وقف وحيداً داخل القفص ، إنتظر طويلاً سماع كلمة الفصل في إتهامه بالقتل ، حانت لحظة الحقيقة ونطقت المحكمة بحٌكمها ، ليجد "وجيه" نفسه مٌلزماً بقضاء العشر سنوات القادمة من عمره خلف قضبان السجن جزاءً لما إقترفته يداه ، لم يبد اي إعتراض على العقاب الذي أُنزل عليه ، ولعل مبرر ذلك إدراكه بأن توصيف الجٌرم المسند اليه ، والذي هو القتل بغير سبق و إصرار ، هو ما حمى رقبته من حبل المشنقة . تعود قصتنا لأغسطس 2013 ، حينما شد "وجيه" الرحال صوب منزل طليقته للإطمئنان على نجله ، خطت قدماه خطوتين داخل المسكن ، ليجد رجلاً برفقة زوجته السابقة كان قد دب الخلاف بينهما في الماضي القريب ، إستشاط الدم في أوردته ، وبلغ الحنق مبلغه ، ولم يٌشفى غليله الا عندما وقعت عيناه الغاضبتان على سكين أغرته لمعة نصله ، إلتقطته يداه وبكل ما أوتى من عزم سدد طعناته الى صدر غريمه فأرداه قتيلاً ، لفظ أنفاس عمره الأخيرة ، لتُكتب نهاية المشهد المأساوي بحروفٍ كان مدادها دماءُ سالت . شهود الواقعة لا يمكن بدء سرد أقوال شهود الواقعة الا ب"الطليقة" والتي كان بيتها مسرحاً للجريمة ، فأكدت "ايات.أ" بأن طليقها وجيه – العامل بشركة أدوية-، حضر الى حيث تقطن لمشاهدة نجلهما ، وانه حينما رأى المجني عليه أحرز سلاحاً أبيض "سكين" ، وجده بمسرح الجريمة ، وحين لاح له ضربه به على وجهه و طعنه بصدره ، قاصداً قتله بباعث الإنتقام . لم تكن "ايات " الشاهدة الوحيدة ، فشهد مسرح الجريمة ، تواجد "فاطمة . أ " الموظفة الأربعينية ، والتي أكدت في أقوالها بتحقيقات النيابة العامة بأنه تناهى الى سمعها نداء المتهم عند عودتها من العمل ، وشاهدته عندئذ محرزاً سلاحه المشار اليه ، ورأت المجني عليه مسُسجى بمسرح الحادث مٌدرجاً في دمائه ، مؤكدة بأن المتهم اقر لها بقتله المجني عليه . في ذات السياق قال محمود .ح ، بأن المتهم وبعد أن اقدم على فعتله ، حادثه هاتفياً مٌخبراً اياه تفاصيل الواقعة ، ليضيف لشهادته بأنه وبعد تلك المكالمة توجه لمسرح الحادث فشاهد المتهم محرزاً سلاحه و المجني عليه قتيلاً ، فأبلغ جهة البحث بالواقعة . مٌجري التحريات بالقضية ، النقيب أحمد ممدوح ، أكد أن تحرياته توصلت الى ان المتهم حال زيارته لطليقته ، تفاجأ بوجود المجني عليه ، فثارت حفيظته فطعنه بسكين قاصداً قتله ، فأحدث وفاته وبذلك بباعث الإنتفام لسابق الخلاف بينهما . ملاحظات النيابة العامة اثبتت النيابة العامة ، خلال قرار الإحالة ، بأن المتهم أقر بالتحقيقات انه تفاجأ بوجود المجني عليه رفقه طليقته بمسكنها ، فإنتشلل سلاحاً ابيض و أحدث إصابة المجني عليه ، لتشير الى ما ثبت في تقرير الصفة التشريحية ، بأن المجني عليه محمد صلاح ، تُعزى وفاته الى إصابات طعنية بالصدر أحدثت تهتك بالقلب و الرئة اليسرى و ما حدث من نزيف دموي غزير أدى لى لحدوث هبوط حاد في الدورة الدموية و التنفسية .