وسط هدوء الصباح المعتاد انبعثت أصوات أنين من الغرفة الصغيرة القابعة فى زاوية من البيت، اخترقت الصرخة إذن الأب فانتفض لاستكشاف مصدر الصوت، فوجد صغيرته معلقة من رقبتها فى سقف الغرفة لتكتب بيدها نهاية مأساوية لظلم زوجة أبيها لم يتمالك الأب نفسه من هول الصدمة فسقط مغشياً عليه ووقفت زوجه الأب فى حالة ذهول فى جانب من الغرفة وبدأت فى إطلاق الصرخات.. تجمع الجيران على مصدر الصوت ليجدوا الطفلة معلقة فى سقف غرفتها. خلال فترة قصيرة اكتظ المكان برجال الشرطة وسيارة الإسعاف.. الكل كان يتهامس.. ولسان حالهم يقول كيف تقرر الطفلة الانتحار، وما الذى دفعها إلى التخلص من حياتها بالرغم من حداثة سنها... الكل كان يقف وقد انتابهم حالة من الحزن وهم يشاهدون رجال الإسعاف يخلصون رقبة الطفلة من حبل مشنقتها لتوضع فى سيارة الإسعاف... وبعد وقت قصير تمكن رجال الإسعاف من إفاقة والد الضحية الصغيرة.. وبعد أن تمالك نفسه... أكد أنه السبب الرئيس الذى دفع ابنته إلى الانتحار خاصة بعد أن تركها لزوجته الجديدة تعاملها كخادمة فى البيت وليست ابنه صاحب البيت. بدأ الأب فى سرد قصته التى انتهت بالمأساة قائلاً.. تزوجت منذ سنوات من والدة ابنتى الوحيدة كانت الحياة هادئة جداً... حتى رزقنا الله بابنتى... وحصلت على فرصة عمل بإحدى الشركات الكبرى.. كنت أشعر بالاستقرار الأسرى والمادى لكن دوام الحال من المحال فقد خسر صاحب العمل أموالاً طائلة نظراً لتدهور الأوضاع الاقتصادية بالبلاد فقام بتصفية العمل وجمع أمواله وسافر إلى الخارج وبين ليلة وضحاها أصبحت أعيش دون مصدر رزق.. بحثت عن فرص عمل كثيراً لكن جميع محاولاتى باءت بالفشل بدأت الخلافات تعرف الطريق إلى بيتى الهادئ وبسبب أزماتنا المالية فوجئت بزوجتى تترك منزل الزوجية لتقيم لدى والدها، حاولت أن أرسل إليها بعض الوسطاء لتهدئة الوضع بيننا لكنها رفضت العودة والوقوف إلى جانبى وأصرت على طلب الطلاق.. أعلنت عدم موافقتى وبدلاً من أن تراجع نفسها فوجئت بها تقوم برفع دعوى خلع ضدى وبالفعل تم الانفصال وبعد عدة أشهر تمكنت من الحصول على وظيفة صغيرة وتعرفت على إحدى الفتيات التى تعاطفت مع ظروفى ووافقت على الارتباط بى وبالفعل تزوجنا وجاءت ابنتى للإقامة معنا كنت أحبها بشدة فقد كانت بالرغم من حداثة سنها كانت خلوقة ومؤدبة كل من كان يقابلها كان يشيد بها.. لكن زوجتى الجديدة كان لها رأى آخر كانت تعاملها بقسوة شديدة وللأسف لم أقف أمامها أو أحاول منعها... بالرغم من علمى أنها كانت تعتدى عليها بالضرب بيديها وبالحزام وفى بعض الأحيان كانت تقوم بحرق جسدها بأعواد الكبريت بحجة تربيتها وبالرغم من شكوى ابنتى من سوء المعاملة لكنى لم أهتم... يبكى الأب لم أتوقع أن تكره ابنتى حياتها لدرجة أنها تقرر التخلص من حياتها!.