النجم اللبنانى عاصى الحلانى يشارك هذا العام للمرة الأولى فى دورة «اليوبيل الفضى» من مهرجان الموسيقى العربية، وتم تكريمه فى حفل ثالث أيام المهرجان، نظرًا لتغيبه عن حفل الافتتاح، عاصى يرى أن مهرجان الموسيقى العربية يعتبر أعرق المهرجانات الغنائية على مستوى الوطن العربى.. وقال: الحلم الذي يراود نجوم الغناء كافة هو الوقوف على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، التى وقف عليها كبار مطربى مصر والعالم العربى. «الحلانى» أشار إلى أنه استمتع كثيرًا بجمهور حفله بالمهرجان، وقال عنه: إنه جمهور محب وذواق للطرب العربى الأصيل ومن الصعب أن يقتنع بموهبة وأداء أى مطرب سوى المبدعين فقط، وأكد أنه اختار أن يقدم لجمهور المهرجان الأغانى الذى تميز بها منذ احترافه الغناء لأنه يحتفل هذا العام بمرور 25 عامًا على مشواره الفنى. وقال: إنه يشعر بالأمان والاستقرار على أرض مصر ويعتبرها وطنه الثانى، وأكد أنها عصب الأمة العربية والجميع سعيد بما تحققه من تقدم وإنجازات.. فى حوار مع «الوفد» تحدث النجم اللبنانى عاصى الحلانى عن مشاركته هذا العام فى مهرجان الموسيقى العربية وتكريمه بالمهرجان وعن ألبومه الجديد الذى يواصل العمل فيه ورؤيته لمستوى الأغنية العربية وعلاقته الشخصية والفنية بمصر. كيف كانت مشاركتك هذا العام بمهرجان الموسيقى العربية وصف لنا شعورك بعد تكريم المهرجان؟ - فى البداية أريد توجيه الشكر للدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية على استضافتها لى بمهرجان الموسيقى العربية وتكريم المهرجان لى الذى اعتبره تكريمًا لمشوارى الفنى الذى بلغ هذا العام خمسة وعشرين عامًا، خاصة أنه من أهم وأعرق مهرجانات الغناء على مستوى الوطن العربى، فكل نجوم الأغنية يحلمون بالوقوف على خشبة المسرح الكبير، ولكن فى الحقيقة بالرغم أنى قدمت أكثر من حفلة على مسرح دار الأوبرا فى مختلف المناسبات، إلا أن المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية لها طابع مختلف للغاية، فهى فى حد ذاتها تكريم كبير لكل من يشارك، ولذلك مهما تحدثت لن أجد الكلمات التى تكفى الشكر لدار الأوبرا المصرية وإدارتها وكل القائمين عليها. حدثنا عن حفلك بالمهرجان؟ - حفلي بالمهرجان استمتعت به كثيرًا، لأنى واجهت جمهورًا عظيمًا على قدر كبير من الثقافة والوعى ويقدر المواهب الحقيقية وينحاز دائمًا للطرب الأصيل، وسعيد للغاية كونى استطعت إمتاعهم بالأغانى الخاصة بي التى قمت باختيارها للاحتفال والتى حرصت على أنها ترصد مشوارى مع الغناء الذى يصل إلى 25 عامًا على دخولى ساحة الغناء العربى، بالطبع هذا المهرجان له طعم ومذاق خاص، وأتمنى استمرار مشاركتى خلال السنوات القادمة. وما الدور الفعال لدار الأوبرا المصرية من وجهة نظرك فى الحفاظ على الغناء الجاد والطرب الأصيل؟ - دار الأوبرا المصرية كما ذكرت من أهم المؤسسات الغنائية على مستوي الوطن العربى، لأنها تتبنى منهجًا خاصًا للغاية ونادرًا فى الوقت الحالى الذى نمر به، وهو إعادة إحياء التراث الموسيقى العربى وإمتاع الجمهور بفنون الغناء الحقيقى، ولذلك فهى تحافظ على هوية الغناء وتصارع من أجل حمايته من الإسفاف والابتذال ولا تسمح لأنصاف المواهب بالتسلل إليها، فهى دائمًا كبيرة وعريقة كما عرفناها نحن وما سيعرفه عنها الأجيال القادمة. هل المؤسسات الفنية التى تتبع حكومات الدول العربية أصبحت هى المنفذ الوحيد للغناء الجاد؟ - بالطبع كافة المؤسسات الفنية التى تتبع دولنا العربية دورها الأساسى الحفاظ على رسالة الغناء الجاد كما هو الحال بالنسبة لدار الأوبرا المصرية، ولكن هناك نجومًا ومطربين حقيقيين يهتمون دائمًا بأعمالهم، ويبحثون دائمًا عن إمتاع جمهورهم من خلال أعمالهم الجديدة بالغناء الجاد والحقيقى، ولكن الأزمة من وجهة نظرى أن التكنولوجيا الحديثة والمنهج الجديد لإعلامنا العربى يفضل الانحياز «للموضة» الجديدة، صحيح أن من الضرورى مواكبة كافة التطورات ولكن هناك تطورًا زائفًا منهجه الحقيقى الإسفاف وهذا ما علينا مواجهته. بعيدًا عن المهرجان.. ماذا عن ألبومك الجديد الذى تواصل العمل فيه؟ - بالفعل أواصل العمل فى ألبومى الجديد، وانتهيت من تسجيل عدد كبير من الأغانى وسيكون فى ثوب حديث ومتطور على مستوى الغناء والموسيقى الذى يحتويها الألبوم، وأتمنى أن تكون الأمور مستقرة على بداية العام الجديد حتى أتمكن من طرح الألبوم. لماذا اتجهت معظم النجوم ل «التيمات» الموسيقية الغربية فى أعمالهم الجديدة وأهملوا الطابع الشرقى والعربى للموسيقى؟ - أعتقد أنه ليس اتجاهًا لشىء بعينه وأيضًا ليس إهمالًا لشىء بعينه، ولكن كما ذكرت سابقًا مواكبة التطورات الحقيقية أمر مهم للغاية، خاصة أن أعمالنا الجديدة معظم جمهورها فى سن الشباب والصبا، ولذلك الجيد هو أن تقدم ألبومًا متنوعًا يناسب كافة الفئات والأعمار، خاصة أن المطرب الناجح دائمًا هو من يخاطب كافة فئات الجمهور، ولكن مسألة إهمال هوية موسيقانا الشرقية والعربية لا أعتقد أن هذا المبدأ موجود لدى أى مطرب عربى، ولكن دائمًا يكون الاهتمام بالتنوع. وكيف تنظر لأزمة صناعة الأغنية.. وما السبيل لحلها؟ - بالفعل علينا أن نعترف بوجود أزمة حقيقية فى سوق الأغنية بشكل عام، ولكن هى ضريبة التطور والتكنولوجيا الحديثة، ولكن هذا لن يمنعنا من الغناء، لأنه رسالة سامية لا يمكن لمجتمعات العالم بأكمله الاستغناء عنها، والسبيل لحلها هو «تقنين» المواقع الإلكترونية وفرض مقابل مادى عليها. هل تعتقد أن تجربة برامج اكتشاف المواهب تجربة ناجحة؟ - بالفعل أراها تجربة ناجحة وفعالة، ولكن ليست على مستوى جميع البرامج، ولكن أقصد البرامج التى تهدف لتقديم جيل جديد للساحة الغنائية قادر على حمل راية الغناء العربى. بعيدًا عن الفن والغناء.. ما علاقة عاصى الحلانى بالسياسة؟ - علاقتى بالسياسة هى مواطن بداخله شغف كبير على مستقبل وطنه، ولكن المشاركة فى الحياة السياسية شىء مستحيل بالنسبة لى، لأن المطرب لا يمكن أن يتحول لسياسى ولكنه يشارك فى مستقبل وطنه ويدافع عنه بالغناء الذى أرى فيه سلاح لا يقل عن السلاح الذى يحمله جندى الجيش للدفاع عن وطنه. وكيف ترى خطوة انتخاب الرئيس اللبنانى الجديد ميشال عون؟ - بالفعل خطوة جيدة وأتمنى أن تكون مرحلة جديدة لبلدى الحبيب لبنان، وأن نعبر من خلالها مرحلة الحروب وتعود لبنان الجميلة بلد الطبيعة الساحرة والجمال الخلاب. فى النهاية.. حدثنا عن علاقتك الشخصية والفنية بمصر؟ - مصر بلد الخير والكرم، لا أشعر حين زيارتها بأنى ضيف عليها ولكن هى الوطن الثانى والأمان بالنسبة لى، عصب الأمة العربية ودرعها الواقية، أمانها واستقرارها هو أماننا واستقرارنا جميعًا، أتمنى لها ولقيادتها دوام التوفيق والنجاح، أما العلاقة الفنية فهى خيرها على كافة النجوم سواء فى الطرب أو التمثيل وكما عودتنا دائمًا بلد الحنان والنجاح.