كشفت العديد من الدراسات الطبية الحديثة، أن الصيام يعالج كثيراً من الأمراض النفسية ويبعث على هدوء الأعصاب لدى الإنسان. يعتبر شهر رمضان غذاء ودواء للنفس والروح البشرية التى انهكتها متاعب الحياة طوال السنة لتأتي بشهر رمضان محاولة تفريغ كل طاقتها السلبية وتعويضها بطاقة روحية إيجابية، والتكفير عن الذنوب والإكثار من فعل الخير ليكثر المرء من حسناته. ويساعد الصوم الشخص على الإسترخاء والهدوء النفسي والثبات الإنفعالي، فالصائم يحاول جاهدا أن يتجنب كل المشاحنات أو المواقف التي قد تسبب في إفساد صومه. هذا ما أكده الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية، أن الصوم ليس فقط أن يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب فترة النهار، بل يسهم في تهذيب الشخص وسلوكه ويجعل المرء يعتاد على صفات حسنة كالصبر والتسامح. "أي إنسان لديه ثبات ديني تكون صحته النفسية مستقرة ، فوجود الثبات الديني مؤشر لوجود صحة نفسية جيدة" وهذا ما أوضحه استشاري الصحة النفسية ، موضحا أن الصوم يساعد على الاسترخاء وسبب هام للراحة والسعادة النفسية، بجانب أنه مفيد جدا للتقليل من الاكتئاب، قائلًا:"لا يوجد صائم يعيش الجو الروحاني ويحاول الابتعاد عن الذنوب والمشاحنات يعاني من الإكتئاب". وأشار استشاري الصحة النفسية في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن الإنسان حين يكون صائما يسعى دائما للتقرب لله عز وجل، حتى يعوض كل شيء فاته، ويغتنم فرصة التكفير عن ذنوبه، فيساعد المسلم أن يلتزم ويبتعد عن الذنوب فيكون أكثر صبرًا على ما يواجهه من مواقف ومشاكل قد تتسبب في أن يضيع حسناته ويخسر صومه، ما يجعل هناك هدوء نفسيا وثباتا إنفعاليا لديه. ولفت استشاري الصحة النفسية، أن الصيام يدخل الفرد للتعايش في جو روحاني يجعله يستشعر القرب من الله، وأن دعواته بتستجاب في تلك الأيام المباركة. ولفت إلى أن الإنسان الطبيعي الغير معتاد على تناول مكيفات، يعتبر الصوم وسيلة يريح بها اعصابه وجسده وتفكيره، خاصة أنه يتجنب أي طاقة سلبية مما يصل لحد الاسترخاء، أما الشخص المعتاد على تناول الكافيين "القهوة، والنسكافيه" وغيرها من المكيفات يسبب الصوم تغيرا في حالتهم المزاجية ويشعرون بالتوتر والقلق بالأيام الأولى في الصيام، وتدريجيا يعتادوا على الصوم، وحالتهم تستقر.