كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن لقاء سري جرى في مدينة العقبة قبل سنة،جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو والعاهل الاردني عبد الله الثاني . وأشارت الصحيفة الى أن جون كيري قدم في هذا الاجتماع خطة سلام اقليمية مع الدول العربية والفلسطينيين، على اساس قيام دولة فلسطينية على حدود عام 67 واعتراف الفلسطينيين مع الدول العربية باسرائيل كدولة يهودية، ولكن رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو لم يبدي استجابة ايجابية لهذه الخطة متذرعا بعدم قدرته على الحصول على دعم كافي من الائتلاف الحكومي، ومع ذلك فقد جرى بعد ذلك بأسبوعين مفاوضات بينه وبين زعيم المعسكر الصهيوني يتسحاق هيرتضوغ لتشكيل حكومة "وحدة" في اسرائيل . وأضاف موقع الصحيفة الذي تلقى تفاصيل هذا اللقاء السري وبنود خطة كيري من قبل مسؤولين كبار في ادارة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الموضوع والظروف الدولية، ولم يعلق مكتب رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو على هذا اللقاء والخطة لدى سؤال الصحيفة العبرية له . وجاءت خطة جون كيري كمحصلة للجولات التي قام بها في المنطقة عام 2015 وذلك أثر فشل مفاوضات السلام التي كان يرعاها بين الفلسطينيين والاسرائيليين عام 2014، وبعد الاجتماع الذي جرى بين الرئيس الأمريكي اوباما ورئيس وزراء نتنياهو عام 2015، والذي شهد توترا كبيرا في موضوع الاتفاقية النووية مع ايران، ومع ذلك فقد ابدى نتنياهو استعداده للعودة للمفاوضات مع الجانب الفلسطيني امام اوباما، الذي رد عليه وطلب منه تنسيق ذلك والعمل مع وزير الخارجية جون كيري، وقد تبع ذلك جولات من قبل كيري الى المنطقة بما فيها اسرائيل والالتقاء مع نتنياهو، وقد قادت هذه الجولات لعقد الاجتماع السري في العقبة وطرح الخطة وأضاف الموقع أن الرئيس محمود عباس لم يكن جزءا من هذا الاجتماع، ولكنه التقى مع وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري صباح ذلك اليوم في العاصمة الاردنيةعمان، وقد صدر عنهما في نهاية الاجتماع تصريحات لم تشير نهائيا بأنه سيجري اجتماع نهاية نفس اليوم في العقبة، وقد توجه كيري مع مساعديه ووزير خارجية الاردن ناصر جودة على متن طائرة صغيرة تابعة لسلاح الجو الاردني الى العقبة، وقد عقد كيري بعد وصوله اجتماعات ثانئية مع نتنياهو ومع العاهل الاردني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل الاجتماع الموسع الذي جمعهم . وقد طلب جون كيري من العاهل الاردني الضغط على الرئيس الفلسطيني للقبول بهذه الخطة والعودة الى المفاوضات، كذلك طلب من الرئيس المصري الضغط على نتنياهو للقبول بهذه الخطة، كذلك طلب منهما كيري اقناع السعودية والامارات العربية ودول عربية أخرى للموافقة على هذه الخطة ودعمها والمشاركة فيها، خاصة بأن العاهل الاردني عبد الله الثاني والرئيس السيسي . وأشار الموقع الى أن الاجتماع جرى بصورة دراماتيكية، بسبب تردد نتنياهو وفقا للمصادر الأمريكية، فبدلا من التركيز في الاجتماع على خطة كيري والسلام الاقليمي، بدأ النقاش في قضايا الاقليم وما يحدث في سورياوايران وغيرها، ومواقف الولاياتالمتحدة من هذه القضايا ومواقف الاطراف المشاركة في الاجتماع، وطرح نتنياهو في الاجتماع استعداده للقيام بخطوات حسن نية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي سبق وطرحها على كيري في شهر نوفمبر عام 2015، واستعداده لاصدار تصريح يبدي فيه اشارات ايجابية لمبادرة السلام العربية، مقابل ذلك تتجدد المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين والتي تلحقها قمة اقليمية بمشاركة ممثلين عن السعودية والامارات العربية ودول اخرى .