كشفت مصادر فلسطينية مطلعة بالقاهرة أن الولاياتالمتحدة طلبت من مصر التدخل لدى السلطة الفلسطينية لإقناعها بقبول ما أطلقت عليه المسار الجديد لمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، عبر مسارين متوازيين لعملية التفاوض خلال المرحلة القادمة. وتعتزم الولاياتالمتحدة طرح مبادرة للسلام على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وستطلب منهما الرد عليها كتابيا وبشكل تفصيلي حول جميع النقاط التي تتضمنها "الورقة الأمريكية" فيما يتعلق بالموقف من قضايا القدس واللاجئين والحدود والمياه ومعظم قضايا الحل النهائي في عملية التسوية. وبموازة ذلك، تحدثت المصادر عن وجود قناة سرية للتفاوض أطلق عليها "أوسلو2" تستضيفها عاصمة أوروبية خلال المرحلة القادمة، على الرغم من نفي السلطة الفلسطينية بشدة لهذه الأنباء. وأفادت المصادر أن مصر طلبت من الولاياتالمتحدة اتخاذ موقف واضح فيما يتعلق بقضايا الوضع النهائي، لاسيما القدس والحدود وطرحهما على الطرفين، على أن تلتزم واشنطن لاحقا الإعلان عن الطرف المعرقل لعملية التسوية. وطلبت القاهرة ضمانات بألا تعرقل واشنطن جهودا عربية باللجوء إلى مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتزاع قرارات فيما يخص مسيرة التسوية. وأفادت المصادر أن مشاورات جرت خلال الساعات الأخيرة بين واشنطن وعواصم عربية حول ما تردد عن مقترح أمريكي مسعى لبث الروح لمبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2003، خصوصا أنها تحتوي على حوافز مجزية لإسرائيل حال انسحابها من الأراضي العربية المحتلة. لكن الدكتور عبد الله الأشعل مساعد ووزير الخارجية السبق أبدى تشككه في وجود جهد أمريكي فاعل لتنشيط عملية السلام خلال المرحلة المقبلة. وعزا ذلك إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما ستبدأ خلال الأشهر القادمة الإعداد لانتخابات الرئاسة الأمريكية ولن يبقى لديها الجهد والوقت اللازمين لتنشيط عملية السلام، وبعد أن عجزت خلال هيمنتها على مفاصل القرار في تقدم لافت بشأن مسيرة التسوية. واعتبر في تعليق ل "المصريون" أن ما تردد عن وجود مسار جديد أو تنشيط مبادرة السلام العربية ما هو إلا مسعى لحفظ ماء الوجه الأمريكي وتبيض وجه إدارة أوباما في ظل فشلها الذريع في الضغط على إسرائيل لانتزاع تنازلات جادة.