في ليلة قاتمة لن تُمحى تفاصيلها من مخيلته آبد الدهر، أبصر "عباس" ذلك الخمسيني المسكين، على فلذة كبده وهو يٌنزع بعنف من بين راحتيه ، عجزت قواه الخائرة عن الزود عنه ، ولم تٌسعفه حينها قلة حيلته ، إستدار يمينًا ويسارًا فلم يجد من أهل منطقته من يقاوم معه تلك العُصبة التي تجردت من كل ماهو نبيل ، آثر الجميع السلامة فأوصدوا الأبواب ، ليواجه الأب وإبنه مصيرهما دون سند. تصاعدت درجة كئابة المشهد عندما عاد الأب إلى منزله لا حول له ولا قوة اصبح عاجزا متكئا على عصا ، وابنه ينتظر مصير غير معلوم ،فبدا بتلقى الأب الجريح اتصالات هاتفية، يستغيث فيها ابنه الذي مازال عداد عُمره يتحسس خطواته الأولى في سنوات عقده الثالث، من تعذيب قاسى يتعرض له، وضربٍ مبرح آذى كرامته وأنهك جسده ، أخبره بنبرةٍ مرتعدة بأن الجناة الذين إختطفوه يطلبون فدية لإطلاق سراحه ، وأن تهديدات قتله في غاية الجدية ،وان لا رحمة بالقلوب قد ترأفُ به ، مرت ثلاثة ايام ، فعقد الجٌناة العزم على إزهاق روح ذلك الصبي اليافع ، فإلتفوا حوله ، وشلوا حركته ، وإقتادوه كما تٌقتاد الذبائح في ليلة العيد الي مصيره ، ومن تسعة أدوار فوق الأرض ، قرروا أن تلك هي النهاية التي يستحقها ،دفعوه ليسقط على الأرض قتيلاً غارقا في دمائه . بدأت الواقعة ، وفق رواية عباس أحمد "والد الضحية "ل"الوفد"، بنشوب خلاف بينه وبين زوجة شقيقه "فاطمة.م" ، وزوج نجلة شقيقه "علاء .الزهار" ، قاما على آثره بالتعدي عليه بالضرب والإهانة، وسبب الخلاف هو عقار كان ملك لوالدته وفق قوله . وأشار "عباس" الى أنه لا توجد مستندات بيد ذلك الطرف تٌثبت مليكتهم للبيت، وانه وبناءً على ذلك طردوه منه بالقوة ،لافتًا الى ان ابنة شقيقه وزوجها يٌقيمان بالبيت الآن دون سند وهو يقيم بالايجار فى أحد المنازل بالاضافة إلى أنه عاجزآ عن العمل. وسرد "عباس" تفاصيل ذلك اليوم المشئوم، ليقول بأنه في يوم الثلاثاء الموافق الحادي والعشرين من فبراير الماضي ، فوجئوا بهجوم لستة بلطجية مٌسلحين على المنزل الذي يقيم به هو وأسرته، قاموا بإنزاله هو ونجله إلى الشارع، وانه إستغاث بالجيران لنجدته ، الا انهم خشوا على أنفسهم من البلطجية فأغلقوا أبواب منازلهم. وأردف بأن عدة جروح قد أصابته جراء ذلك الإعتداء ، كما قاموا بسرقة تليفونه المحمول ، وتابع قائلاً بأنهم خطفوا نجله محمد – 22 سنة ، ومن ثم فروا من موقع الحادث . ولفت الأب الى ان أبلغه بالواقعة، قسم شرطة الهرم ، ليؤكد – وفق قوله- أن رئيس المباحث" الرائد عمرو حجازى " طلب منه العودة مٌجددًا اليوم التالي قائلاً له :"بكرة زي دلوقتي ونشوف". وإستكمل الأب قصته الحزينه بالتأكيد انه تلقى عقب ثلاثة ايام، اتصالا هاتفيًا علم من مٌحدثه بأن نجله قد عٌثر عليه، ولكن كجثة هامدة بمدرسة الصفا والمروة بفيصل . وأكد "عباس "ل"الوفد "ان تفاصيل الواقعه مخالفة الى تفاصيل الواقعه التى تم تزييقها فى محاضر الشرطة ، والتى دلت على أن 5 أشخاص وراء الواقعة، بسبب خلافات مالية بينهم وبين المجني عليه بسبب تعاطي المخدرات، وقام الجناة باختطافه داخل شقة بجوار المدرسة وتعذيبه، لكنه حاول الهروب بالقفز من شرفة الشقة، فسقط قتيلاً داخل المدرسة بان الجناة . واستطرد "قوات الشرطة تمكنت من ضبط 4 من المتهمين من أصل 6 متهمين هم من اقتحموا المنزل وقاموا باختطافى انا ونجلى، ولكن المثير للجدل أن الهاربان معلومان لقوات الامن ومازالا احرار طلقاء وانى على يقين انهم جميعهم وراء مقتل نجلى"، موضحا بان وراء التحريض على مقتل نجله هو زوج شقيقه وابنته وزوجها ،الذى طالما يهددانه بانه له وسايط عديدة فى الشرطة وانه يستطيع فعل اى شى فيه إذا التزم الامر، وفى الوقت الذى يتستر فيه رئيس مباحث الهرم "الرائد عمرو حجازى . طالب "والد المجنى عليه وزير الداخلية والعدل بضبط الجناة المتورطين فى قتل نجلة وكذلك من استولوا على شقته وطردوا فى الشارع . شاهد الفيديو: