جنون الأسعار يهزم حكومة الانقلاب.. والمواطنون: نسألكم الرحيل

«ربات البيوت»: لا نجد من يسمعنا.. ولم تمر علينا هذه الأيام من قبل!!
ملابس الشتاء ارتفعت 40% عن العام الماضى.. والمحلات لا تجد «الزبون»
«التجارية»: أوكازيون الصيف «وهمى».. وارتفاع غزول القطن إلى الضعف
«الطماطم» تتحدى أسعار «الاسترشادية».. والكيلو يرتفع إلى 5 جنيهات
40% ارتفاعًا فى الخضروات.. و20% للحوم.. ومواد البناء «فى الطالع»
تجار: حديث الحكومة عن التسعيرة «أونطة وكلام مكاتب»
صناع الأثاث يهددون ب«ثورة جديدة» بسبب ارتفاع أسعار الخامات
يواصل جنون الأسعار تحديه المواطن البسيط ويقتله ببطء وسط غيبوبة من حكومة الانقلاب؛ إذ شهد مؤشر أسعار جميع السلع بكل المحافظات ارتفاعات غير مسبوقة، بل وصل الأمر إلى ارتفاع أسعار الملابس مع دخول فصل الشتاء؛ ما يجعل مصيرك تحت حكم الانقلابيين بين الجوع والتعرى.
فوفقا لتقرير الغرفة التجارية، ارتفعت أسعار الخضروات بنسبة 40%، والفاكهة 20%، واللحوم 20%، والحبوب والبقول 1٫8%، كما شهدت أسعار الجبن والألبان والبيض ارتفاعا نسبته 1٫1%، والزيوت والمسلى 4% ومجموعة البقالة 4%، واستقرت أسعار المنظفات الصناعية عند أسعار سبتمبر، وشهد الأسمنت زيادة ب6٫2% وارتفع سعر حديد التسليح 9%.
كساد فى سوق الملابس
ومن سوق الغذاء إلى الملابس، اعترف على شكرى نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية بوجود أزمة ملابس العام الجارى، مؤكدا أن نسبة زيادة أسعار الملابس الشتوية هذا العام ترجع إلى ارتفاع أسعار خامات قطاع الملابس «غزول القطن» إلى أكثر من 100%، وهو ما يخلق أعباء إضافية على المنتج النهائى.
وأضاف شكرى أن أسواق الملابس ستشهد كسادا غير مسبوق خلال الفترة الحالية، وهو ما يضر بمبيعات التجار، مستغربا فرض الحكومة رسوم إغراق على الغزول رغم أنه لا يوجد إنتاج محلى لتلبية احتياجات السوق، وتقريبا معظم ما يتم إنتاجه يصدر إلى الخارج، وتُفرض رسوم إغراق على الغزول يكون مردوده سلبيا فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد حاليا.
الأثاث فى مهب الريح
ومن الملابس إلى صناعة الأثاث؛ حيث هدد صناع الأثاث بدمياط بعودتهم إلى الاحتجاج مرة أخرى بعد ارتفاع أسعار عدد من المواد الخام الاستراتيجية؛ إذ ارتفعت أسعار الأبلكاش الكور من 39 إلى 40، والخشب البياض من 1750 حتى 2000 للمتر، والزان الأبيض من 1600 حتى 1900جنيه للمتر؛ ما دفع أصحاب الورش إلى غلق مصالحهم.
من جانبه، أكد محمود البربير منسق «ائتلاف من أجل صناع الأثاث»، أنه لا مبرر لرفع التجار أسعار الأبلكاش، خاصة أن الدولار انخفض ثمنه، وهدد بتنظيم تظاهرات حاشدة وعودة ثورة صنّاع الأثاث من جديد حال عدم خفض الأسعار.
جولة ميدانية
تجولت «الشعب» فى عدد من أسواق الخضر ومحال الملابس للوقوف على الأزمة من قرب ومدى تأثيرها فى المواطنين البسطاء، كما استطلعت آراء الشارع فى الأزمة، الذى أكد أن كل ما تقوم به الحكومة الحالية «كلام وبس»، كما رصدت الجولة السريعة حالة من الركود والكساد فى محال بيع الملابس وإقبال المواطنين على باعة الأرصفة والباعة الجائلين؛ للانخفاض النسبى فى أسعارها.
فى البداية، ذهبنا إلى محلات الملابس فى العتبة ووسط البلد؛ حيث يقول أشرف العربى (شاب، بائع فى أحد محال ملابس الأطفال)، إن دخول فصل الشتاء يعد موسما له بعد الركود الذى صاحبه فى الأشهر الماضية، وإنه بدأ الاستعداد لهذا الموسم الشتوى منذ وقت مبكر، لكن يشير إلى أن هذا الموسم مختلف بسبب انخفاض الإقبال.
