عواصم- وكالات الأنباء: واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، سياساتها العدوانية فى سورياولبنان، متوغلة فى مناطق عدة ومخلفةً قتلى ودمارًا واسعًا، وفق ما أفادت به مصادر رسمية وإعلامية. فى سوريا، توغلت قوات الاحتلال فى ريف القنيطرة الجنوبى، حيث أقدمت قوة مؤلفة من سبع آليات عسكرية على دخول قرية صيدا الحانوت سالكة طريق المقرز وصولاً إلى سد المقرز، قبل العودة إلى تلة أبو جيثار، بينما توغلت قوة أخرى من ثلاث عربات فى تل الأحمر باتجاه منطقة رسم سند ثم إلى تلة أبو قبيس قرب عين زوان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا»، وتأتى هذه التوغلات فى سياق استمرار إسرائيل خرق اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، ما دفع سوريا إلى المطالبة بخروج القوات الإسرائيلية من أراضيها وتحميل المجتمع الدولى مسئولياته للضغط على تل أبيب للانسحاب. وسجلت بيانات ميدانية خلال العام المنصرم أكثر من 1200 عملية توغل إسرائيلية فى القنيطرة وريف درعا الغربى وريف دمشق، أسفرت عن سقوط 33 قتيلًا وعشرات الجرحى، إضافة إلى أكثر من 130 عملية اعتقال بحق الأهالي، وما يزال 44 معتقلًا فى سجون الاحتلال. كما دمرت قوات الاحتلال 28 منزلًا، بينها 15 فى الحميدية و3 فى الرفيد و10 فى الرواضي، وتضرر 20 منزلًا آخر فى بيت جن. وقد جرفت القوات الإسرائيلية أكثر من ألف هكتار من الأراضى، 60% منها حراجية ومحميات طبيعية، ومنعت الأهالى من الوصول إلى نحو 3900 هكتار من المراعى والأراضى الزراعية على طول الحدود. على الصعيد الأمنى، دمرت إسرائيل جميع الثكنات والمواقع العسكرية المتبقية من عهد النظام السابق على طول الحدود بعمق 4 كيلومترات، وأقامت 9 قواعد عسكرية، منها واحدة فى درعا و8 فى القنيطرة، إلى جانب نقاط عسكرية متقدمة فى جبل الشيخ. وسادت حالة من الترهيب بين السكان، تضمنت مداهمات ليلية، مضايقات على الحواجز، وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية. فى سياق آخر، وفى مدينة حلب شمال سوريا، ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات بين الجيش السورى وقوات سوريا الديمقراطية إلى 4 قتلى و9 مصابين، بعد هجمات متبادلة شملت قذائف هاون وراجمات صواريخ واعتداءات بالرشاشات الثقيلة على أحياء مأهولة بالسكان. وأدى القصف العشوائى إلى نزوح الأهالى فى أحياء الشيخ مقصود والأشرفية إلى مناطق أكثر أمانًا، فيما فرضت قوى الأمن الداخلى طوقًا أمنيًا لحماية المدنيين. أما فى لبنان، فقد أعلنت مديرية الجيش مقتل أحد جنودها متأثرًا بإصابته جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية فى بلدة القنيطرة التابعة لقضاء صيدا جنوبى لبنان، فيما سقط ثلاثة مدنيين آخرين فى الغارة نفسها. من جهتها، أعلنت إسرائيل مقتل ثلاثة عناصر قالت إنهم ينتمون إلى حزب الله، زاعمة تعاونهم مع وحدة الاستخبارات فى الجيش اللبناني. ويأتى هذا التطور فى ظل تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وسط تحضيرات إسرائيلية لما تسميه «هجوم واسع» على مواقع حزب الله، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر 2024، فى حين تواصل إسرائيل خرقه بشكل شبه يومي، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا واستمرار احتلالها لتلال ومناطق لبنانية منذ عقود.