أدى انتشار أخبار الحمى القلاعية الى عزوف المواطنين عن تناول اللحوم بشكل كبير وانخفض الاستهلاك كما قالت شعبة الجزارة بنسبة 50%، ،بينما شهد سوق الدجاج زيادة فى الأسعار وكذلك الحال مع الأسماك، وتعقد شعبة القصابين اجتماعا الاثنين لبحث تداعيات مشكلة الحمى القلاعية على سوق اللحوم فى حين ترى جمعيات حماية المستهلك أنه قد تنجح المقاطعة الإجبارية إذا استمرت عدة أسابيع فى مواجهة الارتفاع الكبير الذى شهدته أسعار اللحوم خلال الأعوام القليلة الماضية. وشهدت أسعار الدواجن البيضاء الحية ارتفاعاً،حيث سجل سعر الكيلو بالمزارع 16 جنيهاً، مقارنة بمتوسط أسعار الأسبوع الماضى ، ووفقا للأسعار الاسترشادية لاتحاد العام لمنتجى الدواجن، سجل سعر بيض المائدة 15.5 جنيه سعر بيع العبوة عند المنتج. وقد عقد الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء اجتماعا لبحث تأثير انتشار الحمي القلاعية علي الأسعار، خاصة أسعار الدواجن والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا بسبب إحجام المواطنين عن اللحوم وإقبالهم علي الدواجن . ودعا الجنزوري الوزراء المعنيين إلي ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الارتفاع المتواصل في أسعار الدواجن ووضع العقوبات المناسبة التي تمنع جشع التجار وعزف الكثير من المواطنين عن تناول اللحوم الحمراء، رغم تأكيدات المسئولين عن عدم تأثيرها علي صحة المستهلك ،وأصبح المواطن حائرا بين اللحوم التى يخشى تناولها وبين ارتفاع اسعار الدواجن. يقول الحاج محمد صاحب محل لبيع دواجن، إن الأسعار ارتفعت بالفعل حيث سجلت الأسعار مع بداية هذا الأسبوع 16 جنيهًا للكيلو الواحد من الدواجن مقابل 13 جنيها للكيلو الأسبوع الماضي بزيادة 3 جنيهات للكيلو. كما تضاعفت أسعار الأسماك بعد انتشار الحمي القلاعية نتيجة تكالب المستهلكين عليها، حيث وصل سعر كيلو البلطي إلي 20 جنيهًا للحجم الصغير و22 للحجم الكبير، كما وصل سعر كيلو البوري من الحجم المتوسط ل 25 جنيها والصغير ل 22 والسردين ل 16 جنيها للحجم الصغير وأكد الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية للقاهرة أن الدواجن أيضًا تتعرض إلي الفيروسات تقتل حياة الصغار منها وتصيب الكبار بالتهاب رئوي، فضلا عن حصول المنتج على أوزان متدنية رغم تثمين الدواجن وقت كاف، لكن نتيجة للسقيع لا يستطيع تلك الأنواع من المنتجات أن تعطي أكثر من 150 جرامًا في الدجاجة الواحدة. وقد شهدت أسعار الدواجن زيادة كبيرة ، وشهدت مزارع الدواجن خسائر حيث بلغت نسبة النافق بها نحو 30% خلال الشتاء الحالى، وإن كانت الأمور بدأت فى التحسن نتيجة تحسن المناخ، وتوقع أن يترتب على ذلك انخفاض معدل النافق من الدواجن إلى 20% مما يؤدى إلى زيادة المعروض بنسبة 10% من بداية أبريل المقبل، وبالتالى تراجعت الأسعار نسبيا، مشيرا إلى أن سعر الكيلو المجمد بلغ فى المزرعة 19.5 جنيه حاليا مقابل 16.5 منذ أسابيع. ويرى اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك أن مصر الدولة الوحيدة التى لا تعمل بها آليات العرض والطلب، فرغم تراجع الإقبال على اللحوم ظلت الأسعار ثابتة، و يؤكد أنه لا يوجد أى خطر للحمى القلاعية على المستهلكين عند تناول منتجات اللحوم التى تم معاملتها حراريا بالطبخ، لكن يجب أن تراعى النظافة الشخصية فى التعامل مع اللحوم فلابد من غسل الأيدى جيدا بعد لمس اللحوم لأن الفيروس ينتقل على جميع الأسطح بسرعة شديدة، ويحذر منصور من تناول الألبان ومنتجاتها التى تصنع من ألبان خام لم تعامل حراريا بالبسترة أو التعقيم وضرورة نظافة وتطهير الأيدى بعد ملامسة اللحوم داخل المطابخ والطهى الجيد. وأضاف أن انتاج الدواجن لن يتعدي 1.2 مليون دجاجة يوميًا ولابد من أن تتعامل الجهات المسئولة خلال 4 شهور ليصل حجم الإنتاج اليومي الي 2 مليون دجاجة. وأضاف أن الدواجن تحقق مطالب القاعدة العريضة من المواطنين لأنه البروتين البديل عن اللحوم لمحدودي الدخل وذلك بعد أنتشار المرض بين المواشي بالإضافة إلي اتفاع أسعار اللحوم الذي وصل الكيلو فيها إلي 70 جنيهًا. وقال محمد سعيد ،عضو شعبة اللحوم بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن السوق المحلية تعاني الآن من حالة نقص في المعروضات من اللحوم ومنتجاتها مما يثير أزمة في اشتعال الأسعار في حال عدم سد العجز من اللحوم الحية. ويقول إن حركة شراء اللحوم انخفضت بنسبة 50%، معللا ثبات أسعار اللحوم بانخفاض المعروض وعدم كفاية المخزون داخل كردون محافظة القاهرة بعد قرار عدم نقل الماشية بين المحافظات وينفى وهبة حدوث تراجع فى أسعار بيع الأبقار أو الجاموس، بينما ينصح رئيس شعبة الجزارة المستهلك بشراء اللحوم من أماكن موثوق بها بعد التأكد من الأختام الموجودة عليها، يرى أن المرض سيبدأ فى التراجع خلال أسابيع، وقال إن الشعبة سوف تعقد لمناقشة تطورات مرض الحمى القلاعية وأثرها على السوق وكيفية مواجهة هذه الآثار. وأوضح أن السوق تترقب الكميات الموردة من اللحوم الحية من محافظات الوجة القبلى إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة، لسد حاجة الاستهلاك المحلى، لافتا إلى أن انتشار الحمى القلاعية فى الأسواق عرقل الكميات القادمة منها إلى أسواق القاهرة. وبيّن أن مرض الحمى مستوطن فى مصر منذ العديد من السنوات صيفا وشتاءً بنسبة تتراوح من 5 إلى 7%، وما حدث هو ظهور كبير له وانتشار بين الماشية بسبب موجة البرد القارصة خلال الفترة الماضية وتقاعس مديريات الطب البيطرى عن الكشف والمراقبة على المجازر ومنح الأمصال اللازمة على مستوى محافظات مصر.