إذا أردت شراء قائمة احتياجاتك اليومية فحتما ستحتاج إلى جولة كبيرة حتى تتمكن من ايجادها بالسعر المناسب، وهذا أصبح حال أغلبية المصريين بعد موجات ارتفاع الأسعار وتحرير سعر الصرف وتراجع القيمة الشرائية للجنيه فى مواجهة العملات الأجنبية. حاولت «الوفد» القيام بجولة للبحث عن السعر المناسب لكثير من المنتجات وكانت النتيجة أن كل يقرر السعر حسب أهوائه ونادرا ما يلجأ لضميره. بداية من الخضروات تحكى البائعة «راوية .ج» أن سعر الطماطم متغير من تاجر لآخر وهو ما ينطبق على البصل والبطاطس والفلفل الأخضر، حيث تبيع الطماطم ب2 جنيه فقط، والبصل ب5 جنيهات والفلفل ب6 جنيهات، والبطاطس 5 جنيهات. وأشارت إلى أن الأسعار متغيرة فى السوق فالبعض يستغل حالة الغلاء العامة ويقومون برفع الأسعار. ذهبنا إلى أخرى تدعى نادية محمد لنجد سعر الطماطم يصل الى 3 جنيهات ونصف والبطاطس 6 جنيهات والبصل 8 جنيهات والبطاطس 7 جنيهات. وردا على أن اسعارها مرتفعة، قالت: اللى مش عاجبوا ميشتريش ويروح يدور على الرخيص، كل الأسعار ارتفعت ومن الطبيعى تأثر الخضروات هى الأخرى. بائعة خضروات أخرى تبيع الطماطم بخمس جنيهات والبصل ب8 جنيهات والبطاطس ب7 جنيهات. أما عن المحلات التجارية لم يختلف الأمر كثيرا فهناك أسعار متفاوتة بين المحلات المتجاورة فى نفس الشارع الواحد، واختلف الجميع حول الأسعار ولكنهم اتفقوا على عدم وجود سكر ، كما لاحظنا ارتفاعا فى الأسعار بالمحلات التجارية بخلاف السلاسل التجارية التى تحاول توفير السلع بأسعار أقل. بالنسبة للزيوت فتتراوح أسعارها بين 15 جنيها و20 جنيها للعبوة وهو ما تعرض له الأرز الذى تراوح سعره من 7 إلى 9 جنيهات، أما منتجات الألبان، فقد أثارت غضب الكثيرين نتيجة الزيادة البالغة التى تعرضت لها حيث وصل سعر كيلو اللبن الى 10 جنيهات والجبن من 2 جنيه ونصف الجنيه للعبوة 350 جراما إلى 6 جنيهات ونصف الجنيه. أما عن الجبن الرومى فقد وصل الكيلو الى 80 جنيها وهو ما يحقق زيادة بنسبة 110%، كما تعرضت للغلاء فى اليوم نفسه أكثر من مرة، فضلا عن الحلوى التى زادت بنسبة 50% و100%. وشهدت حفاضات الأطفال حالة من الجنون حيث وصل سعر إحداها إلى 180 جنيه و200 و220 كما اختلفت الأسعار الخاصة بها من مكان إلى آخر، فالبعض حرص على تقديم عروض للتشجيع على الشراء وآخرون لجأوا لإضافة زيادة على الزيادة المقررة. أما الجملة الأوفر حظا فى التكرار لكل مكان ترددنا عليه فهي «اشتريها دلوقتى أحسن عشان هتغلى بكرة». أما عن الأجهزة الكهربائية فقد توجهنا إلى أحد المحال لنسأل على سعر الخلاط الكهربائى الموجود على أحد الأرفف ليقول لنا البائع «مش ببيع تعالى بكرة لما ييجي السعر الجديد»، وكلما سألنا عن منتج تكررت نفس الجملة. أما عن المخبوزات فقد لجأت الأفران إلى تقليل كمية الشراء للجنيه وتصغير حجم العيش الفينو والبلدى أيضا كما تأثرت جودة انتاجه أيضا. فيحكى الحاج سيد مصطفى أن هذه الخطوات طبيعية من جانب أصحاب الفرن نتيجة الغلاء فى الخامات المستخدمة بعد غلاء الزبدة النيوزلاندى للكمية المستخدمة من 120 الى 200 جنيه فى نفس اليوم واختفاء السكر أيضا وهو ما أثر سلباً على الإنتاج جودة وسعرا. وفى نفس السياق، أكد أحد مسئولى السلاسل التجارية الكبرى أن السبب فى هذه التغيرات وارتفاع الأسعار يعود إلى تخزين تجار الجملة للسلع الغذائية لتعطيش السوق وبيعها فيما بعد بسعر أكبر وخاصة فى الأجهزة الكهربائية. ولفت إلى أن هناك تجارا فى المحلات التجارية والمقاهى يحاولون استغلال عروض السلاسل التجارية بشراء كميات منها ولكن نرفض ذلك الأمر. وأوضح أن حالة البيع والشراء انخفضت كثيرا عن ذى قبل بسبب ارتفاع الأسعار وحالة ارتباك الأسواق . كما أوضح «ممدوح . أ» بائع بمحل تجارى أن «السوبر ماركت» وأى محل تجارى تحول الى ملجأ للشكوى من ضيق الحال فكلما تفاجأ مستهلك بسعر جديد لسلعة تثار شجونه وقد يبكى بعضهم ويذهب دون شراء، وأشار إلى أن هذا الحال لم يمس المواطن فقط ولكن للتجار أيضا تأثروا كثيرا فالجميع تعرض لضغط مفاجئ والكبت داخل الجميع، مضيفا أن بعض التجار يحاولون تقليل هامش الربح لترويج بضائعها ومع ذلك هناك ركود بالأسواق. ومن جانبها لم تتمالك زينب محمود مواطنة دموعها التى انهمرت بمجرد سؤالها عن الأسعار وبحثها عن السعر المناسب قائلة «سعر مناسب أية أقل سعر فى أى محل فهو بردو غالى أقسم بالله ما لاقيين نأكل واللحمة دى اتمنعت فى بيوتنا واعتمادنا كله على التموين رغم زيادته هو الآخر، وكل مدى ويتم تخفيف السلع به حتى أصبح مجرد ديكور ووهم». وأضافت فريدة حسن «مواطنة» أن الأسعار أصبحت حديث كافة المواطنين سواء غنى أو فقير، فالجميع وقع تحت تأثير تحرير سعر الصرف، مشيرة إلى أن الأطباء عملوا على زيادة سعر الكشف الخاص وأشارت إلى قيام أحد الأطباء بزيادة كشفه من 100 الى 250 جنيها قائلة «هنجيب منين الأسعار غليت والمرتبات زى ما هيه» وقالت منى عبدالسلام «أنا لو السلعة مش موجودة فى المجمع مش بشتريها إحنا غلابة منقدرش على اسعار المحلات والسلاسل التجارية».