مع حلول شهر رمضان الكريم قدمنا عشرين وصية طبية للصائمين ثم استعرضنا موقف مريض الجهاز الهضمى من الصيام وبعدها تكلمنا عن مريض القلب والصدر فى رمضان وموقف الحامل والمرضع من الصيام، ويتبقى لنا أن نستعرض فى مقالنا هذا موقف مريض الكلى ومريض السكر ومرضى الغدد ونختتم المقال بعلاقة الأمراض النفسية والعصبية بشهر الصوم.. وبهذا نكون قد أكملنا موضوعات الدليل الطبى للمريض فى شهر الصيام. بداية نقول: للكلى وظائف متعددة، منها تنقية الدم من الفضلات والحفاظ على توازن إليكتروليات الدم والماء، وكذلك حفظ توازن القلويات والأحماض فى الجسم. فإذا كانت الكليتان سليمتين، فالصوم لهما راحة وعافية. أما عندما تمرض الكلى فلا تستطيع القيام بالكفاءة المطلوبة منها لتركيز البول والتخلص من المواد السامة كالبولينا والكرياتينين حمض اليوريك. ومن هنا يصبح الصيام عبئا على المريض المصاب بالفشل الكلوى وخصوصا فى المناطق الحارة مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة البولينا والكرياتينين فى الدم، وينبغى على مرضى الكلى عامة استشارة الطبيب الأخصائى قبل بدء الصيام حيث إن هناك حقيقة طبية مهمة جدا ألا وهى إن لم يتناول مريض الكلى كمية كافية من الماء فلابد أن يصاب بالفشل الكلوى. **أمراض الكلى:/U/ عندما يصاب المريض بالتهابات حادة فى حوض الكلى أو التهاب الكلى الحاد أو التهابات المثانة البولية الحادة وأيضا التهاب الحالب يكون من الضرورى دخول المستشفى وتلقى العلاج هناك، وفى مثل هذه الحالات ينبغى عدم الصوم. ** الحصوات الكلوية:/U/ إن لم يكن هناك تاريخ مرضى سابق بالإصابة بتكون حصوات بالجهاز البولى سواء فى الكلى أو المثانة أو الحالب فلا داعى للقلق ويستطيع الإنسان الصيام. أما الذين سبق وأن أصيبوا بحصوات فى أجهزتهم البولية وتكررت الإصابة فهؤلاء تزداد حالتهم سوءا مع الصيام لعدم تناولهم كميات كافية من السوائل والماء وإصابتهم بالجفاف. وينصح مرضى الحصوات الكلوية بعدم الصيام بالذات فى الأيام الشديدة الحرارة، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة مما يؤدى إلى زيادة حجم الحصوات، ويعود تقدير الحالة إلى الطبيب المختص. وعلى أى حال إذا صام مريض الحصوات الكلوية ينصح بتناول كميات وافرة من السوائل فى المساء وعند السحور مع تجنب التعرض للحر المضنى أثناء النهار. ** الالتهاب المزمن/U/ وفى حالة الإصابة بالتهاب حوض الكلى المزمن ينصح بعدم الصيام لأنه بعد مرور فترة قد تتطور الإصابة إلى حدوث فشل كلوى. فى هذه الحالة تصاب الكلى بخلل فى وظائفها وقد يؤدى ذلك إلى حدوث «التناذر الكلوى» وفيها يصاب المريض بتورم الساقين ونقص فى ألبومين الدم وظهور كميات كبيرة من الزلال فى البول. وينصح هؤلاء المرضى بعدم الصوم، وخاصة إذا كان المريض مصابا بالتناذر الكلوى وارتفاع ضغط الدم أو الفشل الكلوى. ** الفشل الكلوى/U/ تمر الكلى بمراحل مرضية تختلف فى درجة شدتها وربما تنتهى بالفشل الكلوى حين يدمر جزء كبير من أنسجة الكليتين ويرتفع فى هذه الحالة مستوى البولينا والكرياتينين فى الدم ويشكو المريض من الإعياء وكثرة التبول، والتبول الليلى والعطش وقد