وأوضح أن الأسعار تختلف حسب نوع وجودة المنتج، إلا أن فى أسعار الملابس الشتوية ارتفاعا، وتتراوح الأسعار بين 100 و300 جنيه، خاصة أسعار (الجواكت).
التجار: لا مصلحة لنا
توجهنا إلى أسواق الخضر فوجدنا ارتفاعا ملحوظا رغم الأسعار الاسترشادية التى وضعتها الحكومة، وقال التجار إن تلك التسعيرة فُرضت دون دراسة مسبقة؛ إذ لاحظنا ارتفاع سعر كيلو الطماطم ليصل إلى 5 جنيهات، فيما سجلت البطاطس من 5 إلى 7 جنيهات للكيلو، والبصل تراوح بين جنيهين و3 جنيهات للكيلو، والكوسة بين جنيهين و2.5 جنيه للكيلو.
التقينا محمد النوبى أحد تجار التجزئة الذى أكد بدوره أن ارتفاع الأسعار بسبب التجار الذين يشترون منهم من الأسواق، وأنهم لا مصلحة لديهم فى ذلك، خاصة أن مع ارتفاع الأسعار يتقلص عدد الزبائن.
كذب فى كذب
التقط طرف الحديث تاجر آخر، قائلا: «كلام الحكومة كله كذب، فقالوا إن البامية ستنزل إلى 6 جنيهات فى التسعيرة. نحن نشتريها من التاجر ب11 جنيها؛ فكلام الجرائد والتليفزيون (أونطة)»، ويضيف: «إذا كان البياع عاوز يبيع رخيص وفروا له المشالات لأن نصف مكسبه يضيع فى المشالات، بالإضافة إلى الإتاوات التى تؤخذ منه طوال الطريق».
يوضح سلامة أحمد تاجر خضر: «هناك كثير من الأسر لا تستطيع الشراء بالأسعار؛ فهى مرتفعة وتفوق طاقة المواطن العادى؛ لذا تلجأ إلى تخفيض الكميات التى تستهلكها؛ الأمر الذى يؤدى إلى ركود السلع، مشيرا إلى أن الأسعار مرتفعة، بسبب تكاليف النقل، وأن محاولة الحكومة تطبيق الأسعار الاسترشادية لن تجدى نفعا؛ نظرا إلى صعوبة التطبيق؛ بسبب اعتماد الأسعار على زيادة المحصول وحجم الإقبال.
غياب الرقابة
لكن معاناة المواطن البسيط أصعب كثيرا من التاجر والبائع؛ فهو الذى يدفع الثمن. توجهنا إليه وٍسألناه عن الوضع اليومى للمأساة، فتقول عائشة (ربة منزل) إنها زوجة موظف وليس لديهم دخل آخر، وارتفاع الأسعار يجعلها تعيش فى حالة من التقشف؛ فهى من أسرة مكونة من 5 أفراد، وتتابع يوميا قائمة الأسعار التى تعلن عنها الحكومة، وعندما تتوجه لشراء الخضروات من السوق تجد أسعارا مختلفة تماما، «والحكومة تعيش فى واد ونحن فى واد آخر»، على حد قولها.
وأضافت: «الأسعار ارتفعت بمعدل الضعف منذ بدء تطبيق التسعيرة؛ فالطماطم كانت تباع بجنيهين للكيلو، والبطاطس ب5 جنيهات للكيلو، ومنذ تطبيق التسعيرة فوجئنا بارتفاع أسعار الطماطم إلى 5 جنيهات، والبطاطس إلى 7 جنيهات للكيلو»، مشيرة إلى أنه لا حملات حقيقية لضبط الأسواق وجشع التجار.
مش لاقيين ناكل
تشير سعاد ربيع (موظفة) إلى أن «الأسعار (مولعة)، وكل يوم بتزيد: البطاطس ب6 جنيهات، والقلقاس ب7 جنيهات، ومش عارفين نعمل إيه. أنا عندى 3 أطفال، وعلشان تجيب كيلو لحمة هتلاقيه ب70 جنيه، والدخل (اللى جاى أد اللى رايح ويمكن أقل)».
وتضيف: «السنة الماضية كانت أرخص والبلد شغالة. أما الآن فهما قاعدين على الكراسى وإحنا (مش لاقيين ناكل)»، متسائلة: «من أين لى مواكبة ارتفاع الأسعار وراتبى لا يتعدى 700 جنيه بعد أكثر من 15 سنة عملاً بالوزارة ولدى 3 أولاد ؟!».
سامية (ربة منزل) قالت: «إن أسعار الخضروات ارتفعت ارتفاعا كبيرا جدا، ولا نعرف ماذا نفعل فى هذه الدولة؟! من أزمة إلى أزمة، ولا نجد من يسمعنا؛ فالتسعيرة الاسترشادية لم تأت بأى جديد، والأسواق لا تزال مشتعلة، ونلجأ إلى التقشف نتيجة هذه الظروف الصعبة».