احتفل الآلاف من أبناء الأقصر ومريدي القطب الصوفي أبو الحجاج الأقصري من مختلف أنحاء الجمهورية، بمولد "أبو الحجاج" بطقوس تشبه احتفال المصريين القدماء بالإله آمون في عيد الأوبت، حيث خرج المشاركون بالدورة يجرون مراكب أبي الحجاج، والجمال التي تحمل التوابيت ذات الأقمشة المزركشة، ليطوفون بها المدينة، ثم يعودون إلى ساحة أبي الحجاج مرة أخرى. والعلامة الصوفي "أبو الحجاج الأقصري" هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، والمعروف بأبي الحجاج، كان قاضي قضاة بغداد، ضاق بالحياة هناك فتركها وتصوف، وهو ينتهي نسبة إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما. ويقول الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي عميد العائلة الحجاجية، إن أبي الحجاج قام برحلته التي تعرف برحلة الصوفي للعالم، فزار خلالها مكة ثم انتهى به إلى أن أتى إلى مصر، وفيها التقى بالملك الكامل الأيوبي. ويتابع،" ثم جاء أبو الحجاج إلى قنا ومنها إلى الأقصر، وكان على علاقة كبيرة بسيدي عبد الرحيم القناوي،الذي وصل إلى قنا قبل أن يصلها أبي الحجاج". وكما يشير شمس الدين: إن أبي الحجاج عندما جاء للمدينة كانت السيدة القبطية تريزا هي التي تحكم المدينة، وعندما طلب إليها أن يقيم فيها رفضت، فطلب منها أن تعطيه قطعة أرض بمساحة جلد "بعير"، فوافقت، ثم قام بعمل حبال من جلد البعير طوق بها المدينة على أطلال كنسية كانت بنيت على معبد الأقصر. واتخذ أبو الحجاج هذا المكان مسجدًا له، وتم بناءه أعلى أنقاض كنيسة قديمة مجاورًا للمعبد، ودفن فيه حين مات، كما دفن بجواره أبناءه منهم أحمد النجم ،الذي تولى الطريقة من بعده فكان له مكانته عند حكام القاهرة، حتى قيل أنهم هم الذين ساعدوه في بناء المئذنة القديمة على الطراز الفاطمي، وكذلك شقيقه عبد المعطي، وبجواره ايضا تلميذه الشيخ عبد المعطي. وخارج باب المقام دُفن أحفاد أبو الحجاج، كما يوجد مقام الشيخ المغربي تلميذ وصديق الشيخ أبو الحجاج، ودفن بجواره ابن عمه جبريل. ويعتبر مقام أبي الحجاج بوسط المدينة مزارًا للمسلمين والمسيحيين، حيث يضم مقر مقام الشيخ أبو الحجاج أيضًا مقام القديسة تريزا، ويشير هنا عميد العائلة الحجاجية :إلى أن المكان يعتبر مزارًا للمسلمين والمسيحيين، قائلًا : "هذا هو المكان الوحيد الذي نجد فيه شيخًا مسلمًا يقدسه المسلمون، وقديسة يقدسها المسيحيون". وأشار عبد الجواد عبدالفتاح الحجاجي، مدير عام الأثار الإسلامية والقبطية بالأقصر سابقا:إن هذا المولد هو الإحتفال رقم96 أى لايبقى سوى أربع سنوات في الزمن، ليتم الاحتفال بالمولد ال800 للشيخ ابو الحجاج. ويوضح "عبد الفتاح": أن المسجد يعتبر مجمع ديانات، فالمسجد بُني أعلى أطلال الكنيسة القديمة، مجاورًا للمعبد، وبذلك يصبح مسجد العالم الصوفي موحدًا للأديان. كما يضم العديد من الأعمدة التي حوت رسوم ونقوش فرعونية، إلى جانب مئذنته، التي صممت على الطراز الفاطمي، فامتزجت الحضارات داخل المسجد.