يزداد فى هذه الحالة مستوى البوتاسيوم فى الدم، وينصح مرضى الفشل الكلوى المزمن بعدم الصيام، أما إذا كان المريض يعالج بالغسيل الكلوى ففى إمكانه الصيام فى اليوم الذى لا يتم فيه غسيل كلوى ويفطر فى اليوم الذى يتم فيه الغسيل والأمر فى النهاية يرجع القرار فيه للطبيب المختص بالحالة. ** مريض السكر/U/ ينقسم مرضى السكر إلى فئتين. فئة تستطيع الصوم وأخرى تمنع من الصوم. هو مريض السكر الذى يعالج عن طريق تنظيم الغذاء وتناول الأقراص الخافضة لسكر الدم وهذه الفئة تنقسم إلى قسمين. - المريض الذى يتناول قرصا واحدا يوميا يستطيع الصيام عادة على أن يفطر بعد أذان المغرب مباشرة على تمرتين أو ثلاث تمرات مع كوب من الماء، وبعد صلاة المغرب يتناول قرص الدواء ثم يبدأ فى تناول الوجبة الرئيسية بلا إفطار. - المريض الذى يتناول قرصين يوميا: يستطيع الصوم عادة على أن يتناول قرصا واحدا قبل الإفطار ونصف قرص بدلا من قرص قبل السحور. **الذى لا يستطيع الصوم/U/ - مريض السكر الشبابى «المريض المصاب بالسكر وهو تحت الثلاثين من عمره» - مريض السكر الذى يحقن بكمية كبيرة من الإنسولين «أكثر من 40 وحدة دولية يوميا» أو الذين يتعاطون الإنسولين مرتين يوميا. - المريض المصاب بالسكر غير المستقر. - المريضة المصابة بالسكر وهى حامل. - المريض المسن المصاب بالسكر منذ سنين طويلة، بالإضافة إلىمعاناته من مضاعفات مرض السكر الشديدة. - المريض الذى أصيب بارتفاع نسبة الأحماض «النوشادر أو الأمونيا بالدم» قبل شهر رمضان بأيام أو فى بدايته. ** نصائح مهمة/U/ - يجب على المريض الذى يصاب بنوبات نقص السكر أو ارتفاعه الشديد سرعة الإفطار حيث إنه يحتاج لعلاج فورى وسريع. - تقسيم الطعام إلى ثلاثة أجزاء متساوية الأولى عند الإفطار والثانية بعد صلاة التراويح والثالثة عند السحور. - يفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان. - الحذر من الإفراط فى الطعام وخاصة الحلويات والسوائل المحلاة. - وبصفة عامة فإن السماح بالصيام أو عدمه يرجع إلى الطبيب المعالج الذى ينظم الدواء وأوقات تناوله وجرعاته. ** أمراض الغدد/U/ الغدد الصماء: هى مجموعة من الغدد فى جسم الإنسان تختص بإفراز الهرمونات وأهم هذه الغدد الغدة النخامية والغدة الدرقية والغدة الكظرية والغدة الجاردرقية والمبيضان والخصيتان والبنكرياس. **الغدة الدرقية/U/ - فرط نشاط/U/ ويحدث نتيجة إفراز كميات زائدة من هرمون الثيروكسين ويشكو المريض عادة من تضخم فى الغدة الدرقية «فى أسفل الرقبة» ونقص فى الوزن ورعشة وسرعة فى ضربات القلب،وعصبية، واختلال فى مواعيد الدورة الشهرية فى السيدات. وإذا كانت حالة المريض مستقرة فسوف يمكنه الصوم بشرط تناول الأدوية بانتظام. - القصور:/U/ ويشكو المريض فى هذه الحالة من الوهن والإعياء الشديد ونقص فى النشاط الفكرى والعصبى. ويعطى هرمون الثيروكسين مرة واحدة يوميا كعلاج لهذه الحالة، وبذلك يتمكن المريض من الصيام دون أى ضرر. - الأورام: ليس للصوم أى تأثير على أورام الغدة الدرقية ويمكن للمريض الصيام وعادة يكون العلاج جراحيا. - الالتهاب الحاد:/U/ وعادة يحدث ألم فى الغدة مع ارتفاع فى درجة الحرارة