لقد كان عام 2011 من أعظم الأعوام التي مرت على أرض الكنانة.. وسيسجلها التاريخ بقدر ما تضمن من أحداث عظيمة تبعث على الفخر لشعب مصر العظيم.. وتضمن أيضاً أحداثاً تبعث على الحزن والأسى غير مبررة إلا اذا كانت بفعل فاعل يريد بها نشر الذعر والخوف.. والعمل على انقسام الأمة.. فلقد كان حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية في أول العام المنصرم. الذي راح ضحيته عدد من المصريين المسيحيين والمسلمين اختلطت دماؤهم وأشلاؤهم بصورة لم تفرق بين هذا وذاك.. أوجعت قلوب كل شعب مصر.. وكانت الخشية أن يكون ذلك نذير شؤم لما سيحل بالوطن من أحداث مدبرة من نظام حكم لما سيحل بالوطن من أحداث مدبرة من نظام حكم كان الأسوأ لما مر على البلاد وحكمها، لا يتورع عن حرق كل شىء وتدميره.. في سبيل البقاء في الحكم وتوريثه!! ولكن شاءت ارادة الله العلي العظيم.. أن يكون الرد.. بأسرع مما كنا نتخيل ونتمنى!! فلقد قامت ثورة 25 يناير المجيدة.. التي رآها العالم بأنها أعظم وأنقى ثورة قامت في التاريخ الحديث، ولقد كانت بالنسبة للمصريين كالنور الذي ينبثق من الفجر الساطع من ثنايا الظلام البهيم.. وانهار أمامها حكم الطُغيان والقهر في أيام.. وانكسر أمامها الطغاة. وأراد الله أن يكشف المستور وأن عصابة كانت تحكم البلاد وتسرق كل مقدراته.. وتخون عهد الوطن وتضيع مصالحه. فكان اقصاء الرئيس المخلوع وعائلته الفاسدة، وزمرته بصورة غير متوقعة على يد الثورة، ونزول الجيش لحماية الثورة حدث هذا بمنتهى السلاسة العقلانية من جميع الأطراف من الثوار الذين انضم لهم الشعب والجيش!! ولذلك مهما ظهرت من سلبيات واحتدمت خلافات حول تسيير الأمور، علينا أن نتذكر الايجابيات التي لم نكن نحلم بوجودها أو تحقيقها.. منذ عام كانت ينظر إليها كضرب من ضروب المستحيل.. ولا ترتقي أمانينا لأحداثها أبداً!! ولنتذكر الحقيقة الراسخة التي يجب ألا تغيب عن أعيننا.. بأن فقدان الثقة بين الاطراف التي قامت بالثورة وحافظت عليها.. ستجر وابلا من الانتكاسات لا مبرر لها خاصة، ونحن في خضم انتخابات مجلس شعب، وانتخابات مجلس شورى وانتخابات رئيس للجمهورية.. حدد لها أن تجرى خلال 6 أشهر.. والأهم من ذلك اعداد دستور يليق بشعب مصر وبوطن عظيم، كان النظام الذي أُسقط يعمل بكل جهد لتشويه الدستور بتعديلات حولته الى «لا دستور» حتى يُجهز المسرح السياسي الى الوريث.. الذي كان يعد نفسه وزمرته من الفاسدين الجهلاء.. للقضاء على ما تبقى من الكرامة الوطنية.. وكان يعد نفسه لتسليم البلاد لقمة سائغة الى اسرائيل ليضمن بقاءه على رأس الحكم.. وقولته المشهورة بأنه لا يهتم بإرادة الشعب المصري الرافضة له.. ولكن يهتم برضا وموافقة اسرائيل وأمريكا.. وهذا يكفيه.. أما الشعب المصري - في تفكيره الضيق - وكما جاء في مقولته.. فهو تحت السيطرة «بالطبع سيطرة القهر والاستبداد». لذلك لو نظرنا فقط الى الصعاب التي قابلتنا في عام 2011 الماضي، ومازالت تجابهنا.. سيكون أمراً غير منصف لثورة بهذا القدر من القيمة والأهمية.. ومن المؤكد أننا سنصبح واهمين.. لو توقعنا أن مكاسب الثورة ستقدم الينا على طبق من ذهب.. بدون أن ندفع ثمنا غالياً مرة.. ومرات. ولسنا بحاجة لاسترجاع مسار الثورات الاخرى في الماضي والحاضر.. حتى نشعر بالفخر. وحقيقة الأمر نحن من حقنا كشعب مصر ان نزهو بقيمة ما قمنا به.. وما بذل من تضحيات في سبيل استعارة حريتنا والكرامة الوطنية ونشر العدل للجميع.. حتى نتبوأ ما كنا عليه من مكانة.. قبل فترة حكم الظلام والإظلام والسلق!! الكلمة الأخيرة إن أهم انجازات ثورة 25 يناير.. انها حررت الارادة الوطنية وأعادت ثقتنا في أنفسنا.. وقضت على حافز الخوف، وكل ذلك كافٍ.. لنبدأ عام 2012 مستبشرين.. متفائلين ليس فقط لتحقيق أهداف الثورة كاملة.. بل لصنع المعجزات التي تليق بشعب مصر!!