهور الأخيرة، وجدنا أن العمليات الإرهابية في مصر ضعفت وستقل أكثر في الأيام المقبلة. وتابع السيد، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحت تلمح الآن على مساندة قطر للإرهاب، مشيرًا إلى أن قطر ستواجه بسبب ذلك خسائر فادحة، في ظل اتجاه بعض الدول لمنع التعامل بالريال القطري والإشارة بسحب تنظيمها لكأس العالم في 2022.