مما يجعل الصوم أمرا صعبا وغير ممكن فى مرحلة الالتهاب الحاد شأنه شأن الأمراض الحادة، أما الالتهابات المزمنة للغدة الدرقية فلا تتعارض عادة مع الصوم. (2) الغدة الكظرية/U/ هناك غدتان كظريتان تقعان فوق الكليتين وتفرزان عدة هرمونات أهمها الكورتيزون والألوسترون والهرمونات التناسلية وأمراضها غير شائعة وأهمها: - مرض كوشينج /U/ وأعراضه وهن بالجسم وارتفاع ضغط الدم، وبدانة مركزية وتدور بالوجه «وجه القمر» كما يحدث فيه مرض السكر ولا ينصح فيه بالصوم. - مرض أديسون/U/ وأعراضه قصور فى إفراز الكورتيزون نتيجة تلف فى الغدة الكظرية وانخفاض ضغط الدم ووهن شديد وتغير فى لون البشرة حيث يميل إلى السواد وينبغى فيه تجنب الصوم خصوصا أنه قد يصاحبه هبوط فى سكر الدم. - الورم القتامى/U/ مرض نادر وأعراضه ارتفاع متأرجح فى ضغط الدم ونوبات من العرق والخفقان والوهن العام. وينصح فيه تجنب الصوم والاستئصال الجراحى لهذا الورم يتلوه عادة شفاء تام مما يجعل الصوم ممكنا. (3) الغدة النخامية/U/ وهى أمراض نادرة وأهمها مرض «ضخامة النهايات» أى ضخامة الرأس والقدمين والكفين، وأيضا من أمراضها قصور الغدة النخامية، ولا ينصح فيها بالصوم. الأمراض النفسية والعصبية/U/ ) الصرع/U/ يستطيع مريض الصرع الصيام بشرط تناول الأدوية المضادةللصرع بانتظام، فهناك أدوية حاليا تعطى مرة واحدة فى اليوم للسيطرة علىمرض الصرع. الاكتئاب:/U/ يستطيع مريض الاكتئاب الصيام، بشرط تناول الأدوية المضادة للاكتئاب بانتظام وتعطىهذه الأدوية عادة مرة أو مرتين فى اليوم. مريض الفصام:/U/ لا يجوز لمريض الفصام الصيام. فالتوقف عن استعمال الأدوية المعالجة للفصام تؤدى إلى نوبات من العنف والضلالات الخاطئة والهلاوس، وقد يحدث اعتداء على الآخرين. ماذا يقول الطب النفسى؟/U/ جاءنا رمضان.. زائر عظيم وكريم.. نستقبله كل عام.. أجواء روحانية نعيشها خلال أيام هذا الشهر ولياليه. وفى هذه المناسبة فإننا نعرض هذه التأملات والحقائق عن العلاقة بين الصيام والحالة النفسية، وهوى تأثير شهر الصوم على المرضى النفسيين وعلى الأصحاء أيضا.. ومن وجهة نظر الطب النفسى فإن للصوم آثارا إيجابية فى تقوية الإرادة، وتحدى مقدرة الفرد على الصبر والطاعة والعودة إلى الله وكل هذه أسلحة فعالة للوقاية من أمراض العصر النفسية، ووسيلة مضمونة للتخلص من العادات المرضية السلبية أيضا مثل التدخين والإرهاق والانحرافات السلوكية.. كيف ذلك؟ اقرأ معى هذه السطور القادمة. الآثار النفسية/U/ لعل أهم ما يميز شهر رمضان عن بقية شهور العام هو الصيام الذى يعنى الامتناع عن الطعام والشراب وممارسة الشهوات، بالإضافة إلى الجو الروحى الخاص القوى الذى يميز هذا الشهر من المشاركة العامة بين الأفراد فى تنظيم أوقاتهم خلال اليوم بين العبادة والعمل فى فترات محددة وتخصيص أوقات موحدة يجتمعون فيها للإفطار. وهذه المشاركة فى حد ذاتها لها أثر إيجابى من الناحية النفسية على المرضى النفسيين الذين يعانون من العزلة ويشعرون أن إصابتهم بالاضطراب النفسى قد وضعت حاجزا بينهم وبين المحيطين بهم فى الأسرة والمجتمع. وشهر رمضان بما يتضمنه من نظام شامل يلقى بظلاله