اختلفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس حول سبب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غداً واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ففي حين أكدت صحيفة هاآرتس العبرية أن الزيارة تهدف إلي منع واشنطن من تزويد السعودية بطائرات مقاتلة من نوع ال"إف 15"، ومناقشة "الخطر الإيراني" رأت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الهدف الأساسي من الزيارة هو مناقشة موضوع الاستيطان والعملية السلمية مع الفلسطينيين . وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس إن زيارة بنيامين نتنياهو- رئيس حكومة تل أبيب- واشنطن غداً سيكون من بين أهدافها منع صفقة عسكرية تقوم بموجبها الولاياتالمتحدةالأمريكية بتزويد السعودية بعشرات المقاتلات الجوية الحديثة من طراز "إف 15" بالإضافة إلي قيام واشنطن بتحسين وتطوير حوالي 150 طائرة من نفس النوع يملكها الطيران الحربي السعودي منذ مدة وفقاً لتقرير صادر عن الصحيفة . ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسئولين أمنيين بتل أبيب قولهم إن إسرائيل سعت خلال الفترة الماضية إلي منع هذه الصفقة مبدية عدداً من التحفظات علي إجرائها ، موضحين أن إيهود باراك- وزير الدفاع- كان قد ناقش موضوع الصفقة مؤخراً مع نظيره الأمريكي روبرت جيتس وجيمس جونز- مستشار الأمن القومي بواشنطن-، كما تمت مناقشة نفس الموضوع خلال لقاء عُقد في 24 من يونيو الماضي بتل أبيب بين كبار مسئولي الجهات الأمنية المختصة وبعثة أمريكية برئاسة ميشيل فلورنوي- نائب وزير الدفاع الأمريكي. وحول مخاوف تل أبيب من إتمام الصفقة أكدت المصادر الإسرائيلية أن الطائرات ستعززمن قدرة وكفاءة سلاح الطيران السعودي حتي إن كانت تلك الطائرات أشبه بسلاح ردع ضد طهران في أي مواجهة مستقبلية محتملة بين السعودية وإيران، مضيفين في تصريحاتهم لهاآرتس أن "هذه الطائرات موجهة اليوم ضد إيران لكن غداً قد توجه ضدنا"، موضحين أن تل أبيب قد توافق علي إجراء الصفقة العسكرية بشرط تزويد الرياض بأنواع أقل تطوراً من الأنواع الموجودة بحوزة سلاح الجو الإسرائيلي وأن يتم تزويد السعودية بمقاتلات دون منظومات تكنولوجية من شأنها أن تمس بتفوق طيران تل أبيب. وتأتي محاولات تل أبيب لمنع صفقة الطائرات في الوقت الذي سيحصل فيه طيرانها قريباً علي طائرة مقاتلة متطورة من نوع " في 22" التي تم استخدمها من قبل الولاياتالمتحدة في كل من العراق وأفغانستان ، وفقاً لما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير لها أمس ، موضحة أن الطائرة الجديدة تحمل عدداً من السمات التكنولوجية القتالية. وعن مميزات ال"في 22" قالت يديعوت إنها من أكثر طائرات العالم الحربية تقدماً ، كما أن أجنحتها مزودة بشفرات تمكنها من تغيير زاويتها عند الإقلاع مما يسمح للطائرة بالتحليق من أي مكان علي سطح الأرض بما في ذلك البحر، كما أن لديها القدرة علي زيادة سرعتها لتصل سرعتها القصوي إلي 500 كيلو مترا في الساعة وهو أكثر بثلاث مرات من أي مقاتلة مروحية أخري مما يتيح لها القيام بالمهمات الصعبة والمهمة كإخلاء جنود جرحي أو نشر قوات خاصة في أي موقع. في سياق منفصل، رأت هاآرتس في تقرير آخر لها أن الزيارة التي يقوم بها نتنياهو لواشنطن تأتي أيضاً بهدف مناقشة الخطر الإيراني علي تل أبيب ، ورغبة نتنياهو في تعاون عسكري أمريكي إسرائيلي لشن ضربة عسكرية ضد طهران ، وشبهت الصحيفة بين نتنياهو وبين ونستون تشرشل- رئيس وزراء بريطانيا الأسبق- موضحة أن سياسة "التوسل" التي انتهجها تشرشل مع أمريكا لإقناعها بدحول الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية وقتها هي نفس الطريقة التي يتبعها نتنياهو مع واشنطن حالياً لإقناعها أيضاً بالهجوم العسكري علي طهران . وأضافت الصحيفة أن زيارة أوباما للبيت الأبيض لا تتعلق بالمسار الفلسطيني وإنما "الخطر الإيراني" موضحة أن هناك خدعة كبيرة يعيشها الإعلام العربي والفلسطيني الذي يعتقد أن استدعاء أوباما لنتنياهو يأتي علي خلفية التقدم بالمفاوضات ، بينما رأت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن المعركة المركزية في اللقاء ستكون معركة تجميد الاستيطان ، وفي الوقت الذي أعد فيه ائتلاف حكومة نتنياهو خطة لسن قانون يمنع رئيس الحكومة تجميد الاستيطان إلا من خلال قرار البرلمان الإسرائيلي "الكنيست".