تشهد أسواق اللحوم والدواجن عوامل عديدة، من شأنها خفض أسعارها، منها حملات المقاطعة، ودخول الأقباط فى «الصوم الكبير»، ومؤخراً حالات إنفلونزا الطيور والحمى القلاعية التى ضربت الماشية لتعزيز عملية المقاطعة الشرائية، وبالتالى انخفاض الأسعار. وظهرت المخاوف من شراء الدواجن، عقب إعلان الإدارة المركزية للطب الوقائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، بشأن الموقف الحالي للسلالة الجديدة لفيروس H5N8 لإنفلونزا الطيور، عن ظهور 10 بؤر مصابة بإنفلونزا الطيور في عدد من المحافظات، فضلاً عن حالات الحمى القلاعية التى شهدتها بعض المحافظات. وقد انخفضت أسعار الدواجن بالسوق المحلية، حيث سجل كيلو الدجاج الأبيض 25 جنيهاً، و35 للبلدى، و38 للرومى، و33 للبط، كما انخفض طبق البيض إلى 32 جنيهاً، ويرجع ذلك إلى انخفاض أسعار الدجاج في المزارع إلى 22 جنيهاً للكيلو، بينما انخفضت أسعار الكتكوت ما بين 8 و6 جنيهات. يقول أيمن حنفى «جزار»، إن طن اللحم زاد بمقدار 20 ألف جنيه، وبعد انخفاض الدولار لم تأت المعدلات بنفس الزيادة، مشيراً إلى وجود حالة من الركود الطبيعية؛ حيث قلت معدلات الشراء إلى الربع ونسبة القوة الشرائية انخفضت بشكل كبير. وتابع «حنفى»، أن مرض الحمى القلاعية موجود فى أماكن معينة، وهو ليس بجديد، ولكن المواطن لا يعلم عنها شيئاً، فقط المربى والتاجر. وأوضح جمال الشرقاوى «محام»، أن رب الأسرة أصبح يتجه إلى شراء نصف الكمية مع انعدام فكرة التخزين، لافتاً إلى أن شراء منتجات القوات المسلحة أصبح محدوداً بكمية معينة دون إتاحة كميات كبيرة. وأفاد «الشرقاوى» بأن «الحمى القلاعية، وإنفلونزا الطيور»، لن تؤثر على الشراء بنسبة كبيرة؛ لأن الناس تتجه إلى الشراء من الأماكن المضمونة، كما أن برامج التليفزيون بدأت تعرض مأكولات لا تعتمد على البروتين بشكل أساسى وتضع بدائل. «هنفكر كتير قبل ما نشترى فراخ أو لحمة» بهذه الكلمات علقت فاطمة إمام «ربه منزل»، حيث إن الأسر التى لديها أطفال لا تستطيع التخلى عن شراء الدواجن لأنها تلعب دوراً كبيراً فى بناء أجسادهم. وأكدت «إمام»، أنها ستتجه إلى الشراء من أماكن مضمونة؛ لأنها مضطرة، مضيفة أن حملات المقاطعة لم نشهد لها أى أثر؛ لأنها اقتصرت على فئات معينة، ولم يلتزم بها الجميع. فيما أشار عماد يسرى، إلى أن عدم وجود زيادة فى المرتبات وارتفاع الاسعار دفعهم لتقليل الكميات ثم تغيير النوعية من اللحوم الطازجة إلى المجمدة، مفيداً بأن الأوبئة التى يتردد انتشارها ليس هناك وعى بها من قبل الشعب، وبالتالى لن تؤثر على معدلات شرائهم. وأكد «يسرى»، أن معظم الجزارين ومحلات الدواجن تتجه إلى الذبح وتجهيز اللحوم وتخزينها ثم بيعها بعد ذلك فى محاولة لتفادى خطر الأوبئة. وأفاد حمدى أحمد، تاجر دواجن، بأن الشراء منخفض، ما أدى إلى حالة ركود بالأسواق، والاتجاه إلى المقاطعة الإجبارية، وليس بشكل منظم، كما يروج البعض على الرغم من انخفاض الأسعار 5 جنيهات فى الكيلو. وأكد عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أن هبوط الأسعار لن يكون له انعكاسات واضحة على الأسواق؛ لأن القيمة الخاصة للجنة انخفضت والرواتب ثابتة. وأضاف «السيد»، أن إنفلونزا الطيور حالة فردية، وليست وباءً كما حدث فى عام 2006، مشدداً على أن المواطن فقد قدرته على مواجهة الغلاء، والتصدى له حتى إن حملات المقاطعة لم يكن لها تأثير «مجرد شو إعلامى فقط». وأكد رئيس شعبة الدواجن، أهمية دور الدولة فى مواجهة الغلاء، والتركيز على حالات التربية المنزلية للدواجن. واتفق معه فى الرأى محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، لافتاً إلى أن المقاطعة تنجح حال وجود جمعيات قوية مثل الموجودة في الدول الأوروبية، ومع التزام الجميع بها. وأفاد نائب رئيس شعبة القصابين والجزارين، بأن الحمى القلاعية لم نشهد لها أى تأثير؛ لأنها موجودة فى بؤر بعيدة عن القاهرة بأعداد قليلة.