كشفت مصادر دبلوماسية عن مشاورات مكثفة بين مصر والولايات المتحدة لاستئناف مسيرة السلام في المنطقة، وفي مقدمتها المسار الفلسطيني الإسرائيلي، تقوم على تطوير مبادرة السلام العربية؛ لتحفيز إسرائيل على التعاطي بشكل إيجابي مع الجهود الأمريكية لإنهاء حالة الجمود المحيطة بها منذ عدة سنوات. وقالت المصادر إن واشنطن تفكر بجدية في دعوة الرئيس الدكتور محمد مرسي والعاهل الأردني الملك عبد الله لزيارته ولقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إطار مساعٍ أمريكية؛ لحشد تأييد الدول التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية واتفاقيات سلام مع الدولة العبرية لتنشيط عملية السلام. وبحسب المصادر، فإنَّ واشنطن ترغب في استغلال الأجواء الإيجابية المحيطة بزيارة وفد مبادرة السلام العربية لواشنطن واللقاءات التي عقدها وزراء خارجية عرب مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للبحث في تنشيط عملية السلام، لاسيما أن إعلان لجنة مبادرة السلام العربية موافقته على تبادل أراضٍ بين الفلسطينيين وإسرائيل في إطار تسوية شاملة. وأفادت المصادر أن عدم إبداء القاهرة لأي تحفظات على مسألة تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين كان مثار ارتياح في واشنطن وتل أبيب، وقد يدفع إدارة الرئيس أوباما للتدخل لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتعاطى بإيجابية مع الجهود الأمريكية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. من جانبه، رجح الدكتور طارق فهمي، الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن تحقق عملية التسوية في المنطقة اختراقَا مهمًّا خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن توجيه الدعوة لكل من الرئيس مرسي والعاهل الأردني الملك عبد الله سيكون لها تداعيات إيجابية على استئناف مسيرة التسوية. وأوضح أن المفاوضات التي جرت بين لجنة السلام العربية مع المسئولين ستفتح الباب أمام تحسن في علاقات إسرائيل مع دول الجوار، لاسيما إذا قدمت الدولة العبرية تنازلات للفلسطينيين فيما يتعلق بالقضايا الحيوية مثل الدولة الفلسطينية ووضع القدس وملف اللاجئين وغيرها من القضايا الحيوية. في المقابل أوضح فهمي أن الاتفاق مع مبدأ تبادل الأراضي بين الفلسطينيين وإسرائيل لن ينهي الأزمة على الأراضي، لاسيما أن هناك خلافات حول نوعية الأراضي وجودتها وموقعها بشكل يجعل تدخل أطراف خارجية لحسم هذه الخلافات أمرًا ضروريًّا.