قالت صحيفة إسرائيلية إن تل أبيب سعت بكل قوة لإجهاض صفقة السلاح بين الولاياتالمتحدة والسعودية التي جرى توقيعها الخميس الماضي بسبب مخاوفها من أن تؤدي إلى الإخلال بتفوق سلاح الجو الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، أو أن تصبح تصبح في نهاية المطاف هذه الطائرات موجهة ضد إسرائيل. ونقلت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله :إن" إسرائيل بذلت قبل عام محاولات كثيرة لإحباط صفقة السلاح بين أمريكا والسعودية ، والتي تبلغ قيمتها 29,4 مليار دولار، وبموجبها ستزود واشنطن سلاح الجو السعودي ب 84 طائرة مقاتلة من طراز (أف 15 اس أيه) التي تنتجها بوينغ وتعتبر متطورة جدًا ومن أفضل الطائرات في العالم من حيث قدراتها، وتقوم بتحديث 70 طائرة مقاتلة أخرى. وأوضحت الصحيفة أن المصدر أكد أن سبب معارضة إسرائيل للصفقة يعود إلى تخوفها من أن تؤدي إلى الإخلال بتفوق سلاحها الجوي في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن إسرائيل قدمت عدة تحفظات على الصفقة إلى الإدارة الأمريكية لكن الأخيرة أكدت أنها معنية بتقديم مساعدات عسكرية إلى السعودية بهدف تعزيز قدرة سلاحها الجوي في مقابل إيران، ونقل رسالة رادعة إلى السلطة الإيرانية. وشدد المصدر على أن الطائرات المقاتلة المتطورة التي يراد لها أن تكون موجهة ضد إيران يمكن أن تصبح في نهاية المطاف موجهة أيضًا ضد إسرائيل . وعلمت "هآرتس" أن ثمة مخاوف كثيرة تساور المؤسسة الأمنية في إسرائيل من الصفقة، في مقدمها احتمال إقدام طيار سعودي على عملية "انتحارية" جوية انفرادية ضدها وذلك تحت وطأة التأثر بالدعاية الكبيرة التي يمارسها تنظيم القاعدة في المملكة، وخصوصًا أنه كان هناك في السابق اتفاق بين الأمريكيين والسعوديين يقضي بعدم مرابطة طائرات مقاتلة في قاعدة تبوك الجوية السعودية القريبة نسبيًا من إيلات جنوب إسرائيل لكن السعوديين نقضوا هذا الاتفاق وسمحوا بين الفينة والأخرى لأسراب طائرات من طراز (اف 15) بأن ترابط في هذه القاعدة، فضلا عن مرابطة طائرات مقاتلة متطورة أخرى من صنع أوروبا.