كرامة... المصرى بقلم : د. كاميليا شكرى منذ 32 دقيقة 29 ثانية أحد أهم الشعارات التى أطلقتها.. أنقى وأشرف الثورات... ثورة 25 يناير كان «حرية كرامة عدالة اجتماعية» والمتمعن فى هذا الشعار يتيقن فداحة ما ارتكبه النظام الفاسد السابق.. فى حق الشعب المصرى خلال الثلاثة العقود الماضية تحت حكم بوليسى.. استخدم كل وسائل القهر والاستبداد إلي حد امتهان الكرامة الانسانية والفعل.. وسلب الأمن والأمان من حياة المواطن المصرى.. فأصبح لا يدرى ماذا ستحمل له الأيام فى حاضره ومستقبله.. وأصبحت «الحرية» بعيدة المنال. وأما بالنسبة لكرامة المواطن فلقد تفنن النظام الفاسد السابق وبطانته من الجهلاء واللصوص فى الإمعان فى التقليل من شأن المواطن المصرى وقيمته.. إلي الحد الذى دعا الكثيرين ليس فقط من أبناء الوطن ولكن من العالم الخارجى يرددون.. ماذا حدث للمصريين.. وهل حدث تحوير وتحول فى الشخصية المصرية.. بحيث اصبحت مستكينة تتحمل ما لا يتحمله بشر من شرذمة من الجهلاء المتعصبين لمقدرات البلاد وثرواتها وتجريفها من كل من له قيمة فيها حتي آثارها وتحفها.. فهل يعقل أن يخرج رئيس وزراء مصر فى النظام، الذى اسقط ليصرح بكل بجاحة فى الدول الأجنبية أن المصريين غير مؤهلين لممارسة الديمقراطية. ملاحظة.. بالرغم أن مصر من أوائل الدول فى العالم وقبل دول اجنبية التي عرفت البرلمان ممثلاً فى مجلس شورى القوانين عام 1866). كذلك السبب المهين الذى كان يردده دائمًا رأس النظام المخلوع.. عندما كان نسأل من قادة العالم الخارجى لماذا لا يعين نائبًا له.. فكانت الاجابة الحاضرة أنه لم يجد شخصًا مؤهلاً يمكن أن يختاره لشغل هذا المنصب الهام.. شىء هزلى. فلم يكن يهتم أن هذه الاجابة تقلل من قيمة وكرامة الشعب الذى يحكمه والذى يتألف من أكثر من 85 مليون مواطن.. وبالطبع اهتدى فى السنوات الأخيرة إلي ضالته المنشودة التي رآها فى صفات ابنه «الوريث»... والذى كان يتصرف وكأن مصر العظيمة من ممتلكات العائلة.. ولا يتحرج فى التصريحات بأن ابنه يساعده فى إدارة شئون البلاد.. وكأننا لسنا فى دولة مؤسسات نظامها جمهورى!! ان استهانة رأس النظام الفاسد بكرامة الشعب المصرى شجعت بعض الدويلات متناهية الصغر لا يزيد تعداد مواطنيها علي جزء صغير من أحد أحياء القاهرة.. نعم.. نشجع البعض من مواطنيها على التدخل فى إرادة شعب مصر العظيم.. باعتبار أن الرئيس المخلوع مازال الرئيس الشرعى لمصر.. شىء لم يحدث من قبل فى أى بقعة من العالم.. شىء يضحك ولكن محزن لما وراءه من عدم تقدير ما يرتكب فى حق شعب بقيمة وقامة الشعب المصرى فلا يستغرب أن الحاكم الذى خلع.. أراد تقديم بلده حتي تتناسب مع من كان يهيئه لكم مصر. إن ثورة 25 يناير.. هى الثورة التي لا مثيل لها.. وتداعيات المرحلة الانتقالية.. مازالت يضرب بها المثل فى التعقل والشرعية حتى فى محاسبة ومحاكمة الفاسدين الطغاة. وإذا كان هناك بطء فى إدارة الشئون للدولة.. وإذا كان هناك انفلات فى بعض الأحداث..، ولكن لا يصل إلي وضع كارثى يخشى منه على البلاد. إن أهم ما حققته (ثورة 25 يناير) انها اعادت بالفعل الشعور المتأصل بالكرامة لدى المواطن المصرى.. فالكرامة أحد مكونات الشخصية المصرية الأصيلة ولذلك كانت المقولة التى يرددها الجميع الآن: «ارفع رأسك.. انت مصرى»!!! الكلمة الأخيرة مازلت أكرر أن عقارب الساعة.. أبدًا.. لن تعود إلي الوراء.. فالمصرى الذى حقق معجزات التاريخ الانسانى، وحافظ عليها للبشرية على مدى (70 قرنًا) لن يعجز عن إعادة بناء مصر التي كانت وستكون محور ملتقى أنظار العالم فى المستقبل القريب بإذن الله!!!