تلجأ الزوجة إلى محكمة الأسرة مستندة إلى أسباب عدة لطلب الخلع أو الطلاق، قد تكون الخيانة أو العجز الجنسى أو البخل أو الاعتداء عليها أو غيرها، ولكن هناك من تتعرض للجنون أيضًا من ممارسة زوجها لأعمال السحر والشعوذة، كما يتعرض البعض فى المجتمعات الإسلامية لخطر السحر والسحرة، وقد تؤدى تلك الأفعال الخبيثة إلى حصول التباغض والكره والتنافر خاصة بين الزوج وزوجته، وأخبر الحق تبارك وتعالى فى محكم كتابه عن ذلك قائلاً: (فَيَتَعَلمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه) ونتيجة لذلك فقد يقع طلب الخلع أو الطلاق من الزوجة نتيجة لتأثرها بالظروف النفسية من جراء تلك الأفعال الخبيثة، أو نتيجة عدم الوعى والإدراك، وكم من أزواج اعتصرهم الحزن والأسى والندم، فقد شهدت محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة دعوى خلع أقامتها "يمنى" ضد زوجها بسبب تركه عمله وممارسة السحر والشعوذة بعد أن كان يعمل عامل نظافة. وروت الزوجة أنها تزوجت زوجها من 3 سنواتو، و"كان يوهمنى أنه يعمل سكرتيراً بإحدى الشركات وبعد زواجنا بعام علمت بأنه يعمل عامل نظافة من أحد زملائه، فغضبت وعدت لبيت أبى بعد 7 أشهر وذلك بسبب خداعه لى وتدخّل الأقارب والعائلة فى الصلح، فرجعت له مرة ثانية، ووعدنى بأنه لن يكذب علىّ مرة أخرى". وتابعت: ولكن بعد رجوعى إليه تضاعف دخل زوجى أضعافاً مضاعفة، وبسؤالى عن سر الزيادة فجأة، قال: «مكافآت لأننى متميز عن غيرى»، وبعد فترة من الوقت علمت بأنه يعمل «دجالاً» وذلك من إحدى السيدات التى ذهبت له، وعلمت أيضًا أنه هجر عمله كزبال. تنكرت فى زى منتقبة وذهبت له داخل وكر الشعوذة الذى يعمل به، وجدته يمارس الأعمال الشيطانية، ويدعى قدرته على السحر والدجل، ويوهم الفتيات العوانس بقدرته على تزويجهن، ورد الغائب وحل الخلافات الزوجية وفك الربط والسحر وجلب الرزق وغيرها من الأمنيات التى تجرى وراءها السيدات، فى مقابل الاستيلاء على أموالهن. وأضافت الزوجة أنه لم يكتف بذلك، بل كان يمارس أيضًا معهن الرذيلة، وبعد ذهابى له عدة مرات، طلب منى المعاشرة جنسياً، وسجلت له فى كل مرة، لكى أهدده لتطليقى. وبعد رفضه تطليقها قامت برفع دعوى خلع، وقضت المحكمة بالخلع بعد إصرار الزوجة على الانفصال ورفض جلسات الصلح التى عقدها مكتب تسوية المنازعات.