على الجميع حيث يصومون خلال النهار، وتتميز سلوكياتهم عموما بالالتزام بالعبادات، ومحاولات التقرب من الله وتعم مظاهر التراحم بين الناس ممايبعث على الهدوء النفسى، والخروج من دائرة الهموم النفسية المعتادة التى تمثل معاناة المرضى النفسيين فيسهم هذا التغيير الإيجابى فى حدوث تحسن فى حياتهم النفسية. وللصوم آثار إيجابية فى تقوية الإرادة التى تعتبر نقطة ضعف فى كل المرضى النفسيين كما أن الصوم هو تقرب إلى الله وهذا يساعد على التخلص من المشاعر السلبية التى تصاحب المرض النفسى، كما أن الصبر الذى يتطلبه الامتناع عن الطعام والشراب والممارسات الأخرى خلال النهار يسهم فى مضاعفة قدرة المريض على الاحتمال. ولهذه الأسباب فإننا ننصح جميع المرضى النفسيين بالصيام فى رمضان مع ملاحظة أن ذلك يؤدى إلى تحسن حالتهم النفسية. الصوم علاج /U/ الاكتئاب النفسى هو مرض العصر الحالى وتبلغ الإصابة به 7% من سكان العالم وأهم أعراضه الشعور باليأس والعزلة وتراجع الإرادة والشعور بالذنب والتفكير فى الانتحار. والصوم بما يمنحه للصائم من أمل فى ثواب الله يجدد الرجاء لديه فى الخروج من دائرة اليأس. كما أن المشاركة مع الآخرين فى الصيام والعبادات والأعمال الصالحة خلال رمضان يتضمن نهاية العزلة التى يفرضها الاكتئاب على المريض وممارسة العبادات مثل الانتظام فى ذكر الله وانتظار الصلاة بعد الصلاة فى هذا الشهر تتضمن التوبة وتقاوم مشاعر الإثم وتبعد الأذهان عن التفكير فى إيذاء النفس بعد أن يشعر الشخص بقبول النفس والتفاؤل والأمل فى مواجهة أعراض الاكتئاب. القلق/U/ أما القلق فهو سمة من سمات عصرنا الحالى، وتقدر حالات القلق بنسبة 30- 40% فى بعض المجتمعات، وينشأ القلق من الانشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ والخوف على المال والأبناء والصحة. وشعور الاطمئنان المصاحب لصيام رمضان وذكر الله بصورة متزايدة خلال رمضان فيه أيضا راحة نفسية وطمأنينة تسهم فى التخلص من مشاعر القلق والتوتر. الوساوس القهرية/U/ يعانى منها عدد كبير من الناس على عكس الانطباع بأنها حالات فردية نادرة فالنسبة التى تقدرها الإحصائيات لحالات الوسواس القهرى تصل إلى 3% مما يعنى ملايين الحالات فى المجتمع، وتكون الوساوس فى صورة تكرار بعض الأفعال بدافع الشك المرضى مثل وسواس النظافة الذى يتضمن تكرار الاغتسال للتخلص من وهم القذارة والتلوث. وهناك الإفكار الوسواسية حول أمور دينية أو جنسية أو أفكار سخيفة تتسلط على المرضى ولا يكون بوسعهم التخلص منها، ويسهم الصوم فى تقوية إرادة هؤلاء المرضى، واستبدال اهتمامهم بهذه الأوهام ليحل محلها الانشغال بالعبادات وممارسة طقوس الصيام والصلوات والذكر مما يعطى دفعة داخلية تساعد المريض على التخلص من الوساوس المرضية. فرصة يجب اغتنامها/U/ من وجهة نظر الطب النفسى فإننا ننظر إلى الصوم وقدوم شهر رمضان على أنه فرصة جيدة وموسم مهم يساعدنا فى مواجهة الكثير من المشكلات النفسية، ومثال ذلك حالة المدخنين الذين اعتادوا على استهلاك السجائر بانتظام خلال الأيام العادية بمعدل زمنى لا يزيد على دقائق محدودة بين إشعال سيجارة بعد سيجارة حتى يتم الاحتفاظ بمستوى معين من مادة النيكوتين التى تم تصنيفها ضمن مواد الإدمان. إن قدوم شهر الصيام والاضطرار إلى الامتناع عن التدخين على مدى ساعات النهار هو فرصة للمدخنين الراغبين فى الإقلاع لاتخاذ قرار التوقف نهائيا عن التدخين. ونلاحظ بالفعل أن نسبة نجاح الإقلاع عن التدخين فى رمضان أكبر من النسبة المعتادة فى الأوقات الأخرى والتى لا تزيد على 20% بمعنى أن كل 10 من المدخنين ينجح 2 فقط منهم ويعود 8 إلى التدخين مرة أخرى. وبالنسبة للإدمان. يعتبر إحدى المشكلات المستعصية التى تواجه الأطباء النفسيين فإن تحقيق أكثر النتائج إيجابية فى علاج هذه الحالات يمكن أن تزيد فرصته مع صيام رمضان. فالصيام تقوية للإرادة الضعيفة لدى المدمنين وقبولهم تحدى الامتناع عن الطعام والشراب خلال نهار رمضان يسهم فى تقوية إرادتهم ومقاومتهم لإلحاح تعاطى مواد الإدمان المختلفة. كما أن شهر رمضان يذكر الجميع بضرورة التوقف عن ممارسة الأعمال التى تتنافى مع روح الدين ويمنح فرصة للتوبة والرجوع إلى الله وهى فرصة كبيرة للخروج من مأذق الإدمان لمن لديه الدافع إلى ذلك. الإيمان بالله.. وقاية وعلاج/U/ القاعدة المعروفة طبيا التى تؤكد أن الوقاية أفضل وأجدى من العلاج تنطبق تماما فى حالة الأمراض النفسية، فقد ثبت لنا من خلال الملاحظة والبحث فى مجال الطب النفسى أن الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة ولديهم وازع دينى قوى، ويلتزمون بأداء العبادات وروح الدين فى تعاملاتهم هم غالبا أقل إصابة بالاضطرابات النفسية، وهم أكثر تحسنا واستجابة للعلاج عند الإصابة بأى مرض نفسى، والغريب فى ذلك أن بعض هذه الدراسات تم إجراؤها فى الغرب حيث ذكرت نتائج هذه الأبحاث أن الإيمان القوى بالله والانتظام فى العبادات لدى بعض المرضى النفسيين كان عاملا مساعدا على سرعة شفائهم واستجابتهم للعلاج بشكل أفضل من مرضى آخرين يعانون من حالات مشابهة، والأغرب من ذلك أن دراسات أجريت لمقارنة نتائج العلاج فى مرضى القلب والسرطان والأمراض المزمنة أفادت نتائجها بأن التحسن فى المرضى الملتزمين بتعاليم الدين الذين يتمتعون بإيمان قوى بالله كان ملحوظا بنسبة تفوق غيرهم،وقد ذكرت هذه الأبحاث أن شعور الطمأنينة النفسية المصاحب للإيمان بالله له علاقة بقوة جهاز المناعة الداخلى الذى يقوم بدور حاسم فى مقاومة الأمراض. كلمة أخيرة أتوجه بها إلى القراء- فأمامنا جميعا فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب كثيرة فى هذا الشهر الكريم. فالصيام وذكر الله فى نهار رمضان، والتقرب إلى الله بالعبادات فى هذا الشهر من الأمور الإيجابية التى تنعكس على الصحة النفسية للجميع. والفرصة كبيرة أمام من يعانون من الاضطرابات النفسية لتحسين حالتهم ومساعدتهم فى الخروج من المعاناة النفسية.. كما أن الفرصة الذهبية هى من نصيب الذين هم أسرى لعادة التدخين والذين وقعوا فى مأذق الإدمان حيث يمكنهم فى هذا الموسم بالذات الاستفادة من هذه الفرصة فى شهر رمضان الذى استقبلناه ونعيش أيامه ولياليه فى جو روحانى رائع. أعاده الله على الجميع بالخير والبركات.. والصحة النفسية الدائمة للجميع.. وكل عام وأنتم بخير.