أكدت الرئاسة الفلسطينية أمس عدم صحة ما تردد عن بدء حوار مع إسرائيل حول الشروط الخاصة بالانتقال إلي المفاوضات المباشرة, مؤكدة تمسكها بالسقف الزمني للمفاوضات غير المباشرة وضرورة تحقيق تقدم في ملفي الأمن والحدود قبل تحويلها إلي محادثات مباشرة. وفيما اتهمت حركة فتح إسرائيل بالسعي لتكريس الانقسام الفلسطيني قمعت قوات الاحتلال مسيرة بيت جالا الأسبوعية المنددة بالجدار العنصري, مما أدي إلي إصابة ستة من المشاركين فيها. ونفي مستشار الرئيس الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير محمد اشتيه علم السلطة الفلسطينية بما تردد عن بدء حوار بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل في الشروط الخاصة بالانتقال إلي المفاوضات المباشرة. وكانت مصادر دبلوماسية غربية كشفت عن أن المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل أوقف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, وبدأ الحوار مع الجانبين في الشروط الخاصة بالانتقال إلي المفاوضات المباشرة. وقال اشتيه في تصريح أمس: نحن لسنا ذاهبين إلي مفاوضات مباشرة إلا إذا استكملت الأمور بوضوح', مشددا علي ضرورة وجود تقدم في المسار التفاوضي غير المباشر في قضيتي الأمن والحدود. وأضاف: أنه لكي يتم الانتقال إلي مفاوضات مباشرة يجب ان يكون هناك وضوح في القضايا التي تضمنتها الرسالة التي بعثها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأوضح محمد اشتيه أن الإطار الزمني للمفاوضات غير المباشرة هو أربعة أشهر يتم الانتقال بعدها إلي مفاوضات مباشرة إذا حدث تقدم في القضايا المطروحة في المفاوضات غير المباشرة. وردا علي سؤال بشأن التجاوب الاسرائيلي وهل يسهم خلال الفترة المقبلة في الانتقال إلي مفاوضات مباشرة, قال مستشار الرئيس الفلسطيني' ان الحكومة الاسرائيلية بشكلها الحالي وبتركيبتها تسعي إلي تضييع الوقت, وذر الرماد في العيون, وتتحدث عن خطوات شكلية لبناء الثقة'. وأضاف: ان السلطة الفلسطينية معنية في المقام الأول بالتقدم في المسار التفاوضي بشكل حقيقي بقضيتي الحدود والأمن, موضحا انه حتي الآن لا يوجد أي تقدم يذكر في المسارين. وتابع: انه من الواضح ان الحكومة الإسرائيلية تضيع الوقت علي الفلسطينيين, ولا تريد للجانب الأمريكي ان يكون في العملية التفاوضية.. موضحا ان المفاوضات غير المباشرة تعني ان الولاياتالمتحدة طرف في المفاوضات. وحول الموضوعات التي سيركز عليها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط خلال زيارته المقبلة للمنطقة مع المسئولين الفلسطينيين, ذكر اشتيه: سنسمع من ميتشيل ماإذا كان هناك أي ردود ايجابية من الطرف الإسرائيلي بشأن الحدود والأمن, وبالتالي سنقيم المسار منذ بدايته حتي هذه اللحظة'. واستطرد: أنه يعتقد ان الرئيس الفلسطيني خلال زيارته لواشنطن قد تحدث مع الرئيس أوباما بكل وضوح. وقال: اننا لا يمكن ان نذهب إلي مفاوضات مباشرة دون وجود تقدم حقيقي في مسار التفاوض غير المباشر'. في غضون ذلك, اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بأن اسرائيل تواجه حصارا سياسيا, ورأي أن الطريقة الوحيدة لازالة هذا الحصار تكمن في طرح خطة سياسية وإجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين. ونقل راديو( صوت إسرائيل) أمس عن باراك خلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية قوله إن أهمية زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة تتجلي عندما نطلع علي مضمون البيانات التي صدرت في ختام هذه الزيارة. من ناحية أخري, قال المتحدث باسم حركة' فتح' أسامة القواسمي إن إسرائيل تكرس كل إمكانياتها السياسية والاقتصادية والإعلامية للابقاء علي حالة الانقسام الراهنة بين شطري الوطن, بهدف الإبتزاز وإضعاف الموقف الرسمي السياسي للقيادة الفلسطينية, وتمرير مشاريعها الاستيطانية توطئة لتصفية المشروع الوطني والمتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة بعاصمتها القدسالشرقية كوحدة جغرافية واحدة وأضاف القواسمي- في بيان لحركة فتح أمس- أن ملف المصالحة أشبع نقاشا, وهو بحاجة إلي توافر النوايا الصادقة والقرار السليم وتحمل المسئوليات الوطنية من قبل قيادة حماس, والإعلان الصريح عن قبولها بورقة المصالحة التي كانت ثمرة الاجتماعات بين قيادات حركتي فتح وحماس وبرعاية مصرية, وهو أمر ليس بحاجة إلي مزيد من المبادرات والأفكار, خاصة بعد تطمينات الرئيس محمود عباس بأخذ ملاحظات حماس في الاعتبار حين التوقيع. وأكد أن الشعب الفلسطيني بكل ألوانه السياسية, هو الخاسر الأكبر من عدم إنجاز الوحدة الوطنية واستمرار حالة الانقسام التي بدأت بانقلاب حماس علي الشرعية في صيف2007. ميدانيا, أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية القنابل الصوتية والغازية علي مسيرة' بيت جالا' الأسبوعية المناهضة لجدار الضم العنصري والاستيطان أمس, مما أسفر عن اصابة6 مشاركين. وأفاد عماد أبو نصار منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت جالا بأن جنود الاحتلال قمعوا المسيرة التي انطلقت من شارع كريمزان الجديد باتجاه الأراضي التي شرعت جرافات الاحتلال منذ فترة بتجريفها لصالح بناء الجدار العنصري, وأطلقوا القنابل الصوتية والغازية, مما أدي إلي إصابة6 مشاركين. وأوضح أن قوات الاحتلال تعمدت اطلاق القنابل الغازية والصوتية باتجاه منازل الفلسطينيين, الأمر الذي تسبب في حالة من الهلع والخوف بين صفوف المواطنين خاصة الأطفال منهم. وقال أبو نصار إن مواجهات اندلعت بين المواطنين المشاركين في المسيرة وجنود الاحتلال, استمرت لعدة ساعات وتخللتها عمليات ملاحقة ومطاردة للمواطنين الذين ردوا علي عمليات اطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع بالحجارة والزجاجات الفارغة. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان قد قال أمس ان اسرائيل لن تسمح لسفينة مساعدات أرسلتها جماعة ليبية بالوصول الي غزة بعد اكثر من شهر من قتل قوات كوماندوز اسرائيلية تسعة نشطاء في غارة في عرض البحر علي سفينة مساعدات تركية. وقال ليبرمان في تصريحات اذاعها راديو الجيش الاسرائيلي: أقولها واضحة لن تصل اي سفينة الي غزة. لن نسمح بالاضرار بسيادتنا', مشيرا الي الحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل علي القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الفلسطينية( حماس). وغادرت السفينة( امالثيا) التي ترفع علم مولدوفا واعيدت تسميتها( هوب) اليونان أمس الأول متجهة الي غزة في رحلة نظمتها جماعة خيرية يرأسها سيف الاسلام القذافي ابن الزعيم الليبي معمر القذافي. وذكرت الجماعة الخيرية ان السفينة تحمل2000 طن من الغذاء والدواء وانها تمتثل للاحكام الدولية.