لم يقف على اعتاب الحظ ينتظر رزقه بعد أن فقد عمله كمدير بأحد أكبر مطاعم الزمالك، وبحث كثيرا في مجاله دراسته وهو الاستشارات القانونية الخاصة بالبنوك دون جدوى، وبعد غلق جميع الأبواب بوجهه، لم يستسلم للبطالة وينعى قدره، ولكن استغل مهارته في طهي أشهى الأطعمة من حلو وحار وخبرته في فن الطهي والتغليف بصحة وإتقان، بجانب كيفية التسويق التى اكتسبها من السفر والعمل بأشهر مطاعم لندن ليبدأ مشروعه الصغير الخاص به. أحمد ناجي الرجل الأربعيني الذي عشق الطهي منذ صغره وكانت هواياته المفتون بها، مما جعله يترك دراسته بكلية الحقوق وسافر إلي لندن بعد أن قرأ إعلانا عن فرصة عمل بأحد المطاعم الشهيرة هناك، واكتسب خلال مدة رحلته التي بلغت ال 3 سنوات، الكثير عن فنون الطهي والتغليف والأمن الغذائي والجودة العالمية، حتى اضطر أن يعود مرة أخرى للقاهرة لاستكمال دراسته حتى لا يفصل من الكلية. بأنواع مختلفة من الأطعمة وقائمة وجبات جديدة "منيو" بشكل يومي، مغلفة ومعبأة بصورة نظيفة وصحية وجذابة، ينطلق ناجي ظهر كل يوم مستهدفا منطقتى التجمع الأول والرحاب تلك المناطق الراقية التي يحيط بها الكثير من مطاعم "الفاست فود"، لنفور البعض من "أكل" الشارع للشك في نظافة الأدوات وعدم ضمان طريقة تجهيز الطعام، بجانب عدم قدرة الغالبية منهم من إعداد الوجبات بأنفسهم، مما يجعلهم يرغبوا بأكل بيتي صحي ونظيف ومن شخص موثوق فيه. استطاع بمهارة وخبرة12 عامًا في المطاعم أن يغير مفهوم أكل الشارع، ورفع شعار" اللي ميعجبوش الأكل يرجعه"، متجاهلا التعليقات السلبية له ومنها " أزاي هتقف في الشارع تبيع وسط الناس اللي تعرفهم، وسنك كبير ليه تقف في الشارع"، مقتنعا بأنه طالما لا يفعل شئ خاطئ أو حرام، فالشغل لا يعيب صاحبه لأنه حلال. و بدأ من العام الماضي باستقطاع مبلغ صغير 500 جنيه ليشتري مستلزمات التعبئة والتغليف، وقام بتعريف الناس عليه حين وزع "ممبار" على المارة حتى يتذوقوا أكله ونوع من أنواع التسويق له، وبالفعل نجحت الفكرة وبدأت الطلبات تتزايد عليه. فاستغل قدرته في الطهي وتشجيع عائلته الذي كان حافزا له لبدء مشروعه، فكانت حلقة معارفه بداية انتشاره ثم تلت الزبائن الذين اشادوا به وعرفوه لإصدقائهم مما ذاع صيته كثيرا، ليأتي موقع التواصل الإجتماعي"فيس بوك" لينشر فكرة مشروعه، ويقوم بنشر قائمة الطعام التي يجهزها وينوي بيعها باليوم التالي، أو يتلقى طلبات خاصة فيقوم بتجهيزها ليأتي الزبون ويستلمها من مقر وقوفه المتعارف عليه. و أصبحت صفحته وسيلة التواصل بينه وبين الألف من الزبائن، بجانب أنه حصل على شهادة طبية من مديرية الشئون الصحية بمحافظة القاهرة، ونشرها على صفحته حتى يُطمئن بها زبائنه. يبدأ ناجي بإعداد بعض وجباته ليلًا والبعض الأخر صباحًا فيستيقظ في الثامنة ليطهو الطعام كله حتى يكون طازجًا ويقدمه لزبائنه ساخنا، ويقدم كل يوم حوالي " 5 أصناف حادق و4 حلو" محاولا إرضاء أغلب الأذواق. حاول ناجي أن يقدم وجباته بأسعار متاحة للجميع، قائلاً:" أنا مش بزود الأسعار لوحدي الدنيا كل يوم في زيادة ورغم ذلك فأنا بشيل جزء من الزيادة ولا أحمل الزبون الزيادة كلها وبزود حوالي 2 أو 3جنيه للوجبة". وفي النهاية أكد ناجي أنه فعل ما يطلب منه في هذه الحالة وهي الشهادة الصحية ولكنه يقابل المشاكل التي قد تعرقل مشروعه حين يوقفه أحد من الحي أو الأمن ويسأله سبب وقوفه وماذا يفعل، قائلاً:" لو الحكومة تخصص ليا مكان بساعات محددة وتعطي ليا تصريح بوقوفي في المكان ده و على استعداد ادفع رسوم كمان، علشان انا عرضة للمشاكل بوقوفي في الشارع".